عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 04:18 AM
المشاركة 3
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


*


*
بعض أمور الإنسان لا تأتي كما يريد ويتمنى

هذه حالة زوجتي الأخوين عبد الرحمن وأحمد فقد كان موعد ولادتهما قد حل



وكلا منهما تنتظر الأخرى ولم يكن الحمل الأول



لهما فزوجة أحمد سبق وأنجبت ولدين وبنتين

أما زوجة عبدالرحمن فسبق لها ولادة أربعة من الأولاد و بنت ...


ولدت سلمى قبل مولد علي بأسبوعين


في شتاء كان يعد في ذلك الوقت من أشد المواسم برودة


حيث لم تعهد المنطقة كلها شتاء كهذا


حتى أن الزوجتين فكرتا في ترك القرية واللجوء إلى المدينة حتى ينتهي الشتاء


ولكن الظروف لم تسمح بإتمام النية ,

كان تأثير البرد واضحا على جسد الوليد علي



حيث لم تمر ليلة من ليال الأربعين دون أن يصاب بنوبة من ضيق النفس


تصحبها بعض نوبات حرارة شديدة وكم من

الليالي هرع أبواه الى المدينة حيث لم يكن هناك طبيب مناوب في مستوصف القرية,

وكما نعرف أن الأطباء بشر يخطئون ويصيبون


البعض يرى أن جسد علي الصغير لا يحتمل برودة الطقس




وأنه مع بداية الدفء سيتحسن مع بعض الحماية والرعاية,

ويرى أخرون انه حساسية صدرية وأن لم يتم مراعاته سيتحول الى ربو مزمن..

رأس الحي في السماء كما يقول الناس !

فلقد كبر علي برغم علته وربما أضفت عليه العلة قبولا من الجميع فالكل يحبه ويحميه

لم تكن طفولة علي نشيطة كبقية الصبية وكان يمضي اليوم في اللعب مع سلمى ابنة عمه عبدالرحمن,


إخوة سلمى شباب يتمتعون بالقوة والصحة حيث يجوبون القرية, معظم النهار,



لم يكونوا ذوي نزعات شقية ولكن معظم الأطفال والشباب يخشونهم وربما سلكوا طريقا

آخر حين يجدونهم !!


سلمى وعلي يتمتعان في ظل الحماية التي تتوفر لهم من خلال


هيبة إخوتها بكامل الحرية في اللعب في



دروب القرية وتحت ظل شجرها , وربما ذهبا أكثر من ذلك



حيث يتسوران حظائر الماشية ومطاردة الطيور والعبث مع صغار البهائم ,



في ما لو لم تحدث لعلي انتكاسة صحية في ذلك اليوم يكونا محظوظين , أما لو لم يكن علي


بوضع يسمح فإن سلمى سوف تجلس معه في بيتهم


كانت سلمى تُخبرعلي بكل أسرارها, الصغيرة منها


وحتى الأمورالكبيرة التي تعرضت لها


ذات مساء كئيب في غياب هيبة أخوتها ..
*
*







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!