عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2011, 02:07 PM
المشاركة 192
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
* هل تتصورى أحلام أن فكرتى عنك بدأت تتغير ؟
هذايسعدنى جدًا إذا أقنعتك وحدك فهذا يكفيني، أنا لست بصدد القيام بحملة أنتخابيةلأقنع كل القراء... صدقنى وأنا فى بيروت عندى إمكانيات كبيرة إننى أركب الحافلة مععامة الناس بما قدره 500 ليرة " ثلث دولار " وبإمكانى أن أجلبسائقا، لكن هذه المبالغ أتصدق بها وأساعد الناس... وأنا واقفة فى انتظار الحافلةحدث أن تأخرت فأخذت سيارة مشتركة وبدل أن أعطى السائق ألف ليرة أعطيته ألف دولار "وحق المصحف "...

لماذا ؟ لأنه كان منشغلا بإجراء عمليةجراحية على القلب... وبدل أن أعطيه دولارا أعطيته دولاران على سبيل الشفقة ولأنه لميكن معى راكب ثان... فقال لى : والله العظيم أنا بصدد تجميع الأموال بالدولارلإجراء عملية على القلب وكان يملك ضمانا صحيا وعليه فإنه ملزم بدفع % 15 وقد قال لهالطبيب يمكنك أن تموت فى أى لحظة على المقود... كان معى 300 دولار فأعطيته 200دولار فلما بكى أضفت له 100 دولار أخرى... فلما واصل البكاء طلبت منه أن يعود معىإلى البيت وأعطيته الألف دولار كاملة لاعود إلى المدينة فى سيارة أجرة بـ 500ليرة...هذا الكلام لا اقوله للمفاخرة، ولكن لأؤكد لك اننى لم أتغير ولنأتغير.

*
ولكنك اسم مدّو اليوم فى الساحة العربية عموما وحتى فى صفوفالمثقفين ؟
أصدقك القول أننى لا أفاخر بالمثقفين، أنا أفاخر بالأسرى فى سجنعسقلان، والذين يسرقون الهواتف ليكلموني، أفاخر بمحمود صفدى الذى سرق هاتفاليهاتفنى وكنت مع خطيبته... هؤلاء الجميلين الذين استنسخوا كتابى فى السجن... هؤلاءأفاخر بهم جدًا قبل غيرهم... عندما يقول لى محمود صفدى الأسير منذ 17 عاما وهو فىإنتظار 10 سنوات أخرى : أحلام نحن ثمانية فى كل زنزانة وأنت تاسعنا... وأنت موجودةمعنا... إنها صورة ناطقة أجمل من كل صورى بذلك القليل من الكلام أشعر أننى مقيمة فىالسجن مع ناس أو أننى حياتهم، يهرّبون كتبى ويناقشونها فى مجالس... عن أى مثقفينتتحدث ؟؟ أى مجد أريد أكثر من هذا ؟! أقول دائما إن أمنيتى أن لا يرانى أحد... و قدأحقق هذه الأمنية قريبًا... أريد أن أختفى تماما و لا يرى الناس إلاكتبي.

الانسانة التى فيّ ستبقى كما هي... لقد مررت بمراحل الفقر ولذلك كلمارأيت عين فقير تنظر لى أستعيد نظرتى الأولى لتلك الاشياء و ذلك الماضي... وعندماأكف عن رؤية الأشياء بتلك الطريقة أعتبر نفسى منتهية.

*
هل ندمت على إقترافبعض الحماقات فى حياتك ؟
حماقاتى جميلة، ولأنها جميلة لم أندم عليها، لم أقترفخطايا أو جرائم، لم أؤذ أحدا وهذا أهم شيء وأريد أن يقال إننى كذلك، أنا لو آذيتأحدا اتعذب أكثر من الانسان الذى أؤذيه... عذابى فعلا سيكون أكبر من عذابه... لأنهكم مؤلم أن تؤذى أحدًا.

*
وهل يتسلل الحقد إلى داخلك ؟
سأحكى لك قصة وقعتلى وآلمتني... فكنت أكتب ليلا وكان ثمة فراشات تدخل من النافذة فكانت الفراشات تموتالواحدة تلو الأخرى فتوقفت تماما عن الكتابة بالليل حتى لا تموت الفراشاتمجدّدًا... أنا لن أكون شاعرة إذن و لعن الله هذا النص الذى تموت من أجلهالفراشات... كيف أكتب وأنا أشتم رائحة أجساد الفراشات وهى تهجم علىالضوء...

وأنا أكتب صفحة تموت عشرة فراشات... إن شاء الله لا أكتب أية صفحةإذا كان وراء كتابتها ضحايا... هذا دليل على أننى غير قادرة حتى على إيذاء حشرة... لا يرانى أحد فى الليل عندما أقتل هذا الكائن الصغير الغبارى من أجل نص سأنشره فىمجلة... لقد غيرت عاداتى من أجل الفراشات... فأصبحت أكتب بالنهار... أنا لا أقولإننى شاعرة لكننى شاعرة فى كل لحظة...

