عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
3887
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
03-23-2011, 12:07 AM
المشاركة 1
03-23-2011, 12:07 AM
المشاركة 1
افتراضي الأدب البروفـنـسـي






الأدب البروفـنـسـي




الأدب البروفنسي Littérature Provençale هو الأدب الشعبي في جنوبي فرنسا، ولغته هي الأوكية Langue d’oc، وهي لغة رومنسية [الرومانس (لغات ـ)] متفرعة عن اللغة اللاتينيةذات لهجات عدة، تكلمها الناس في كل من إقليم بروفنس Provence، وإليه ينسب هذا الأدب، وبيارن Béarne، وغسكونية Gascogne، وفال داران Val d’aran في إسبانية، وفيلانوفه فونتانه Villanove Fontane في إيطالية، وأقاليم أخرى. ولهذه المناطق لهجات محلية متقاربة مع بعض الفوارق في اشتقاقاتها عن اللاتينية مثل البروفنسية الأوكية والدوفينية Le daunphinois والأوفيرنية L’auvergnat والليموزانية Le limousin.



ويعد الشعر أكثر فنون هذا الأدب شهرة وازدهاراً، وأهم من برز فيه هم شعراء التروبادور وهم مجموعة من الشعراء الغنائيين الذين تألقوا في جنوبي فرنسا وشمالي إيطالية في العصور الوسطى.



درج مؤرخو الأدب على تقسيم الأدب البروفنسي إلى ثلاث مراحل: عُرفت الأولى منها بالاتباعية (الكلاسيكية)، وفيها بلغ الأدب ذروة شامخة في البيان والنضج الفني، وامتدت من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر. والثانية كانت مرحلة تشتت، وظهرت فيها لهجات محلية متعددة، وامتدت من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر. والثالثة انتعش الأدب فيها انتعاشاً جزئياً، وامتدت من القرن التاسع عشر إلى أواخر القرن العشرين. وظهرت أثناءها حركة لإحياء التراث البروفنسي.




المرحلة الأولى:

تشتمل على أقدم النصوص البروفنسية التي انتهت إلينا محفوظة في مخطوطة لدى الفاتيكان، ويظن أنها تعود إلى القرن العاشر، وهي تتضمن موضوعات مثل «آلام السيد المسيح» Passion، وبعضاً من الشعر التعليمي الوعظي محفوظة في مخطوطة أورليانية Orléans، وازدهر أيضاً الشعر الدنيوي من خلال قصائد وليم التاسع William IX، وهي عبارة عن أحد عشر مقطعاً شعرياً يدعى ستروفِه Strophes، التي تشكل جزءاً من القصيدة الإغريقية تنشده الجوقة، نظمها لتكون مادة للغناء في البلاط، موضوعها الحب النبيل، وهي ذات أسلوب أدبي منمق، وقد اقتفى أثر وليم التاسع الكثير من الشعراء، وجلّهم ينحدر من أصل نبيل. وبذلك غدا هذا الشعر عملاً مؤيداً لسياسة البلاط.


تدور الفكرة الرئيسية في الشعر البروفنسي حول الإخلاص والطهر وتفاني الفارس من أجل الحب، وقد بولغ في هذا الحب حتى غدا ضرباً من العبادة. ومن الأعلام الأثيرة في هذا الحب الأميرة إيلينور Eleanor، وهي حفيدة وليم التاسع وزوج لويس السابع ملك فرنسا، ففي قصرها احتشد شعراء التروبادور، وبنفوذها اجتاح شعر التروبادور شمالي إيطاليا.


وقد اختلف النقاد في أصول الشعر البروفنسي، فمنهم من رده إلى أصل شعبي لاتيني مستوحى من الأغنيات القروية الساذجة التي حظرت الكنيسة قسماً غير قليل منها في القرن السادس الميلادي. ومنهم من غالى وزعم أن الشعر البروفنسي جاء منذ نشأته منَزَّهاً عن أي تأثير أجنبي، وفي ذلك قال الناقد الفرنسي جان روا: «انبثق فجأة زهرةً انشقت عنها الأرض بلا ساق ولا جذور»، ومنهم من يرى أن للموشحات العربية في الأندلس أعظم تأثير في تألق هذا الشعر شكلاً ومضموناً، ومن أدلتهم على هذا الحكم إسراف الشعر البروفنسي في استخدام الموسيقى والقوافي على نحو يذكّر بفن الموشحات العربية، وإلحاحه على فكرة الحب العذري والعاطفة الجياشة التي تعبر عن حالة غرامية شبه مرضية تنشد مَثَلها الأعلى في السيدة لا في العذراء.


