عندما كان صغيراً
كان حضنها له وطن
كان يشتاق حكاية المساء وينتظر أن تطير أحلامه كما تقول
وتختبئ في رحم الغيوم ثم تهطل على الأرض خير كثير
كان يهرب من عينيها حتى لا يكذب
ويستر ذنب أخته التي ارتدت عقد الجدة القديم
ارتوى منها حباً
وصدّقها بأن القلوب لا تقسو
وبذور الشر لا يكتمل نموها
وهي حفظت خطوط يده الصغيرة ودستْ فيها أمنيات عظام
فستكبر تلك اليد يوما وتتمنى أن تصد عنها جبروت السنين
كانت تجمع كل أحزانها وتغزل منها ابتسامة توقظه بها
وتسأله بماذا حلمت يا قمري الصغير ؟
ترسم له صورةً وهو رجل كبير له سُلطان ،وتُبّاع
رجل يُهاب تخافه عيون صغار النفوس .
لكنه يخضع لها ببر ويطير بها لجنة خضراء
ويهدي كل أحلامها الحقيقة فتهجر الخيال .
كبر طفلها الصغير
وازداد معدل قامته حتى تجاوزها وكفه الصغيرة اشتدت واخشوشنت
فماتت فيها أمنيات أمه ونسي أن يضمها لصدره ويغني لها الأمان
نسي أن ينير ظلاما ارتدى طريقها ويمسح عن وجنتيها كلف كان هدية تخالف الأزمنة
فعق قلب أمه الوطن
لكنها لم تدفن الأمنية الجميلة ولا زالت تبعثها معطرة لقلبه
لأنها قد أخبرته يقينا بأن القلوب خلقها الرب لطيفة رقيقة فلن تقسو .
*مها