تماهَ وقل ما شئت شعرا
تماهَ وقل ما شئتَ شعراً مغرِّدا
ورجِّ القوافي أنْ يطرنَ إلى السما
وردِّدْ مع العشّاق ما شئت منشدا
وجوّدْ بالحـــــــــانِ الزّمان منغّما
وخاصمْ وباغتْ من تشاء فإنّما
سواك من الفرسان من يشرب الدِّما
خيالك لا تجمحْ لهُ كلّ مطمحٍ
فأنت المجيدُ الشعر للغير أوهما
فكل بديع النظم في الشعر قد سرى
وصار رتيباً في المراتب قد سمى
أهذا جريرٌ خاض حرباً ضروسةً
ورمّ حديثا كان بالأمس أثلما
يشدُّ خطام الخيل أرخى قصيدَهُ
يجرُّ لهيب الأرض يرسل أسهما
فباغتْ وهاجمْ واستدرْ حيثما ترى
فأنت الهزبر من تهاب له الحمى
وإنْ فارس ردّ الشكيمةَ خلّهِ
سيلقى غضاب الموت يرقاه سلّما
وحسبي فإنِّي آخراً لك ناصحٌ
إذا قلّ منك الجهد فالآخِرُ العمى
تجنّبْ غبار الخيل إمّا لقيتها
وحاذرْ خطايا الشعر يقتلن واهِما
فخذ من أخٍ في الشعر نصح مجرب
ترفّق وكنْ بالفعل والنصحِ مسلما