أعتَدت الجُلوس فِي غرفَتي البَاردَة
أراقِـب مِن نافـذَتي السَّـماء الدّاكـنَة
وبيني وبينَها قطَرات النّدى
... التي تشَكلت من عنَاقِ الهواءِ السَّاخِن في فمِي مَع الزّجاج البَارد
فاراقِب سيولاً من العَذاب تسيل أمَام عيني
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥
كلّ شيءٍ باردٌ هنَا
حتّى المَدفأة التي نفَد وَقودهَا
وبالرّغم من برودَة الطّقس
ما زلت أراقب غيوماً رماديةً تحتَل السَّماء
كَم ثمَن عود الثقاب في هَذا المَساء ؟؟؟
كـَم ثمَن الحـَطب والفَـحم وبخـَار المَاء ؟؟؟
وكَـم ثمَن صـدر يضـمَك إليه بحَـنان
كـل شـيءٍ صَـار لـَه ثمـَن
وأصبَح غالٍ في هَذا الزَمن
حتّى الجُلوس في الحَديقة تَحت شجَرةٍ عاريةٍ
لا تَرد عَنك قطَرات المَطر
أصبَح أيضا لها ثمَن
أفضّل البَقاء في غرفَتي البَادَرة
لأشردَ في السَّماء الدّاكنة
وأسرد قصَصاً وروايَات
استَلهم منهَا كلمَاتي ودِفء أشعَاري
لأكتب في كلّ ليلةٍ باردةٍ قصيدةً عن الوطن
أهديها لوطني من دُون أيّ ثمَن ●
أحمد قدورة
18-12-2011