عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2016, 02:53 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما كان قائد مثل اردوغان ان يتحول في سياسته 180 درجة كما جرى منذ أسبوعين تقريبا الا اذا كان مجبرا على ذلك ومدفوعا دفعا لذلك،
وقد اتضح الان وبعد ما جرى ليلة امس من محاولة انقلاب ان حكومة اردوغان كانت تتعرض لضغوط انقلابية منذ ان اجبر على تبني سياسات خارجية لا تتوافق مع طروحاته كل تلك السنوات التي حكم فيها.
وهو حتما شخصية كرزمية تميل الي الاعتزاز بالنفس وبالتالي اقرب الى حاكم دكتاتوري ولو انه يقود حكومة تبدو في الظاهر ديمقراطية وتلعب لعبة الديمقراطية في الظاهر.
الان وبعد ان فشل الانقلاب سنشهد تحول ب 180 درجة من جديد اي العودة الي تأكيد الثوابت التي كان اردوغان يتبناها طول فترة حكمه وعلى راسها الوضع في سوريا .
لقد اثبت اردوغان مرة اخرى وبالدليل على قدرته على تجاوز هذه الأزمة وإفشال الانقلاب خطا الاستهانة بالقائد اليتيم وان نجاح اي انقلاب ضد القائد اليتيم لا يمكن ان يتم الا اذا ما تم القضاء على ذلك القائد الكرزمي في اللحظة الاولى للانقلاب. اما ان يترك القائد اليتيم حرا طليقا وقادرا على إرسال رسائل ملتهبة الى اتباعه فهذا يعني ان الانقلاب قد فشل حتى قبل ان ينطلق.
كما تؤكد تجربة الانقلاب الفاشلة بالأمس في تركيا على خطورة الدور الذي باتت وسائل الاتصال الاجتماعي تلعبه في المجتمعات .
ان اهم العناصر التي ادت الي فشل الانقلاب هو تلك الرسالة المصورة التي كان اردوغان قادرا على إرسالها عبر سكاي بي او تايمفيس الي أنصاره الذين تدفقوا مجرد طلب منهم ذلك الي الميادين وأفشلوا حركة الانقلابيين .

فهل تكون تركيا بعد الانقلاب نفسها تركيا قبل الانقلاب ؟
هل يؤدي الانقلاب الفاشل الي تحول جديد في السياسة الخارجية ؟
ام الى التراجع عن التحولات التي ظهرت منذ اسابيع قليلة وبدت انها انقلابية كونها مغايرة لما هو معتاد ؟
هل كانت محاولة الانقلاب امر داخلي؟ ام هي مؤامرة خارجية ؟
هل التحولات الاخيرة في السياسة الخارجية كانت محاولة لاجهاض الانقلاب الذي كان يخطط له ؟
وهل نجح اردوغان فعلا في اجهاض الانقلاب من خلال تبنيه لتلك السياسات ولو مؤقتا ؟
هل لعب اردوغان على وتر كسب نبض الشارع والدعم الجماهيري لكسر الانقلاب الذي كان يتوقعه حتما ؟


*