عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 09:30 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أنا غريبة




أنا غريبةٌ في هذا البَلَدِ


الذي يَقَعُ عميقاً تحتَ البَحْرِ الثَّقِيل

تُطِلُّ الشمسُ بأشِعَّةٍ مُتَمَوِّجَة

ويَنْسابُ الهواءُ بينَ يَدَيّ

أخْبَرُوني بأنِّي وُلِدْتُ في الحَبْس

لا وَجْهَ يَبْدُو أليفاً ليْ هُنا

هل كُنتُ حَصاةً رَمَوْها في القاع

هل كُنتُ ثَمَرةً ثَقُلَتْ على غُصْنِها

أسْتَلْقِي غافِيَةً عِنْدَ قَدَمِ شَجَرَةٍ

كيفَ سأتَسلَّقُ تِلكَ الْجُذُوعَ الْمَلْسَاء

في الأعالي تَلْتَقِي القِمَمُ الْمُتَأرْجِحَة

لو أجْلِسُ هُناك


لأرْنُوَ إلى الدُّخانِ يَتصاعَدُ مِنْ مَداخِنِ بِلادِيْ...[2]




• • •

[2]ترجمة: دنى غالي.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)