عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2014, 02:20 PM
المشاركة 29
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثمنة عشر
[justify]الحلقة الثامنة عشر
بعد أن أطلقت عليه الرصاصة و هو ناظر إلى ما يطلقها هذا الملثم المختبأ خلف الشجرة ، يظل واقف لدقائق من الزمن ، يأخذ أنفاسا قد يبحث فيها عن الراحة الغير موجوده بالطبع ، و يظل يقاوم لكنه لا يستطيع الوقوف أكثر من ذلك ، فأرتخى الجسد و لكنه لازال يقاوم فسند بكفيه على السيارة ، و لكن ما هى إلى برهة أخرى و قد جثى على ركبيته ثم أرتجى جسده بالكامل على الأرض ليصطدم وجهه بالأرض ، و عندها و هو يقاومم الموت ، أرخج هاتفه ، و طلب هدى و قالها بنفس ذاهب بلا عودة ألحقينى فى طريق القصر و ظلت تتحدث ، سألة عما قد حدث لكنه أغلق الهاتف ليتركه يرتطم بالأرض .
تأخذ أرفاد الأمن و الساق و تخرج فى طريق القصر لتجد السيارة على بعد ما يقرب من خمسة عشر دقيق من القصر ، و تجد ملقى أمامها ، فتنظر فاتحة عينيها و كأنها كادت تبتلع الدنيا ، و تحرك يديها إلى أن تغطى بأصابعها طرف وجهها السفلى أى فكها وفمها ، و هنا ننتهى إلى هنا .
بعد أن تم نقله إلى المشفى دخل غرفة العمليات بسرعه ، و ها هو قد مر عليه أكثر من ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات ، و ما أن خرج الطبيب إلا و تلقته هدى بشغف ، و أجابها أنه قد نجح فى إجراء العملية ، لكن الوضع خطر فقد أقتربت من القلب كثيرا ، بعده خرج الفتى على سريره السائر و هو ملاقى عليه بلا حراك ، تحت تأثير التخدير طبعا .
نقل إلى غرفته التى سيظل قائما فيها فترة من الزمن ، هناك العديد و العديد من الأسئلة ، للوهلة الأولى ، ظن الجميع أن المحامى و الباشا الذى يتحدث معه هاتفيا هم من سيفعلوا تلك الجريمة ، و عندما أطمن الباشا للفتى و قام بإلغاء العملية ، ظن الجميع أن الفتى نجح فيما قرر فعله من البداية ، لا واهم من يظن أن للفتى عدو واحد ، الجميع سيأتون عليه و هو يعلم ذلك و سيبدأ فى الحرب مع هؤلاء قريبا قريبا جدا .
عندما خرج حسام من المكتب كان قد قرر الذهاب لكريم ، فعلا هذا ما حدث ، و وجده فى المشفى ، وجده جالس على المقاعد البلاستيكية المتصلة بوصلة حديدة من الخلف الموضوعه أمام غرفة علياء ، و هنا تحدث له دون أن ينظر له و كذلك كريم لم ينظر له أيضا :
- أيه لسه فاكر أن أنا مش واخد بالى منك
- مسيرك هيجيلك يوم و هتفهم
- يعنى أنت عارف ده
- اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى .. ( بضحكه صفراء مستنكرا ) و أنا مش أعمى
- طايب براحة عليا
- وقت الراحة فات
- هتجيب اللى عندك
- اللى عندى ما يفيدكش
- أنت تقول و أنا اللى أحكم
- غلطان .. لو عايز توصل صح هتوصل لوحدك .. الموضوع كل فى وضوح الشمس
- ( بعد ألتوى بوجهه ناحيته ناظرا له نظرة ثقة ) .. بس أنت هتفيدنى يا كريم
- ( كريم نظر له أيضا فى ثقة ) مأعتقدش
هنا حسام علم بل تأكد أن كريم لديه مما يخفيه ، و لكن عندما تفكر فى الأرم من الجانب الأخر من الممكن أن يكون كريم يريد أن يوصل هذا الإنطباع لحام و هذا الأمر الأكثر أحتمالا .. لزكاء كريم .. و هذا ما دار فى رأس حسام و تأكد منه حسام ، أن كريم يريد لحسام أن ينشغل به قليلا و يبحث عما يخفيه .
أما على الذى خرج بعد حسام فها هو يسير فى الشارع و كأنه خائفا من شئ ما .. يتلفت من خلفه و أمامه و عن يمينه و يساره كأنه لا يريد أن يعرف أحد إلى أن ذاهب .. ألهذا دخل بما نحن فيه .
العقيد حاتم يرسل فى طلب حسام .. حسام عائد للتو من مقابلة كريم .. فيذهب مباشرة للعقيد حاتم ، بعد أن طرق الباب و سمح له بالدخول ، و دخل سمح له العقيد بالجلوس ، و هنا تحدثا سويا :
- أنا عارف إن هشام غالى عليك
- و أنه وصاك على خطيبته اللى ملهاش حد هى و أمها و أمه ، بس مش معنى كده أنك تسيب شغلك و حياتك و تمسك فى قضية و تحولها لموضوع شخصى و هى فى الأساس أتحولت من عندنا
- يا أفندم أنا عندى دوافعى و أستنتجاتى اللى هتوصلنى لكل حاجه قريب
- يا بنى خلاص الموضوع خلص و القضية أنتهت
- يا أفندم
- حسام أنت كفئ مش عايزك تزعل منى
- ركز فى القضية اللى هيسلمهالك المقدم حسين .. تمام يا سيادة الرائد
- تمام يا أفندم
- تقدر تتفضل
- شكرا يا أفندم
خرج و هو على وجهه علامات السخط تظهر بشده على محياه ، ليسير فى إتجاه مكتبه فيدخل و يشد الباب من خلفه بقوة ، و هنا بعد أن دخل إلى مكتبه و جلس على مقعده ، أخرج كل أوراقه و ظل يبحث فيها ، لمن ماذا .......
هدى جالسه بجوار الفتى و هى ملقى على سريره بلا أى حراك ، و مرت ثلاثة أيام و هو فى داخل الغيبوبة ، و فى ليلة اليوم الثالث و هدى جالسة بجواره ، تقرأ أيات من القرءان ، بدأ فى فتح عينيه و عندما رأته بدا على وجهها الأستهلال ، فتحت عيناه ، عاد نعم قد عاد ، هدى كادت تطير من فرحة عودته و عندها قد جلست بجواره على طرف السرير ، و هى ناظرة له ممسكة بيده التى بها أجهزة قياس النبض ، و تتحدث له :
- ألف حمدلله على السلامة
و لكنه لا يستطع الحديث بصورة طبيعية ، و لكنه تحدث بصعوبة طالبا منها أن تأتى له بخالد ، و بالفعل قد أتى خالد ، فأشار له أن يقترب منه و حدثه فى أذنه بشئ ما ثم أجابة خالد بالموافقة و من بعدها خرج خالد من الحجرة و كأنه ذاهب فى مهمة ما .
خالد يقف أمام مبنى قديم فى أحد أحياء وسط القاهرة و ينظر للأعلى ، ثم يدخل من بوابة المبنى العاليه ، و يصعد للور الخامس ، ليسأل بعد أن طرق الباب و فتح له عن أستاذ فيصل ، و هذا الرجل محل ثقة من الفتى و يعمل مدير للتسويق فى أحدى الشركات ، و عندما أدخله ابن الأستاذ فيصل و أجلسه فى حجرة الضيوف ، ما هى إلا دقائق و قد أتى الأستاذ فيصل ، بعد أن تبادلا السلا تحدثا سويا ، و بدأ خالد بالحديث :
- أنا جاى فى رسالة
- قولى بس الأول أيه أخباره
- أول حاجه أحنا على أتفقنا أوعى تفكر تقرب فى المستشفى
- قولى بقى رسالة أيه
- بيقولك اللى أنتو ماشين عليه أتغير
- نعم
- زى ما بأقولك كده ، من بكرة أبدأ فى التوزيع
- فى تغير فى الأسعار ؟
- لأ زى ما هى
- تمام
- بكرة عايزين نسمع أخبار حلوة
الفتى يتحدث بصوت ضعيف ذاكرا أسم هدى فأجابته ، فحدثها بأن لا أحد غيره و هى و خالد يعلم مكان المخازن الجديدة المخزنه بها البضائع ، و هنا أخبرها بأن الشخص الأخير الذى هو محل ثقة ، قد تتغير نظرته له بعد قليل ... حيث أنه أخبر طارق أن يبلغه أن غدا سيتلم أول دفعة من البضائع و عليه بيعها بالكامل و إعطاءء نتيجه سريعة للفتى عبر خالد.
خرجت السيارات المحملة بالبضاع ، و ما إن وصلت للتسليم حتى غيرت بالسيارات الحقيقة الحمالة للبضائع بسرعه ، و قد تمت الثفقة ، و وجد الفتى أن فيصل هذا هو الشخص يمكن أن يضع ثقته فيه .
القصر شخصين ملسمين دخلا إلى القصر ، بعد أن تصلقا الحائط الخلفى ، ليهبط فى الحديقة ثم يدخلا من الباب المطل على حوض السباحة و يسيرا بخلسة غلى الأعلى و حاولا فتح الحجرات إلى أن وصلوا لحجرة الوالد وجدو الخزيينة و لكن الأمر الغريب أنهم وجدوا سلاح ، ليس هذا الغريب ، و لكن هذا السلاح و هو نفس السلاح الذى كان مع الفتى عندما قتل الحاج بدوى ، كيف وصل هذا السلاح إلى هنا ، كيف ؟ ، معنى ذلك أن فى البيت من يعلم الكثير و لكنه لا يريد أن يعلم الباقى بما يعلمه هو ، و قد يكون لا ........
[/justify]