عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2016, 07:33 PM
المشاركة 44
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
حوار في ساحة الأقصى

شعر : د. سعيد شوارب

قد أوْرقت في مدى عينيكِ أسئلتي
ناديتُها، وهي بالأحزانِ ذاهلةُ
من ألفِ عام وخطواتي معذَّبةٌ
لا تصمتي وأجيبي ، من يُخبِّئ لي
قد كان “صخرٌ” لها ، عند الملمَّاتِ
لا تجلديني بصخر أو معاوية
شتان ما بين رأي ليس يُغمدُهُ
لو أطّلعتِ علينا حين يأخُذنا
إذا تبارى ، تبارى في مُراوغة
عجيبةٌ نحن ، لا نخفي مواجعنا
دماؤنا تتلوى مثل أحجية
نمضي إلى الذلِّ أعناقاً مطأطأةً
أسيرةٌ أنت ؟ حَرفي لا يُطاوعني
فكيف ألقى أبي إن حان لي أجلُ
وكيف ألقى صلاحَ الدين أو عمراً
أقولُ : ملءُ ربوع الأرض مسلمةٌ
أقولُ : مليونُ بئرٍ اترعت ذهباً
وكلُّها .. كلُّها أو كلُّنا احتَرقت
“كم جئتُ ليلي بأسباب ملفَّقة
على قميصي دماءُ منكَّ نازفةٌ
واسيتُ .. واسيتُ لو واسى أخو ندم
كفيَّ دمُوعك ماتَ السيفُ من علل
والحرفُ ، ما الحرف؟ وليَّ الحرفُ من زمنٍ
فجاءَ أشعرَ فنان أبو لهب
كل الحكايا عن الإسلام قد سقطت
صُوغي نشيدك من نارٍ ومن غضبٍِ
أمَّ المدائن ، يا أمَّ الألى زرعُوا
على مآذنها كلُّ العصور صحت
رسالة لكِ يا أمي ويا أملي
قومي إلى الحجر القدسي سيَّدتي
يا طفلةً ملأت بالصخر حجزتها
خذي حزامك للأحجار أوردتي
صارت حجارتك الشماءُ عاصمتي
صُبِّي عيونك في آفاقهم شُهباً
إني لأبصر خلف الليل ألوية
من كان ياسادتي منكم بلا خطأٍ
*****
واغرَورَقَتْ في مدى عَينَيكِ مأسَاتي
عنِّي ، أذوِّبُ في أحزانها ذاتي!
كأنِّما أنا تاريخُ المعاناة !!
هذي الفخاخَ على كلِّ الممرَّاتِ
كفّي ، ولا تذكري الخنساء سيّدتي
شتان ما بين فرَّاسٍ وفرَّاتِ
دَهرٌ ، وما بين تلفيقٍ التعلاَّتِ
ولِّيت عن حَدَثٍ منا وفلاَّتِ
فاستَرهبَ الناسَ تزييفُ العباراتِ
كأننا عقلُ حُسَّاد وشمَّاتِ
سخيفة في تواريخ الخرُّافاتِ
وفي الكلامِ ، بأعناقِ الزرافاتِ
مكسُورةٌ بَينَ ذلِّ الأمسِ والآتي
وكيفَ أحكي لأولادي حكاياتي؟
وكيف أسترُ ذلي وانكساراتي
تخطفتها يهودٌ ملءُ حارات
مُنضَّراً ، بين زرَّاع وزيَّات
عقولـهُ ، فغرقنا في النفايات
ما كان أكثر أسبابي وعلاتي!!”
وفي فمي منك ماءٌ ملء ياقاتي
وهل ستجديك في البلوى مواساتي؟
حزينةٍ ، زادها سخفُ الزحافاتِ
وأصبح الفن تزييفَ البُطُولاتِ
تَبَّت .. وأم جميلٍ في الحكيماتِ
في القُدسِ ، وانكَشَفت كلُّ الرِّواياتِ
فأنت أشعرُ من في الأرض مولاتي
في جبهة الدهر يوم الفتح راياتي
وفي هُداها التقت كلُّ النبوات
يا قدسُ .. يا قدسُ يا أم الرسالات
وكبِّري، ودعي وهم الشعارات!
لأنت أمي وأم المجدلياتِ
وصيحة الغضب المكظوم آهاتي!
وصرت عاصمة الإبحار في ذاتي
زُرقاً ، وقولي لأصحاب الحداثاتِ
حمراً ، وما كذبت يوماً نبوءاتي!!
فليرمِ لي حجراً في يوم مأساتي



!!