الموضوع: ملامحٌ منسية
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2011, 11:57 AM
المشاركة 9
نهاد رجوب
كاتبـة فـلسطينيـة
  • غير موجود
افتراضي
ملامح منسية لجار الرضا
تحت عنوان ( أمي بتسلم عليكم ...وبتقولكم عندكم بصل )
أدرج نص يحكي مضمون موضوعي فقلت في نفسي

ليس هناك أعذب من أن أنقل النص ضمن سلسلتي ( ملامح منسية)

فجمال القصة أخذني لأماكن منسية بالفعل


إليكم النص المنقول

حين طرق باب بيتنا ... ليقول لى ولد الجيران


امى تسلم عليكم وتقول عندكم .. بصل..!!



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




ابتسمت من قلبي ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






وقلت له عندنا .. ولو ماعندنا زرعنا لكم


هلا بالجار الصغير ..



منذ متى لم يطرق بابكم احد الجيران لطلب


برغل او بصل او خبز ..!!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ربما يقال اننا بخير ونعمة ولم يعد الطلب من الجيران له ضروره ..

ولكن لا اعتقد


فقدنا الطلبات الصغيره بين الجيران


فقدنا طعم الجيره ...


كان الجار يطلب من جاره بصل


وبعدها يرسل له قليل من الطبخة



الان تعد الطلبات بين الجيران عيب وقله ذووق ..!!


وقد تستغرب ان يطرق جارك بيتك بدون موعد واذن مسبق واتصال

وقد يتهم الجار بالجنون حين يطلب ملح..

زمان لم تكن الحاله الاقتصاديه مثل الان

اليوم فواتير وديون واقساط واسعار مواد غذائيه عاليه

وعيب نطلب وندق باب الجيران...

زمان حياه بسيطه وقلوب ابسط ,,, وصغار الجيران

وجمله .... امى تسلم عليكم وتقول عندكم خبز


جميله العبارة


بجمال البساطة


وجمال المحبة


وجمال روح الجيران الوحدة


كنا بيت واحد


وطبخه وحده


اخبرتنى جدتى


ان الاسر قديما تشعر بمدى حاجه جارها


وترسل له من غير طلب



ليست المساله بمجرد الطلب


وليست عباره امى تسلم عليكم وتقول عندكم بندورة هى المحك


لا ....


ولكن العلاقه نفسها فقدت طعمها


فقدت دفئها

فقدت الجيرة


لم تعد الحياه لها طعم بعد الاستغناء عن بصل وملح وخبز الجيران

وحين نعطى الصغير طلبه ... نتنتظر عودته بطبق من عشاءهم ...

ليتها تعود تلك الايام ... رغم انى لم اعشها حقيقه

ولكن احيانا اتمنى عوده ايام ماضيه بزمن جميل

وجيران ترسل وتسال وتطلب

بدون قيود حياه مملة ورسميات قاتلة

احضرت البصل لولد الجيران .... ووصلت لنهايه كلامي

قول لماما امي تسلم عليكم


وخرج الصغير ولسانى حالى يقول:


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



شكراً لك عشت معك لحظات اصبحت مفقوده .... بزمن لم يعد الجار يعرف جاره



أتمنى أن تعود تلك الملامح الراقية




عندما يوزع الله الأقدار ولا يمنحني شيئا أريده أدرك تماما

أنه سيمنحني شيء أجمل مما أريد




اللھم لا تعلق قلبي بما ليس لي ... واجعل لي بما أحب نصيب