عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2016, 12:24 PM
المشاركة 22
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حلّ الموسم الدراسي الجديد المعلمة ليست هناك ، تغير الطاقم كلية ، أدرس في قسم من مستويين ، في الصّف الأيمن تلاميذ المستوى الثالث و في الصفّ الأيسر تلاميذ المستوى الرابع ، معلمنا يتحدث إلى زميله ، لا أعرف ما مستوى هؤلاء و مدى قدرتهم على الاستجابة ، يشير نحوي بأصبعه أن قم نحو السبوة ، أعطاني قطعة طبشورة ، أمرني بكتابة اسمي بالعربية ، يا لها من مهمّة سهلة يا أستاذي ، لم لم تطلب منّي ذلك بالفرنسية ، فعمّي عبد السلام كفاك شرّ تعليمي حروف هذه اللغة ، لا بأس كتبت اسمي و جلست مكاني دون أن أستعرض عضلاتي . تمر الأيام مر السحاب ، معلمنا يتنقل بين المدرسة و موطنه بدراجة صفراء ، نسمع هديرها من بعيد ، فنصطف أمام القاعة ، بعذوبة نستقبل دروس التعبير الشفوي باللغة الجديدة ، بانسيابية نكتب حروفها ، بطلاقة نقرأ نصوصها ، لا شيء يعكر تعلمنا ، رغم ذلك اكتسبنا طباعا جديدة ، أولها تسوية غليون يليق ، قصبة ناعمة الملمس ، و سبسي مصنوع من الصّلصال ، ها أنت في عصبة المدخنين الجدد ، ندخن كل شيء ، أوراق الأشجار ، بقايا السّجائر ، روث الحيوانات ، ما يهمّ هو شيء يحترق في السّبسي و يطلق دخّانا ، مع توالي الأيام نورالدين يتغير ، أمدّ يدي إلى بعض درهيمات في دكّان والدي ، أشتري المشروبات الغازية في الدكان القريب من المدرسة ، أشتري الحلويات ، يحتفل أصدقائي ، في المنزل لا يعجبني شيء ، أرى أبي شرس الطباع ، يكثر من أوامره ، يفرط في العنف ، عندما يحرث ببقرتيه الأرض ، فإياك أن يجد في طريق عودته بقية باقية من عشب كيفما كان نوعه ، يجب أن يكون أخدود سكة المحراث خاليا ، نصف أخدود أتكفل به والنصف الآخر لأختي ، نتخاصم أنا وأختي ، بدأت أكره حياتي ، في موسم جني الزيتون صبحا يجب أن تذهب لالتقاط الحب المتناثر بفعل الرياح قبل الذهاب إلى المدرسة ، موسم الحرث تجمع الأعشاب ، في الايام العادية الغنم في انتظاري في الأصيل ، يا لها من طفولة بئيسة ، ملابسي لا تعجبني ، فراشي لا يعجبني ، حتى جدّي سببته يوما فتبعني عبر الدوار أخيط به الأزقة ، لو تمكن مني لاشبعني ضربا ورفسا ، أذكر أن أبي ذات يوم ، كان يريد من عمي عبد السلام أن يساعده على جني الطماطم ، لكنه ذهب مع رفاقه للّهو ، وعند عودته أحضر معه آنية مملوءة بثمار التين عساها تشفع له ، لكن هيهات هيهات فأبي لا يخدع أبدا ، رجمه أبي بالتين و كان عمي يبكي ، ثار جدّي ثورة عظيمة ، حمل بين يديه صخرة عظيمة ، توجه نحوي ليهشم رأسي ، أبي ساكت لا يرد ،ّ أمي تبكي ، جدّي يحلف بأغلظ الأيمان أن لو اقتربت منه ثانية لسحقت هذه الحشرة التي ولدتها .