عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 09:16 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


باكورة الصباح



باكُورَةُ الصَّباحِ، بَاكُورَةُ الأعْشاب


هَدْأةُ الدُّروبِ


مَزارِعُ واسعةٌ


مُروجٌ


مَسالِكُ أليفةُ الظِّلالِ


ومِزَقٌ مِنْ ضوءٍ


ونحنُ نَتقاسَمُ السُّكُونَ

والخَاطِرَ العالِقَ في المكان




= = = =




في حجراتٍ مضاءة




مِنْ فوقِ تَلَّةٍ أرى بَحْراً فَسِيحاً


تحتَ ضِفافِ الغَيْمَةِ الظَّلْماء


سَطْحاً دائمَ التَّبدُّلِ


مُتَحرِّكاً رغمَ الثَّبات


السَّطْحُ كامِلُ الصفاءِ


مُقابِلَ الظلامِ


وتَمْتَمَاتُ الموجِ في تَتابُعٍ رَتِيبٍ


وتحتَ هذا الفَيْضِ ظُلْمَة


بُرُودة.. وصَمْت






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)