عندما أكف أن أكون شاعرة أحتقر نفسىوأتوقف عن الكتابة... الشعر هو أن لا تؤذى إنسانا، أن لا تصافح مجرما، أن لا تتخلىعن مبادئك، أن لا تساوم، أن لا تزور أنظمة بوليسية حقيرة و أن فيها كتابامسجونين... أنت تعرف أننى موجودة فى الإمارات لأنه لم يسجن فيها كاتب ولا إنسانبسبب رأي.

*
لكن هل هناك حماقات عاطفية أخرى اقترفتها أحلام مستغانمى؟
اقترفت حماقات عشقية ولن أندم عليها قط وأفاخر بها أحيانا رغم... وأحيانا أجنّوأكتبها وأحيانا أندم لأننى كتبتها... لكن لا بأس.

*
إذن لم يتسلل إليك ندمفقط ؟
لا أبدا لم أندم ما دمت قد كتبتها فى نصوص جميلة "ماعليش "

*
هل أنت بلا ذنوب أحلام ؟
بالمفهوم الأخلاقى لا ذنب لي... أنا امراة متدينة وعندى ذنوب ككل البشر.

*
ومتى تصابين بحالات الصرعالإبداعية ؟
فى بداية الحب... عندما يولد الحب... فى صاعقة الحب الأولى وفىنهايتها طبعا.

*
هل أنت مع البدايات أم مع النهايات ؟
أدبيا مع النهاياتلأننا عندما ننتهى من قصة نكتب... عاطفيا مع البدايات وأنا مع رأى محمود درويش " لا أحب من الحب إلا البدايات ".

البدايات دائما جميلةلكن الأدب تصنعه النهايات وموت الأشياء مع الأسف.

*
أنت قريبة من الوجوديين؟
لا أدري، ولكنى لست قريبة من أحد.

*
من أين أنت قريبة إذن ؟
أناقريبة من جنونى " ربما ".

*
عندما تشعرين بالفشل، كيفيكون ردّ فعلك ؟
يؤلمنى الفشل، ومشكلتى أنه لم يعد من حقى أن أفشل هذه مصيبتىأصلا أنا بالذات، من حقّ أى كاتب عربى أن يفشل إلا أنا لأننى أحاسب، فى أى لحظةسيشكك بى ويتربص بي... والرداءة والفشل والخطأ حق إنساني، ولكن ليس حقا بالنسبة لىأنا بالذات...

تصور أننى أفشل فى عملى الرابع سيقولون حتما: انظروا إلى أينوصلت أحلام... لقد ظهرت على حقيقتها وبالتالى من الصعب أن أنشر عملا، و لولا سرعةالمجلات حتى المقالات الأسبوعية لن أكتبها قطّ... أنا أندم كثيرا على عدد منالمقالات الاسبوعية التى كتبت، لكن الوقت يستهلكنى فأستعجل الكتابة وفى النهايةأقول إنها الصحافة.

*
هل ستبقى أعمال أحلام مستغانمى بعدها ؟
سأكونصادقة، ليس بمفهوم الخلود المجد، لا، سأخلد فى قلوب قرائي، سأخلد بمفهوم أننىسأواصل تغيير مفهوم حياة من يقرأنى حتى بعد موتي، المجد لا يعنينى والحياة أجمل منالتمثال... لقد مات رفيق الحريرى وصوره الآن فى كل مكان من لبنان...

ماذاستفيده صوره إن كان لا يراها... أنا لا يعنينى المجد لأننى بنيت لنفسى أسطورة... هذا لا يعنى لى شيئا... أنا يعنينى أن تعيش أفكارى وأن أواصل تحريض الناس على الحبوالحرية بكل مفاهيمها و حتى الحماقات أيضا و كل شيء.

*
بدأت فى الظهورمؤخرًا مع بداية التسعينات تحديدًا، هل تؤمنين بأن كل تجربة إبداعية عليها أن تنضجلتظهر للناس فى أحس صورة ؟!
طبعا، دخول غمار النشر جاء متأخرا نوعا ما... عملخطير أن تقوم بنشر كتاب وكم أتعجب من سرعة هجوم بعض الكتاب على الناشرين... إناللحظة التى تنشر فيها عملك يتحول فيها من ملكيتك إلى ملكية غيرك، تصورّ أنه لايمكنك أن تغير فيه كلمة واحدة... أنا أخاف مثلا من إعادة قراءة كتبى لأننى أصاببالذعر.

*
هل تتبرئين من بعض نصوصك ؟
نعم أتبرأ من النصوص التى كتبتها فىشبابي، ولكننى أتركها لعمرها.. لقد كتبت أعمالى الأولى وعمرى 18 سنة ولا أريد إعادةنشرها حتى لا تصبح المسألة تجارية لأن فيها إسمي... هى موضوعة على الأنترنيت ومنيريد أن يقرأها فله ذلك، وهى أيضا فى متناول النقاد... ومن يريدون أن يعرفوا كاملمسيرتى الأدبية وكيف نبت قلمى لهم أن يطلعوا عليها.

*
كلمة ختام ؟
أحبكمأيها القراء فى الوطن العربي، أحبكم من كل قلبي، أريد من كل واحد يقرؤنى فى هذاالوطن أن يشعر أن لى قرابة به، فى مكان ما فى صفحة ما أتحدث إليه وحده سأكون قدنجحت إن حدث هذا.