عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2011, 11:55 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ عبده فايز الزبيدي

اشكرك على مرورك وثناءك... اتصور انه لا يختلف اثنان ان شاعريته مهولة ومهيبة وهو حتما ظاهرة تستحق الدارسة فهو لا يقول الشعر بل ينزف شعرا والما يعبر الى القلب كصاروخ خارق حارق متفجر ... وكل ذلك يشير الى ان المه المبكر جدا كان بحجم الكون وهو يشير الى ذلك بوضوح في هذه الابيات من قصيدته التي يبدو انه جعلها اسم لديوانه الاول:

على درب الالم تمشي مواطينـاعلـى النيـران
ظـلام الـيـاس ينشـرنـا عـلـى حبـلـه ويطويـنـا

ترانيـم الهنـا فـي يـوم مولدنـا غــدت صلـبـان
صلبـنـا فوقـهـا مــن غـيــر ما تـجـنـي ايـاديـنـا

تعوضنـا عـن البلبـل وشــدوه نعـقـه الغـربـان
وعن غصن الزهر غصن بعكف الشوك يدمينا

هـــلا بـالـلـي يـبــي يـنـظـر شـقــوة الإنسان
يـجـي ينـظـر تجسـدهـا بـكـل أطوارها فـيـنـا


ففيها يروى لنا حكايته مع الالم الحارق كما النيـران وظـلام الـيـأس، وكيف تحولت ترانيـم الهنـا يـوم مولده الى صلـبـان، صلب عليها دون ان تـجـنـي يداه ذنبا، وكيف ان نعيق الغربان حلت محل شدو البلابل كنتيجة لذلك الحدث المهول الذي لا بد انه قد وقع ، وكيف ان اغصان الشوك الدامي كانت بدل اغصان الزهر... ولكل ذلك تحولت حياته الى شقاء، ولكن ليس اي شقاء وانما هو اشد شقاء قد يصيب الانسان، وهو يخبرنا ان كل هذه الاحزان والالام والشقاء قد تجسدت فيه بكل اطوارها فكانت هي حتما السبب الذي فجر في ثنايا ذهنه وقلبه براكين الشعر الجميل الذي هو غاية في التأثير.

ويبدو ان الحديث في هذه القصيدة وهذه الصورة شديدة القتامة والالم التي رسمها في هذه الابيات تدور حول فقدانه لوالدته عند الوالده...ربما؟!