عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2011, 01:18 PM
المشاركة 26
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
يوسف القعيد

أعمالي المتميزة ثمرة صيام

المصدر: القاهرة ـــ دار الإعلام العربية
التاريخ: 05 أغسطس 2011
حفلَ الأدب العربي منذ عصر صدر الإسلام وحتى عصرنا الحديث بكثير من صور التعبير عن المكانة الخاصة التي يحتفظ بها الشعراء والأدباء والمبدعون العرب لشهر رمضان، وهي المكانة التي لا ينافسه فيها أي شهر آخر، بكل ما يتضمنه من معانٍ دينية وروحية، لذلك يحرص الأدباء والشعراء على الاحتفاء بهذا الشهر الكريم الذي يمثل مناسبة خاصة للمسلمين من خلال إبراز طقوسه وأثر الأجواء الروحانية التي تتسم بها أيامه ولياليه سواء في أشعارهم أو أعمالهم الأدبية.
الروائي المصري يوسف القعيد يقول إن الشهر الكريم يمثل في حياته مرحلتين؛ المرحلة الأولى هي رمضان الذي عاشه في الريف المصري، والمرحلة الثانية هي التي عاشها في المدينة بعد أن انتقل إلى العاصمة القاهرة، حيث يتذكر البيت الذي يعبر فيه أمير الشعراء أحمد شوقي عما يشعر به من فارق بين الاثنين، والذي يقول فيه «يا بدر أنت من القرى وأراك في ليل المدائن غريباً».
فشهر رمضان في القرية المصرية عندي مثل البدر الذي يولد في أوله ويتألق ويرسل بريقه في أوسطه، ثم يختفي ويصبح ليله ظلمة ونودعه بحزن ولهفة للقاء من جديد، كما يعني رمضان بالنسبة لي، المسحراتي وصوت المؤذن الملائكي لصلاتي الفجر والمغرب حيث يصل الصوت، إلى الروح دون ميكروفونات المدينة الصاخبة.
ورمضان القرى بالنسبة لي يعني أيضاً أن الغريب عن القرية يجلس على مائدة إفطار أول بيت يقابله دون سابق معرفة، وكذلك هو صوت الفنانة زوزو نبيل في مسلسل «ألف ليلة وليلة» في الإذاعة المصرية وقت الإفطار، بعيداً عما نصفه الآن بــ «جنون الدراما التليفزيونية».
أما رمضان في المدن فيعني بالنسبة لي ازدحام المرور الخانق، وزحمة السير وامواج البشر التي تهرول في الطرقات، واختفاء المظاهر الاحتفالية إلا في الأحياء الشعبية فقط، وهي الأحياء التي لا تزال تحتفظ بطابع أصيل ومذاق خاص بها في الشهر الفضيل.
وعن طقوس الإبداع في هذا الشهر وأهم أفكاره التي تولدت خلاله، يقول القعيد «إن إيقاع الحياة في رمضان يكون مختلفاً وتكون القراءة أكثر متعة من الكتابة»، وعلى الرغم من أن إنتاجه الأدبي يتأثر في الشهر الكريم بعض الشيء، إلا أنه يقول إن ذهن المبدع يكون في حالة صفاء ومع حالة من الروحانيات التي يشهدها رمضان فتتنامى الأفكار إلى الذهن، فقد تولد فكرة الرواية في ليلة سحور أو أمسية فطور ليقوم بعد ذلك باستكمال الرواية أو العمل الأدبي بعد انقضاء الشهر.
ويؤكد القعيد أن أهم الروايات التي كتبها ولدت أفكارها في شهر رمضان، فهناك روايات بدأها وانتهى منها خلاله، ولعل أهمها رواية «شكاوى المصري الفصيح»، وهي من ثلاثة أجزاء الأول «نوم الأغنياء»، والثاني «المزاد»، والثالث «أرق الفقراء»، وكذلك رواية «الحرب في بر مصر»، ورواية «يحدث في مصر الآن»، وأخيراً رواية «قلوب بيضاء»، وكلها روايات، كما يقول، أحدثت ردود فعل إيجابية لدى الناشر والقارئ على السواء.

==
يقول عن نفسه:
"فقط أقول أن نشأتى الفقيرة. علمتنى القناعة. وبعد ذلك حولتها إلى الاستغناء. الذى أتمنى الحفاظ عليه. لم يكن والدى من ملاك الأراضى. أنا من عائلة لا تمتلك سوى قبورها".