منتديات منابر ثقافية - عرض مشاركة واحدة

01-15-2014, 03:02 PM

المشاركة 74

هند طاهر

من آل منابر ثقافية

اوسمتي

مجموع الاوسمة: 2



وا أسفاه...على مخيم اليرموك!!! -كان المخيم هادئا هانئا،وكان ملاذا آمنا للجائعين من المهجرين إليه من الجوار،وكان شعلة حضارية وهاجة،ومنارة مضيئة،تهدي الضالين عن سواء السبيل،وكان المخيم يعج بالمتسوقين من أهله ومن الجوار،وقد أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف،وكان يغص بالمدارس والمعاهد والمشافي،وكل وسائل الحياة الشريفة.... ولكن تجار السياسة والحروب والمغامرين جعلوا منه أطلالا وخرائب،وحضارة عفا عليها الزمن.. فقد دخل المسلحون إليه في 2012/12/17كما دخل المغول بغداد ،فسرقوه وحرقوه ودمروا الباقي.. وانصبت عليه القذائف بأنواعها من كل الجهات ،فقتل من قتل ظلما وعدوانا،وشرد معظم أهله ،وثبت الباقون يصارعون الموت بسبب الحصار الخانق الممنهج المفروض عليهم بالتجويع والحرمان والإهانة والذل، وحكموا عليه بالإعدام جوعا حتى الموت الذي بدأ يحصد ما زرعه الجوع والمرض، ووقعت بعض الحالات ،وتعانقت أرواحهم الحية مع أرواح الضمائر الميتة،فاستفاق أصحابها متأخرين،وأخذوا مواقف إيجابية رفعت من معنويات أهل المخيم ...ولكن..ماذا استفاد المحاصرون؟؟ وماذا جنى المشردون؟؟ ..لقد رموك يا يرموك خلف ظهورهم.... يا حسرة على المخيم وأهله،أصبح سلعة تجارية بين أيدي المتصدقين والمحتكرين، وتحول إلى قضية إنسانية يحتاج إلى إغاثة من أصحاب الخير، بعد أن تخلى عنه الأهل والجيران،وهم يبحثون عن كسرة خبز أو لقمة عيش، حيث يلاحقهم شبح الموت جوعا وهم يتراكضون من حارة إلى حارة داخل أسوار المخيم المحكمة الإغلاق..وتغافل عنه الناس وأهملوه، ومنعوا دخول الغذاء والدواء إليه، وفرضوا عليه العقاب من دون ذنب ارتكبه ولا جريمة اقترفها، وتنافس المتنافسون في ضربه وتدميره وقتل أهله.. فالمخيم حيادي إيجابي منذ وجد، وهو لم يحتضن أحدا، ولم يعتدي على أحد،وهو يحب الخير للجميع، ويتمنى السعادة لكل الناس... وإذا كانت قد عجزت كل الوسائل عن إدخال المساعدات الغذائية إلى المخيم ،،لكنها لم تعجز عن إخراج مدرعات السلاح الكيماوي لحرقه في المحيطات..فهل تصدقون؟؟!!. وإذا كان إخلاء المخيم يخدم أسيادكم ،فاخلوه..ولنا طريق واحد إلى فلسطين..وإلا فالإخلاء ممنوع ومرفوض... فاتقوا الله في مخيم اليرموك وأهله....

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف

كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،

فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم

وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار

رد مع الإقتباس