عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2020, 11:25 AM
المشاركة 270
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: عيـــــــادة منـــــــابر
الاكتئاب في آداب الشرق والغرب: ولقد رسم "شكسبير" في شخصياته نماذج تكاد تكون حية لحالات تعبر عن شتى المشاعر الإنسانية، ومنها حالة الحزن والكآبة، ولعل في شخصية "هاملت" مثالاً لذلك حين يتحدث فيصف يأسه من كلّ العالم من حوله، وكيف انّه قد فقد الاستمتاع بكلّ متع ومباهج الحياة، وفي كتاباته الأدبية يتحدث "شكسبير" عن "الحزن الذي لا يجد متنفساً بالكلام، فيهمس إلى القلب فيكسره"، وهذا هو نفس مضمون عبارة مآثورة ذات محتوى علمي للطبيب الشهير "مودزلي" يقول: "إنّ الحزن الذي لا نعبر عنه بالدموع، يتجه إلى أعضاء الجسم ويحطمها". وقد ارتبط الاكتئاب بالمثالية لدى العديد من الأدباء والكتاب، ومنهم "شوبنهاور" الألماني الذي حدثت في وقته واقعة الانتحار الجماعي في ألمانيا في مطلع هذا القرن، ويذكر لنا التأريخ انّ العديد من العظماء والمبدعين في الفن والأدب والسياسة قد اتصفوا بما يشبه الاكتئاب النفسي الذي كان يبدو عليهم في أحوال من التطرف تصل إلى الجنون أحياناً، من هؤلاء "ابن الرومي" الشاعر العربي المعروف الذي اشتهر بالتشاؤم وتوقع النحس، وشاعر فرنسا "بودلير" الذي كانت تنتابه الكآبة باستمرار، وفي السياسة هناك "تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا أبان الحرب العظمى الأخيرة حيث كان يعاني من الاكتئاب في أواخر أيامه وكان يتوهم عند وفاته انّه مطارد من كلب أسود، و"فان جوخ" عرف بحالة الاضطراب النفسي الشديد التي تنتابه حتى لقد قطع أذنه اليسرى ذات مرة ليهديها إلى امرأة، ولعل من أشهر لوحاته ما تحمل اسم "المكتئب"! كما يوجد لوحات أخرى من الفن العالمي تحمل عنوان "الاكتئاب" و"الصرخة"، وغير ذلك من دلالات الاكتئاب.