عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2013, 11:26 PM
المشاركة 23
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الرابعه عشر
الحلقة الرابعة عشر

[justify]صباح يوم جديد، خرج الفتى مع هدى ذاهبا للمقر الرئيسى لمجموعة الشركات، و عندما وصلا و دخلت إلى مكتبها ، و هو كذلك دخل إلى مكتبه ، و ما هى إلى دقائق و قد أرسلت له أن يحضر إلى قاعة الأجتماعات الأن، فنهض مسرعا و ذهب إلى حيث أخبرته ، و عندما وصل وجد مديرى الإدارات جميعهم مجتمعون ، فعلم أن هناك أمرا مريب، فدخل وجلس فى مقعده، دون أن يتحث ، و حقا ما شعر ، فهناك أمرا مريب ققد جد ، الأموال التى فى أفرع البنوك لا تتم إلا صفقات هذا العام فقط ، و يجب أن يبدروا بفتح الوصيه و معرفة أن باقى الأموال ، فنظرت إلى الفتى ، و نهضت و ذهبت له فى جلسته فى وسط القاعه ، و طلبت منه أن يأتى معها إلى المحامى الأن ، و قد نهض .
وصل إلى المحامى فى مكتبه ، و طلبوا منه فتح الوصية و قد كان مقرر لها أن تفتح بعد أيام من إنهاء بعض الإجراءات ، و لكنه قد لبى طلبهم وأخبرهم أنه يريد إجتماع لكل أعضاء مجلس الإدراة لحصر كل شئ ، و ما هى إلا ساعه و قد حضر الجميع ، و عندها قدمت كل المستندات ، و أتت اللحظه الحاسمة ، لحظة فتح الوصية ، و قد فتحها المحامى و بدء بالقراءة : " السلام عليكم .. أتمنى أن يترحم على الجميع .. و يسامحنى من أخطأت فى حق له .. و يعفو عنى من ظلمته فى يوما ما .. و أن تبلغوا عنى لكل شخص ما علمتم أن بينى و بينه مشاحنة ما أننى سامحته و أرجوه أن يفعل .. أما عن إجتماعكم اليوم فأعلم أنه قد قدم عن موعده المقرر .. المال ... يعلم جميع أعضاء المجلس أننى دائما ما وضعت مال يكفى المنقصات سنويا .. و لا أحد يعلم أن باقى الأموال .. و قد جد الكثير من الأمور فى الفترة الأخيرة .. جعلتنى أخفى الأموال جميعها عن الانظار .. و لم يعلم مكانها أحد .. إلا شخص واحد فقط .. هذا الفتى الجالس معكم غريبا لا يتحدث .. هو فقط من لديه المفتاح .. و لكن يجب أن يتذكر كل ما قلته له .. ستندهش أبنتى .. و لكن عذرا كان الوقت قد أسدل الستار .. و كان يجب على أن أذهب معه فقط .. و كنت سأحكى لكى كل شئ ولكن إن عدت .. أما الأن فقد أنتهى الأمر و هو فقط من يحمل المفتاح .. و لكن يجب أن يتذكر كل ما قلته له .. حتى يعرف المكان الذى به المال و كذلك المفتاح .. و أنا أثق به .. و لكنى قبل أن أنتهى يجب أن أعتذر له مرة أخرى .. لأننى السبب فى فقده الذاكرة .. عندما رأى ما ليس صوابا أن يراه و لا أستطيع التوضيح أكثر من ذلك .. كانو سيقتلونه .. لولا أن أمرت رجالى أن يذهبوا له فيضربوه و يفقدوه الوعى و يحضروه لى .. و لكن حدث خطأ حيث أن من ذهب ليضربه ضربه فوق رأسه فأصابه ما أصابه .. و رغم أنى لست مضطر لسرد كل هذا و لكن ثقتى فيه تجعلنى أسرد دون أن أخشى أى شئ .. أعلم أنه سيغضب قليلا و لكن نفسه الطيبة ستجعله ينسى ما فعلت به .. و سيستمر فى مساعدة أبنائى .. و لكن يجب أن يعلم أن أبنائى يحتاجونه .. رغم ما فعل والدهم من أخطاء .. أنصحك يا بنى بألا تبحث بين ثنايا الماضى و تستمر فى واقعك كما أختاره لك الله .. أخيرا .. أبلغوا سلامى لأبنائى الصغار و عمال المصانع و الشركات .. أخا لكم فارقكم .. كتبها المحامى بإشراف منى أنا " ......... و موقع بخط يده و بصمته من أسفل الوصيه ، و قد أعطى المحامى لكل منهم نسخه ، بعد أن أنهاهه .
