عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-2020, 04:10 PM
المشاركة 42
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: من أرقى كتب الأدب والبلاغة الإنشاء ( جواهر الأدب )
["وكتب بدر الدين محمد بن حبيب الحلبي المتوفي سنة 799هـ?"]

رفقاً بمن ملك الوجد قياده وعطفاً على من أذاب الشوق فؤاده متيم أقلقه فرط صدودك ومغرم أغراه بحبك قول حسودك وسقيم لا شفاء له دون مزارك ومقيم على عهدك ولو طالت مدة نفارك إلى م هذا التنائي والنفور وعلام ياذا القد العادل تجور لقد تضاعفت الأسف والأسى وتطاول التعلل بعل وعسى.

هبني تخطّيتُ إلى زلّة ... ولم أكن أذنبتُ فيما مضى

أليسَ لي من بعدها حرمةٌ توجبُ لي منك جميلَ الرّضا

ولست ألوذ إلا بباب نعمك ولا أعتمد في محو الإساءة إلا على حلمك وكرمك وما جل ذنب يضاف إلى صفحك ولا عظم جرم يسند إلى عفوك ومثلك من يقيل العثرات ويتجاوز عن الهفوات.

وكنت أظنُّ أن جبال رضوى=تزول وإن ودَّك لا يزول

ولكنّ القلوب لها انقلابٌ ... وحالاتُ ابن آدم تستحيل

طالما آنستني بقربك ودنوت مني مفارقاً ظباء سر بك وأنجزت وعودي وأطلعت نجوم سعودي.

وكنتُ إذا ما جئتُ أدنيت مجلسي ... ووجهكَ من ماء البشاشةِ يقطرُ

فمن ليَ بالعين التي كنتَ مرَّة ... إليَّ بها من سالف الدَّهر تنظر

قيدت أملي عن سواك وبهرت ناظري بنظرة سناك وكسرت جيش قراري وتركتني لا أفرق بين ليلي ونهاري، أحوم حول الديار، وأعوم في بحر الأفكار، وأتمسك بعطف عطفك، وأتعلق بأذيال مكارمك ولطفك أما علمت أن الكريم إذا قدر غفر، وإذا صدرت من عبده زلة أسبل عليها رداء العفو وستر، وإن شفيع المذنب إقراره ورفض خطيئته عند مولاه استغفار.

ومنْ كان ذا عذرٍ لديك وحجّةٍ ... عذريَ إقراري بأن ليس لي عذرُ

لهفي على عيش بسلاف حديثك سلف وأوقات حلت ثم خلت وأورثت التلف وآها لأيام بطيب أنك مضت وبروق ليال لولا قربك ما أومضت.

كنتُ أعرفُ في الهوى مقدارها ... رحلتْ وبالأسف المبرّح عوضت

كيف السّبيلُ إلى إعادة مثلها ... وهيَ التي بالبعدِ قلبي أمرضت

فجد بالتداني واسمح بنيل الأماني وألن قلبك القاسي وعد عن التنائي
والتناسي وارع الود القديم وابدل شقاء محبك بالنعيم ولا تعدل عن منهاج المعدلة وسلم فقد أخذت حقها المسألة وأغمد سيف حيف صبرته مسلولاً وأوف (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 34] .