التروبادور: اختلف الباحثون في أصل هذه اللفظة، فزعم بعضهم أنها من أصل لاتيني، وتعني «يؤلف»، وذهب بعضهم إلى أنها قد تكون محرفة عن الفعل العربي «طرب». وشعر التروبادور قصائد مغناة تتألف من مقاطع شعرية مختلفة الأوزان والقوافي، وتحافظ على نظام واحد للمقاطع إلا الأبيات الأخيرة منها.


انطلق شعر التروبادور على ألسنة شعراء مهرجين جوالين يتحفون الناس بألاعيبهم وحيلهم، وما إن كاد القرن الحادي عشر ينقضي حتى انفصل الشعر عن التهريج والتسلية، واستوى شعر التروبادور فناً قائماً له شعراؤه الموهوبون الذين ازدادوا عدداً، وطبقت شهرتهم الآفاق، وله موضوعاته المتميزة كالحب العذري الذي تغنى به أكثر من أربعمئة شاعر مثل جوفريه رودل Jaufré Rudel الذي اشتهر بشعره عن الحب غير المتبادل الذي يحرق صاحبه بشوق عارم للمحبوبة، وبرنار دو فنتادور Bernard de ventadour وبيير فيدال Piere Vidal وغيرهم.



أما أغاني الحب التروبادورية فهي ذات أنماط عدة، أشهرها الشانسون Chanson وفيها يتهالك الشاعر كي يحظى بنظرة من سيدته النبيلة، والألبا Alba، وهي مرثية تعزف ألحان الفراق عند انبلاج الفجر، والباستورل Pastourelle، وتحكي مغامرات فارس مع فتاة ذات أصل وضيع.


ويعد الهجاء اللاذع للمجتمع ثاني الموضوعات التي كانت محوراً للشعر آنذاك، وخاصة هجاء الأسياد الذين يتمرغون في حمأة الرذائل.


ومن أهم شعراء الهجاء غافودان Gavaudan وبيير دو فيرنيْ Piere d’Auvergne.


ومنها النقد السياسي، وفيه لمع برتران دو بورن Bertran de Born الذي كان يستحث أنجال هنري الثاني Henri II على إطاحة مُلْك أبيهم، ولمع أيضاً في هذا المجال الشاعر بيير كاردينال Piere Cardenal الذي انتقد جشع الإكليروس والفرنسيين عموماً بعد أن كان شاعر الحب.



وفي المجال التاريخي اشتهرت في القرن الثاني عشر القصيدة البروفنسية «أنشودة الحرب الصليبية على الألبيجيين» Chanson de la croisade contre les albigeois (والألبيجيون: فرقة دينية مسيحية، أنكرت الحرية وبعْث الأجساد والكهنوت، وحرّمت القسم والزواج)، ولم يشتهر بالشعر الملحمي سوى جيرار دو رويسيون Girard de Rouissillon.


وفي النثر الشعري اشتهرت باللهجة البروفنسية رواية شعرية مجهولة المؤلف تدعى «فلامنكا» Flamenca (نحو 1280م) تتألف من ثمانية آلاف سطر، وتدور أحداثها حول الحسد والعادات الاجتماعية.


وقد تضافرت جملة من العوامل في بداية القرن الثالث عشر فأخمدت جذوة الأدب البروفنسي، منها عجز الشعراء عن التجديد في الشكل والمضمون، وانصرافهم إلى الشعر الديني وإفناء قرائحهم في تمجيد القديسين، كما في أشعار جيرو ريكيه Giraut Riquier وقصيدته «العذراء» La Vierge، والتفاتهم إلى المسرحيات الدينية كمسرحيات «الأسرار» Mystères ومسرحيات «المعجزات» Miracles، والحرب الصليبية على الألبيجيين، الذين نعتتهم الكنيسة بالهراطقة.


وقد دامت هذه الحرب سنوات عدة في النصف الأول من القرن الثالث عشر، وانتهت إلى سقوط الأرستقراطية التي احتضنت الشعر وروّجت له. وهناك عامل آخر سبّب هذا الانحطاط في الأدب البروفنسي وهو زحف اللغة الفرنسية الشمالية إلى مدن الجنوب، فأزاحت اللغة الأوكية عن عرشها، وصارت لغة البلاد الرسمية. وهكذا انفض الشعراء عن الجنوب الفرنسي، بعد أن أصبحت صنعة الشعر فيه راكدة بائرة.








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)