و لكن الكل فى وادى ، و الفتى فى وادى ، حيث قام من جلسته و أخذ نفسا عميقا و خرج إلى خارج المكتب ، فهبت هدى من خلفه و لكن المحامى أستوقفها و ذهب له ، فوجده فى مقعد من مقاعد الإنتظار فى الخارج ناظرا إلى الأرض و وضعا يده اليمنى فوق اليسرى أعلى خاصره فى جلسته و لا تبدو عليه أى ردة فعل إلا التجهم ، فجلس المحامى بجواره ، و بدء الحديث بأن الدنيا كالكتاب المفتوح أمام أعين الناس و لكن كلا منا ينظر لما يريد من الصفحات ، و لا يريد النظر أو حتى مجرد الإهتمام بباقى الصفحات ، و عندما تمر الأيام ، يندم أنه لم يدقق النظر فى أيا من تلك الصفحات التى يعطى لها اهتمام من الأساس ، و لكن قد فات الأوان فكل شئ فى هذه الدنيا قريب إلا الأمس فهو البعيد الوحيد ، و وسط كل هذا لم يبدى الفتى أى ردة فعل ، و لكن أستمر الرجل فى الحديث ، و طلب منه أن يسأله سؤال و رغم أن الفتى لم يبدى الرفض أو القبول إلا أنه سأل لماذا تبكى على حياتك الماضية العديد من الناس فى الشوارع يتمنون أن يحصلوا على إمتيازك بصفحة جديدة بيضاء يسطورن بها ما يحلو لهم ؟، هل تبكى الأهل ؟،فلديك أهل الأن يحبونك و يعتمدون عليك و يعلون من شأنك ، هل تبكى المال ؟ ، فلديك المال ، هل تبكى العلم ؟، فأننى سأتى لك بكل ما تريد من شهدات علميه موثقة ، فماذا تحتاج ؟، لا أعلم ما الذى يغضبك ، فقام الفتى من جلسته بعد هنيهه و وقف واضعا كفيه فى جيوب بنطاله و ناظرا إلى الرجل و ذهب حيث الباب ففتحه و نطق بأسم هدى حتى تأتى و سار و هى تتبعه ، دون الحديث بأى كلمه ، و ركب السيارة و أدارها و هى من خلفه ركبت بجانبه ، و لم تتحدث و لم يتحدث حتى وصلوا إلى المنزل ، فدخل و جلس فى الحديقة حيث كان يجلس أمس ، و لكن الأن نعلم ما يدور فى رأسه ، العديد من الأزمات و المشاكل التى جلبتها الايام له و لكن لازالت بسمته الرقيقة مفترشة أركان وجهه ، و لكن لازال يغطيها جبل من الألم و الحزن الذى لا يريد أن يفارقه ، و عندها أتت من خلفه هدى تريد أن تحدثه جلست على المقعد الذى بجواره ، و صمتت و أخذت تحرك فى خاتمها الذى فى أصبعها الأوسط فى يدها اليسرى ، و تختلس النظر إليه برهة و كلما قدمت على الحديث أستوقفها ماذا ستقول فصمتت ، و لازال هو مغموس فى أربابه المغلقه على جمجمة أفكاره ، و لكن كان يجب عليها أن تتحدث و قد فعلت بعد أن مر العديد من الوقت على هذه الجلسه الصامته و حينها قد أبدت أنها تشعر بمشاعر من الأسى و الحزن ، و لكنها تشعر بالسعاده فى أنه سيبقى معهم لتسند إليه أعمال صعبه بكل تأكيد على مثلها ، و أنها لا تعلم لماذا قد فعل والدها هكذا و لكنها متأكده من أنه ما فعل إلا ما فيه المصلحه له – الفتى- و لنا أيضا ، و هنا قد نظر إليها و بنظررة من الدهشة لما تقول ، و هنا قد نهض و أخذ يسير بضعة خطوات تجاه حوض السباحه فى الحديقة و وضع يده فى جيوب بنطاله و شد جسده للأعلى و و مد رقبته إلى الأعلى و أخذ نفس عميق و بدى قادم على حديث جم قد حشرته الأيام الماضية بين سجتن أفكاره ، و هنا تحدث بأن المصلحه حدث والدك تحدث عن حدثٍ ما قد حدث و هناك من كان يريد أن يفعل بى مكروه فأتى هو كملاك وديع ليحرر رقبتى من ظلم قد وقع على من دون ما أدرى ، فأمر رجاله ليأخذونى بضربى و أفقادى الوعى ، فضربنى أحدهم خطأ فأفقدنى ذاكرتى و وعى بدلا من أن يفقدنى وعى فقط ، و هنا قد أتى أيضا الملاك ليأتمننى على أسراره