ياخير رسل الله
(صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين)
رفْـقًـا بقلبك فالـهـوى لا يَـرْفُــقُ
فهواك بــــادٍ والدمــوع تَرَقْـــرَقُ
هل خان عهدك في الهوى من لايَفي
أَوَ قـد يدوم لدى الغَــوَاني مَـوْثِـقُ..؟!
خدعتك حالي والليالي جِـئْـنَ لي
بِـنـَــوادرِ الأخبار عمَّـن يَــعْشَــقُ
فوضـعتُ قلبي وسْط حِـصْنٍ مُغْـلَقٍ
صَعب المـنال لسـهـم عِشقٍ يُرْشَقُ
عانيتُ من قبــــلُ السـهــام وإنـــه
لم يـَـبــق جـزءٌ صـالح قــد يُــرْتَـقُ
ورأيـتُ أحْـداثًـــا تـَمُـرَّ وعندهــــا
تَتَضاءل الأحــــداث أوْ لا تُـقْلـقُ
نَـحيــا بـفضــل الله دومـًـا إنَّــهُ
إن جَنَّ ليْلٌ حــلَّ صبح مُشْـرِقُ
*****
أرِقَ الفــؤادُ و مـالَــهُ لا يَـــأرَقُ
أيَــقَــرُّ قلـب والـِــهٌ مُـتَشــوِّقُ..؟
حبُّ الذي في هَدْيــــهِ وبـحُبِّــهِ
حـقُّ السعـادة والمنى تَـتَحقّـقُ
يا خَـير رسْـل الله مـا من رتْـبَـةٍ
إلا و أنت على ذراهـــا الأسبقُ
في رحلـة الإسْـراء كنت إمامهم
وبلغت في المـعـراج مـا لا يُلحـقُ
وجَمَعْـتَ من خير الصفات أتَمَّها
فاز الذين بـها اقتَدَوْا وتَـخَلّقـوا
حسبي بمدحك أن أُرَى في المادحينَ
وأنَّ لي من كأس حُبك مـا سُـقُـــوا
شـرفٌ ولكـــن لسْـت أطْلــبُ بردةً
بل رفْـقَـةً وأكـون مـمَّـن أُعْـتــِقـوا
فـإذا أُتـــمَّ الفَضْـل خـيرا إنَّـني
مُتعــلِّـق مثـلُ الّـذين تعــلَّـقـــوا
لمَّا مَدَحْتُ سِواك أجْدَبَ خاطري
وقَـصَـدتُ مدحك فالأماني تُـورِقُ
في يوم مولـدك الكريم تَضَـرَّمــت
سَـوَرات شوق و الدموع تَدَفَّــقُ
ذكـرى تمـــرُّ على النفوس نــَدِيَّـــةً
و أرِيجهـــا في الكـون دومًـا يَعْــبَـقُ
ذكرى تَـهِيم بـها القلوب تَشَـــوُّقـا
و لهــا بعمــق الوَجْد نَقْش أعْمَــقُ
عَفْـــــواً رســـول الله إني حـائـــــر
خجِلُ القَـريحَـةِ في مقـامك مُطْرِقُ
لم ألـقَ لفـظـًـــا قـــد يُـبَدِّد حـيرتي
أو أي معنىً قــد يُقَــــال مُوَفَّـــقُ
فمقـامك العـالي يجِــلُّ ويَـرْتَــقي
عـن كل قولٍ في المدائح يُطْـرَقُ
لكنـني في أفْــق فضلك هــائـم
و ببحـرك الممـدودِ مـاليَ زَوْرَقُ
مـالي سـوى هـذا الحنين وَسِـيلَـةٌ
وصـلاةِ قلـب أو دموعٍ تُـهْـرَقُ
أوحى إليـك الله آيـــات الهــدى
نـورا يظل على المـدى يـتـألـقُ
تمضي بأمـر الله تنشــر وحيـــه
وتُفِيض في جَدْب الزمان وتُغدقُ
سبحان من أعطـاك مَنْهَل حكمةٍ
يسـعى إليــه الواردون ليسـتـقــوا
شرف لأرض سرت تحت سمائهـا
شـرف لِلَفْـظ إذ بمــدحك يُـنْـطــقُ
شـــرف لقــوم كنت أنت إمـامَهـم
و قــلوبـهــم أبــدًا بحبــك تَـخْـفِــقُ
*****
بُعْـداً لمـــا قــال الغُـــلاةُ جَهَـالـــةً
أوْ ما ادَّعى زُوراً شَـقِيٌّ أخْــــرَقُ
لم يُـفحم التــاريخُ منهــم أحْـمَـقًــا
إلا تَطَــاول بالســفَــاهـــة أحْـمَــقُ
ما مَنْطق المتحاملين على الهدى
مـاذا يُضِـــيرهـمـو إذا هـم دقَّـقـوا
لـو أنـْـصفـوا ما أرْجَفــوا لكنــهـم
قَصَروا القلوب على الضلال وأغْلَقوا
يا من رَغِبْتَ لك الغِــوايـة منهجـا
إن التمـادي في الـغِــوايـة يـُـوبِـقُ
إن رُمْتَ عِزَّ الخالدين وغـايــةً
فيهـا نــعيــم دائــم لا يَـخْــلــقُ
فـــإليـك هـدي محمـد فطـريـقـه
فيـــه الأمــان مؤكـــد ومـُحقَّــقُ
ما بال قلبك راغِبـا عن هديـه
وبـهديـه تَـزكو الـقلوب وتُشرِقُ
أقْفلتَ عينك عن بـهاء ضيائه
أنت الـمَلُـوم وقد جَـفَاك المَنْـطِقُ
*****
ياأيهــا المبعــوث فينـا رحـمـــــةً
مــا بعــد مــدح الله قــول أوْثَــــقُ
أُرْسِلتَ في أمَمٍ تَفَـاقَـمَ شرُّهــــــــا
كِـسَفُ الظلام تحيطها أوْ تُغْرِقُ
فالســيف قاضٍ والضلالة شِرْعَةٌ
والظلم فـــاشٍ والجهـالـة تُطْبِــقُ
وحملـتَ أعباء الرسالـة لم تَـِهـــنْ
و رَفَــقْتَ إذ جَحَدوا ولم يَتـَرَفَّــقــوا
وقبائـل عَصَفتْ ضَغَائـنُهـا بـهــــا
فتنـازعــوا وتقـاتـلـوا وتَفَـرَّقـــوا
كان التلاقي مسـتحيـلاً فالتَقَـوْا
كل مع الإيمـان قلـب مشفـــقُ
قد أصبح الإيثار نـهج حياتـهـم
ومضــوْا على هـدْي الرسول فوفقوا
تـلك الرجــال المؤمنــون تـجمعــوا
في فِرْقَــةٍ منهــــا الجَــحَــافـلُ تَفْرَقُ
صـاغـــوا حضــارة فـــاتح متمــدِّنٍ
فيهـا الوئام على البــلاد يُـحلِّــــقُ
*****
هـذا هو النهج القويم فمـا لنــا
حِدْنا إلى النهج الذي لايُـوثَـقُ
متفرقين على كَثَــافَـــة جَـمْعِنـــا
ووِصيـَــة الرحمـــن لا تتفـرقـوا
وبعاجل اللذات نُفْـتَنُ لا نرى
من آجل التبـعــات مالا يـُمْحَـقُ
والناس تفنى والمكاسـب تنتهي
يبقى لوجــه الله ما قـد أنفقــوا
هـــذا كتـاب الله مكتمل الهدى
وافٍ بحجَّــتـِــه لمــن يَتَـحَقَّـــقُ
وبـهَدْي خـير الخلق تَـتضِحُ الرؤى
أبــواب خــــير دائـــم لا تُغْــــلـــقُ
ننْــأى عن الغـالي النفيس ونَـنْـثَني
لنـدور حــول مُــزَيَّف قـــــد يَبْــرقُ
فمتى نعـود إلى الطـريق ونَقْتَفي
أثر الرسـول ونســتـقيم و نصْدقُ
يامن شـفاعتـه مَــرامُ من اتَّقــــوا
و قــلوبــهـــم ببهــائـــه تَـتَـعاَّــقُ
لا شيء أعلى من رسالتـك التي
جــاهدتَ فيهـا فهْـيَ حـقٌ مُطلَــقُ
مـا غـير نَـهْج الله نـَهج يُــرْتَـجى
وأحــب رزق الله تقـوى تـُـرزقُ