الأيام
الأيام
ايام معك ...
تعيدني إلى مراتع الطفولة وزمان الصبا ، فأعمر منها قصوراً في الهواء وأبني حولها سياجاً من الصمت الغافي على شفتيه الكلام.
ايامي معك كانت مدائن خوف عافت تاريخها واستكانت للحاضر الفادم الجديد لتمد له يداً مثلوجةً وشراعا ً ومرساةً
في ايامي معك أنظر للدنيا من نافذتين
عينك وقلبي
وكنت أحلم نصف حلم ... ونصفاً يرحل بي إليك كلما غالبني التذكر
يا سيدة الأيام ...
أقف فوق رابية الذكريات
أهامس الشفق
أسدل ستائر الوقت
أتأمل غيمة تغازل ياسمينة
أتحسس ملامحي
أتأكد أن القلب لايزال في مكانه
وأن عينيَ لا تزالان تبصران
وجهك المدسوس خلف كفي الألم
ثم أعود مرة أخرى لمرار الأيام ...!!!
يا لها من أيام ... كأنها تسرق العمر وتضيع في متاهات دروب الحياة
أدخل حوانيت الشوارع العتيقة
أرصفتها متكسرة ...
الجائلون بين الموانيء المحفورة في عمق الماء يحدقون في اللامتناهي
المحهم بلا عيون ...
ينادون بلا حناجر
فلا يرد صوت ... ولا صدى
يسيرون في رحلة لا يعلمون من أين يبدأونها ولا متى يختمونها
انها رحلة .... تشبه رحيل أيامي معك
ثمة أمل يا غاليتي يراوده الشك ليوقظ من ثنايا النسيان اليقين
بأنك ستعودين يوماً
"البستاني"
محمد الخضري
التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 12-11-2012 الساعة 03:48 PM