عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2017, 06:30 PM
المشاركة 5
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الرزق الباقي : [/marq]يقول تعالى : ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى– طه 132 )) ويقول أيضا : ((وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَالْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى – طه 131 )) فرزق الله عزوجل خير بمعنى أفضل ، وأبقى بمعنى أدوم ، رأيت على أحد القصور عبارة جميلة : ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ) وقد ورد مصداق ذلك في القرآن الكريم : ((وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ – آل عمران 140 )) فلنبحث عن الرزق الذي يبقى عندنا إلى أبد الآبدين ، ما هو هذا الرزق ؟... الذي تاجرته في ليالي القدر ، ركعتين الصلاة بسبع التوحيد ... هل هذا فنى أم بقي في جدول أعمالك ،بقي .. و لا يمحى أبدا ، أما أنواع ما أكلته في الإفطار وغيره ذهب وولى ؟ المتع التي تمتعنا بها ماذا بقي منها ؟ ... المتع التي تمتعنا بها في حياتنا ما الذي بقي منها ... كلها خيال في خيال ... ذهب كله . البعض ذهب للاصطياف في الصيف أين الهواء المنعش ؟ في الصيف الآن يعيش في هذا الهواء القاتل ؟ صليت قبل قليل صلاة الظهر هذا يبقى لا يمحى . يوم القيامه في ذلك الموقف العصيب يُبعث الإنسان من قبره ، ويخرج معه شاب جميل ، ويقول أنا سأبقى معك ، وكلما مر هول من أهوال يوم القيامة يقول لا تقلق أنا سأقضي حاجتك ، عجبا !!...(( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيه . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ – عبس 34 / 36 )) يفر من زوجته ، ومن أخيه حتى لا يطالبه بشيء فيتوارى عنه ، من هو هذا الشاب في هذا اليوم العصيب ؟!... يسأله من أنت يقول له أتعلم من أنا ؟... أنا السرور الذي أدخلته إلى قلب أخيك المؤمن ، هذا عمل واحد ، سرور واحد، فكيف يإحياء صلاة الليل والحج والعمرة وإحياء ليالي القدر.... ؟... فلعله يسند بقبيلة من الأنصار والأعوان حينها ، وما هي في حقيقتها إلا أعماله التي عملها . (( وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى – طه 131 )) لم يقل الله لنكرمهم لنسعدهم بل قال لنفتنهم ، الذي يبني أكثر من حاجته لعله يطوق على رقبته يوم القيامه ، لعله يتمنى أن لم يكن من أصحاب العمارات ، وكان من الشاكرين على نعمة الكفاف . يوم القيامة (( خافضة رافعة – الواقعة 3 )) المترفون يتمنون لو كانوا من أفقر عباد الله ... بل يتمنى الكافر أن يكون ترابا (( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يالَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً - النبأ 40 )) ولم تكن له هذه العاقبة ، ثم يقول سبحانه وتعالى : (( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ –غافر 57 )) والذي (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا – لقمان 10)) غير قادر على أن يرزقك ، عندك دين ... اطلب من رب العالمين أن يقضي حاجتك ((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ – الحجر 21 )) .
--------------------------------------------------------------------------
الأربعاء
13 ربيع الثاني 1438هـ
11 - 1 - 2017

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي