الموضوع: اعترافات عاشقة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3856
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
10-29-2011, 12:30 AM
المشاركة 1
10-29-2011, 12:30 AM
المشاركة 1
Smile اعترافات عاشقة
( اعترافات عاشقة )

أعترف بأنني تعمدت الرحيل من عالمك
دون أن اترك خلفي ، حذائي الذهبي الذي يعيدك إليّ
أو مسمار جحا الذي يعيدني إليك
سأفتقدك جدا
حين تتساقط الأمطار ، وتملأ رائحة الأرض المكان
وأرتجف بردا ، وأرتجف شوقا ، وأرتجف رعبا
ويشتدّ حولي الشتاء
سأفتقدك جدا
حين يشتدّ خريف العمر ، وتذبل أوراق أيّامي
وتتساقط أسناني ، وأسير على ثلاث ، وتغزو ضفائري الثلوج البيضاء
سأفتقدك جدا
حين يأتي الليل بلا صوتك ، وبلا طيفك ، وبلا دفئك
وأبحث عنك في رداء القمر
وأغفو كالطفلة الجريحة فوق صدر السماء
سأفتقدك جدا
حين أتناول طعامي ولا تكون في المقعد المقابل
ولا المقعد المجاور ، ولا المقعد القريب ، ولا البعيد
وأجلس وحيدة تحاصرني أعين الأشقياء
سأفتقدك جدا
حين أردّد أمامهم كاذبة أنّي نسيتك
وأنّ أمرك ما عاد يعنيني ، وأنّ فراقك ما عاد يشقيني
وأنّي لا أعود في المساء
كالطفلة الموءودة إلى سريري ؛ وأبكيك في الخفاء
سأفتقدك جدا
حين أسير فوق شاطئ البحر ، وأرسم وجهك فوق طائرات الورق
وأعبث برمال الشاطئ ، وأبحر وحيدة إلى مدن العشق
وأطارد طيفك كالمجنونة فوق الماء
سأفتقدك جدا
حين أعترف بيني وبين نفسي ، بأنّ الرسائل التي أحرقتها أحرقتني
وبأنّ الرسائل التي كسرتها كسرتني ، وبأنّ البقايا التي قتلتها قتلتني
وبأنّ مشانق النسيان التي أعددها لك ، وحدي أنتهي تحتها في المساء
سأفتقدك جدا
حين تحدّثني عنك أخرى وتسرد حكاية شوقها لعينيك
وأشمّ عطرك في يديها ، وتتفجّر كل المتناقضات بداخلي
فأشتاقك أكثر ، وأرفضك أكثر ، وأحبك أكثر ، وأكرهك بلا انتهاء
سأفتقدك جدا
حين يسألني عنك قلبي وأصمت ، ويسألني عنك عقلي وأصمت
وأتحوّل إلى قالب من الثلج يقتات الصمت بكبرياء
سأفتقدك جدا
حين أكتشف أنّك الرجل الوحيد الذي أثار جنوني
وأثار رعبي ، وأثار غيرتي ، ومنحني قدرة على الحبّ
وشيّد لي مدينة من الثلج فوق خط الاستواء
سأفتقدك جدا
حين أتذكر أنّي كنت امرأة أنانية ، اخترت الرحيل رغما عنك
وفتحت أبوابنا لرياح الفراق رغما عنك
وفرضت على قلبك نهاية مؤلمة رغما عنك
وغادرتك بهدؤ ، كأحلام المساء
سأفتقدك جدا
حين أقف أمام المرآة وأسألها من الأجمل في عالمك
فتخبرني أنّك عشت بعدي ألف حكاية حبّ ، وكتبت بعدي ألف قصيدة حبّ
وعشقت بعدي ألف امرأة حسناء ، وأنّك ما زلت تبحث عنّي بين النساء
( شهر زاد / الإمارات )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )