عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2014, 12:16 PM
المشاركة 28
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة السابعة عشر
[justify]
الحلقة السابعة عشر
رجل يجلس على مقعده و يتحدث فى الهاتف و لم أستطع أن أره سوى من ظهره ، يتحدث بأن يجب على الفتى أن يشعر بالخوف الشديد مما هو قادم له ، حتى لا يستطيع أن يفكر فى أى شئ ، بأنه الوحيد الذى يحمل السر فبتعطيله كل الأطراف المناسفة ستكسب الكثير من الوقت ، يصمت برهة و كأنه يستمع لمن يتحدث معه ، ثم يقل " لأ مش عاوزه يموت دلوقتى كفاية أنه يخاف ، بس يخاف جامد " ، ثم يمسك الهاتف و يلتف بنا المشهد لنرى وجهه و لكنه أول مرة يظهر فى الصورة ، ماذا تخف أيها القدر بين ثنايا خباياك .
الفتى يبدأ فى دخول البضاعة بالكامل فى المخازن التى أعدهها هو ، ليست التى أتى بها المحامى ، فالمخازن التى أتى بالمحامى أدخل بها صناديق فارغة و لا أعلم لماذا فعل هذا ، و هنا قد أبدى بأن فكرته إلى الأن تنفذ بنفس الصورة التى يريدها ، بعد أن أتم دخول جميع البضاعة فى نفس الوقت الذى كان أحد مديريه يدخلوا الأخرى من دون أن يعرف أى فرد ما لاذى يحدث ، فلا يعلم من يحمل الصناديق الحقيقة أنها مليئة و لا يعلم من يحمل الأخرى يعلم أنها فارغه .
أغلقت الأبواب ، فركب سيارته و أمسك بهاتفه الجوال و أتصل بهدى و أخبرها بأنه سينتظرها فى مكان ما قد وصفه لها ، و تحرك هو بسيارته ، وصل المكان و ظل يتنظرها فترة ، إلى أن أتت و معها السائق ، فبعد أن غادرت السيارة نحوه ، أخبر السائق بأنه يذهب إلى المنزل عائدا ، ثم طلب منها أن تركب سيارته و قاد السيارة ، و هما فى السيارة بدأ الحديث عما قد فعله ، ثم فى النهاية قال : " أنا واثق أن أنا دلوقتى معرض للموت أكتر من أى وقت تانى ، البضاعة فى المخازن اللى عنوانها معاك فى الورقة اللى أدتهالك ، متثقيش فى أى حد ، خالد فاهم هيعمل كويس " ، هدى ترد : " هشام أنت بتقلقنى " ، الفتى مرة أخرى ينظر لها نظرة غريبة بأبتسامة صفراء و يقول : " هشام "، و يعاود النظر للأمام ثم إلى الجهة الأخرى ثم يعود ناظرا للأمام و تعتدل هى كذلك فى جلستها ناظرة للأمام .
أحد الرجال زى المناظر العجيبة يدخل مكتب المحامى ، و يتحدث له : " الباشا عايز الفار يفضل فى المصيدة شويه " ، المحامى : " ليه ؟ " ، يعاود الرجل الحديث : " معنديش غير اللى قولته " ، المحامى : " أوكى .. أتكل أنت على الله دلوقتى " .. بعد أن يغادر الرجل ، يمسك المحامى الهاتف و يحدث الرجل الذى لم أعرف عنه سوى شكله فقط ، و يسأله لماذا ؟ ، فيشرح له الباشا على حد تعبيرهم أن الفتى قد كشفه بنسبة كبيرة و من الضرورى أنه يغير طريقة تفكيره ، و رغم أن المحامى فضل يؤكد أنه يعلم عنه كل شئ ، لم يستطع إقناع ذلك الرجل المبهم .
حسام يتحدث إلى على بأنه يجب أن يصل لعفاف و بسرعه ، و لكن على لديه تفكير أخر ، يجب أن نعرف أولا ماذا تحتاج عفاف ، ما الذى قد طلبته من علياء ، و لم ترد أخبارنا به ، و فى هذا الوقت يتحدث حسام : " لو جينا بصنا من الأول كده .. علياء و عفاف و سميرة فى بيت علياء .. عفاف و سمية مختلفين .. بعد ما أقنعتهم علياء أنهم يمشوا مع بعض .. ليقوا اللى عايزين يخلصوا عليهم .. سميرة أتقلت .. و عفاف أختفت .. جه طارق جمال محمود .. شاف الجثه .. بلغ .. أختفى .. عفاف تكلم علياء .. تطلب مقابلتها .. ليه ؟.. ده السؤال الأول .. طارق فين ؟ السؤال التانى .. طارق لي يد فى اللى بيحصل ؟ السؤال التالت و الأخير .. علياء أيه دورها فى ده كله ؟ ده الرابع .. أما الأخير .. فمين من مصلحته يشبك التشبيك دى كلها " .. و بعد أن يصمت لحظه و يضرب بقلمه على سطح المكتب و تظهر عليه علامات التركيز القوية .. ففتح عينيه بأستدرتهما الكاملة و قال بصوت حاد و قوى دال على إستنتاج موثوق فيه : "كريم " .. فينظر له على بغرابة: " ماله ؟ " ، فيعاود الحديث :" هو الرابط الوحيد اللى ما بين كل دول .. موجود فى كل التفاصيل .. بس اللى ميركزش ميشفهوش .. كريم صديق طارق .. و علاقته بعلياء قوية .. هو اللى لحق علياء يعنى كان معاه أو عارفها رايحه فين .. كريم هو اللى عنده حلول لكل ده أو على الأقل على أغلب الأسئلة دى " ، فيمسك بسلاحه ليضعه على خصره من الجانب الأيمن ، ثم يرتدى بذلته السوداء الداكنه ، ثم يمسك بساعته و يشبثها فى يده اليسرى ، ثم يمسك بعلبة سجائره و ولاعته و النظارة السوداء خاصته و يتحرك بسرعه قائلا : "أنا لازم أشوف كريم دلوقتى .. لو فى جديد يا أما هتلاقينى فى المستشفى عند هدى لأنه على طول هناك ، يأما عنده فى البيت .. سلام " ، و يخرج و يغلق الباب ، فينظر له على نظرة غريبة ثم يضررب بأصبعه الوسطى على سطح االمكتب و يتحرك بسرعه أيضا ، لا أعلم ما الذى يحدث .
سؤال لم يأتى على خاطر أحدكم ، الوصية خاصة الحاج بدوى تخبر بأن الحاج بدوى هو من أختطف طارق ، و من هيئ القصة لخطفه ، لينقذه .. هذا على حد قول الوصية ، سؤال إذا .. من الرجل الذى كان يتحدث إلى الرجال فى اليخت و يسألهم بأنه سيتحدث أما لا و أين تركوه و هل معه مال .. أقصد المشهد الذى شاهدته من قبل ، إذا هناك شئيا ما خطأ ، و لكن إذا تحدثنا بصورة منطقية ، سنجد أن هناك إحتمال من الثلاثة ، أما لاذى أختطفه هؤلاء لأنهم عرفوا أنه قد رأى الجريمة ، هذا أولا ، أو الأمر الثانى ، أن يكون الحاج بدوى شريك هؤلاء الرجال ، و الأخير أن الحاج بدوى ما قاله صحيح و هناك شئ ملتبس علينا نحن .. الأمر صعب الأن .
و لكن الأمر الأصعب على الفتى أنه علم أن المخزن قد أحترق ، فأرتدى ثيابه بسرعه و كذلك هدى ، و سار بسيارة مسرعا جدا ، فوصل وجده كوما من الرماد ، و هنا نظرات الدهشة التى كانت على العيون و نظرات الحسرة التى ملأت الوجوه ، كانت معبرة أكثر من أى شئ أخر ، كل الرجال واقفون ، يرون أنها الحادثة الأبشع التى ستدمر كل شئ لأنها ببساطة تعد الحل الأخير لدى الفتى ، و لكن الفتى واقف واثق من نفسه جدا ، و ينظر إلى كل هذا و يظهر حزن و اسى غير حقيقى ، و يطلب من هدى أن تركب السيارة و يركب هو و يقود السيارة فتتحدث له و هى ناظرة أمامها : " هنعمل أيه ؟ .. كل اللى أنت شكت فيه كان صح " .. فأجابها : " هنكمل زى ما احنا " .. هدى : " يعنى " .. فيقطع كلامها : " بالظبط .. مش مطلوب أى خطوة جديدة دلوقتى .. لازم الكل ينام و يتغطى كويس .. حتى أحنا " ، فتنظر له دون أن يبدلها أى نظرات مثلها ، الأن الأمور قد تظهر غير واضحه لكن بقليل من التركيز تظهر فى غاية الوضوح .