و أبنائه بعد موته ، و لي سهذا فقط بل و أمواله ، بما بكلمه قد أخبرنى بها أو جملة يجب أن أتذكرها حتى أستطيع إيجاد كنزه المفقود ، يالها من قصة طريفة ، و تبقى المصلحه لى ، و هنا بدء صوته يزادد حده و سرعه و كاد أن يلهث من قول الكلام بسرعه كبيرة ، و نسى أننى بشر ، إنسان له أهل يريد أن يراهم و يريدوا أن يروه ، نسى أن لحما و دم لى ما أبكى عليه و لى ما أفرح به ، لى أشخاص أتودد إليهم و يتوددوا إلى قد يعانوا الوحده من بعد أن تركتهم ، كل هذا و قد فعل لى ما هو فى مصلحتى ، نسى المشاعر و الأحاسيس التى تنتابنى من أنا ؟ ، ما الماضى ؟ ، ما الحاضر ؟ ، ما المستقبل ؟، كله مجهول ، فقط لأجل أن يحمى نفسه و فوق كل هذا مات دون أن يخبرنى رغم أنه يريد أن يأتمننى على ما لديه و ما يمتلك ، لا أعلم ماذا أقول ؟ ، و قد أخرج يديه من جيوبه و رفعها ليسمك بها رأسه و ينظر إلى السماء و هو يأخذ نفسه بقسوة ، و هنا نهضت هدى و أتت إليه تتلمس الأرض و هى تحشر الدموع بين جفونها حزنا على ما أصابه ، و عندما وقفت بجانبه بدأت فى الحديث بأنها تريده أن ينسى الاضى بما كان إلا إن من الله عليه بالتذكرة و أن يتطرق للحاضر والمستقبل و فقط ، و يجب أن يعلم أنها ليس لها يد فى كل ما جرى و أن أخوتها كذلك ، يجب أن يؤدى الدور لهم .
أما عن حسام فهو غارق فى ألامه وحيدا ، أخوه قد مات ؟ ، عفاف و هى خطيبة صديقه الذى طلب منه أن يحميها حتى تجد من يحبها من بعده و يتزوجها قد أختفت فى ظروف غامضة و يجب أن يصل لها و بسرعه حتى لا يحدث لها مكروه ، و أمه التى هى فى المنزل تجلس وحيده حزينه على أبنها القتيل بلا أى ذنب قد أرتكبه .
أما علياء فوالدتها قد أتصلت بها و لكنها لم تخبرها بأنها فى المشفى حتى لا تقلق و تنهى زيرتها الخارجية و تعود و لكنها طمنأنتها بالهاتف أنها جيده و الأحوال على ما يرام ، و لازالت تجلس فى حجرتها فى المشفى ، الحجرة مظلمة لا يشق ظلمتها إلى ضوء قليل قد أتى من نافذه زجاجية متوسطة الحجم فى جانب الغرفه مسدل عليها الستار إلا قليلا منها ، و تفكر فى الغائبون ، الفتى و عفاف ، ماذا حل بهم ؟ ، من يترى من له مصلحه فى أخفائهم .
كريم هو من يلازم علياء فى المشفى و يجلس على مقعد أمام باب الحجرة حتى يلبى رغبتها إن طلبت أى شئ ، و يفكر فى مستقبل صديقه الذى لم يره منذ فترة بعيده ، و بعد أن كان عاقد يديه واحدة على الأخرى متئكا على ظهر المقعد ، قد فك يديه و نزل بجسده إلى الأمام ليسند رسخيه على ركبيتيه و يقبض يد و يمسك بها الأخر و يضعهم أسفل زقنه سارحا فى شئ ما لا أعلم ما هو و لا يعلم أحد إلا الله الذى يعلم كل شئ و من ثم هو ، و هذا أمرا هام دعونا من الحديث منه الأن .
خالد جالس فى الحجرة فى الأعلى و يمسك بقلمه و يدق به على سطح مكتبه ، حتى هذا الصبى أصبح لديه ما يخفيه عنى و عن قلمى بالكم قوم غرباء .
و زهرة الواقفة فى شرفة حجرتها ناظرة إلى الفتى و هدى فى حديثهم .
لا يعلم ما فى نفوس الناس إلا ربهم الذى أدرى بكل شئ و من ثم هم أصحاب الأمور ، و لكن هل لى بمعرفة أحاجيهم لأسردها لكم لا ، هم فقط من يعلمون و أنا ، ما أنا إلا شخص غريب عنهم و عنكم لا أعرف إلا ما قد أبلغونى به عبر كلامهم و أفعالهم ، و لكن لازالت هناكالعديد من الأحداث و الأحاجيات التى ستحل عاجلا أم أجلا ، و لكن تذكروا الوحيدون الذين يعلمون هم و ليس أنا أو أنتم.
[/justify]