السيارة تصل أمام الباب الداخلى للقصر و تنزل هدى دون أن ينزل هو ، فتحدثه " أيه أنت مش نازل " ، فيشير برأسه أنه لا ، فتساله " رايح فين " .. فاجاب : " بلاش قلق " .. فتحدثت :" لازم أقلق بالذات دلوقتى .. لو حصلتك حاجه الموضوع هيبقى عب جدا عليا ".. فأجاب : " خليها على الله " ..ثم يتحرك بالسيارة ، و يغادر و هى ناظرة له كالعاده و هو يتحرك بالسيارة للخارج ، تنظر نظرة مليئة بالرقة و التشبث بالأمل ، الأمل الذى معقود حول رقبته ، فهو يمثل كل شئ الأن ، يجب أن يظل موجود لأطول وقت ممكن هذا بالأضافة ، لإزدراف المشاعر الإنسانية التى تشعر به و تحاول أن تظهره لكن كيف ، و فى نظره والده قد فعل به ما لا يفعل ، كيف يستطيع أن يشعر ناحيتها بأى شئ و والدها فى نظره هو سبب كل ما به الأن ، هذا ما يدور فى خاطرها .
الفتى يذهب للمحامى و بعد أن يدخل له ، و يخبره بماا حدث ، و يجيبه المحامى بأنه قد علم ما حدث ، سأله الفتى ماذا سنفعل ، أخبره بأنه يجب عليه أن يفكر جيدا أولا ، و هذا الأمر يتطلب وقت ، و لكن كان هناك أرم ما قد حدث ، الهاتف أطلق نغماته أكثر من مرة و المحامى لم يشأ الرد و كانت نظرات الفتى قد أقلقت المحامى و جعلته يشك فى أن الفتى قد علم كل شئ و هذا بالتحديد ما أراده الفتى .
نزل الفتى من مكتب المحامى و دخل إلى سيارته و هو ينظر إلى النافذة خاصة مكتب المحامى و كأنه يرى المحامى و هو ينظر له من الاعلى ، حتى أن المحامى خشى أنه يراه رغم أن المكتب فى الدور الخامس عشر ، فعاد الماحمى أدراجا نحو الخلف ، يا لهذا الخوف ، ففى بعض الأحيان خوف النفس يكن اكثر واقعية من خوف الجسد .
ما إن سارت السيارة إلى و قد تحدث المحامى فى الهاتف إلى نفس الشخص ، و يقل المحامى ذلك مندهشا : " لغيتوا " ، بعد صمت ليستمع ما يقال له : " طايب كان ليه من الأول " .. الصوت يتضح قيلا من الهاتف : " بعد حرق المخازن مش مضطرين للدم .. كمل زى ما أنت " .. المحامى يومئ برأسه و يغلق الهاتف و يتحرك خطوتين أو ثلاثة و يمسك بقمة ظهر الكرسى الأيمن القابع أمام مكتبة الباهظ ثمنه و يدور فى خاطره شئيا ما .
ما إن أقترب الفتى من القصر فى أحدى الشوارع التى ليس بها العديد من المارة و المظلمة قليلا و التى تحفه الأشخار من الجانبين ، إلا و قد شعر بأرجحة فى الإطارات ، فنزل فوجد العجلة اليسرى الأمامية قد ثقبها أحد المسامير الصلبة ، فعرف أنه الخطر ، فألتف مسرعا و أبتسم بسمته كالعاده ، و نظر بثقة حتى أتت الرصاصة التى تصطدم بجانبية العلوى الأيمن .
قادما ، نحن ننتظر ما قد حدث له .. و سنعلم الحقيقة شنا أم أبينا و علينا أعمال العقل .. نصيحة .

[/justify]