عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
29

المشاهدات
9428
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
09-24-2015, 04:50 PM
المشاركة 1
09-24-2015, 04:50 PM
المشاركة 1
افتراضي (ديوان الغزل) بقلم / عبده فايز
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه، وتمسَّك بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
فالغزل أو النسيب هو ركن من أغراض الشعر العربي قديماً و حديثا ، و العناية به هي عناية بجانب نفسي و عاطفي و فكري لدى المتميزين في هذا المضمار ، و لقد اطلعت على الشعر العربي و الشعر الإنجليزي فوجدتُ أن العرب أصفى شاعرية و أصدق عاطفة و أذكى طرحاً و أرق وصفا و أحلى موسيقى حين يعبرون عن غرامياتهم التي عاشوها أو تخيلوها؛ لأن الشعر و بعد خبرة و تجربة كتابية _في نظري _ منه ما هو آلام يحييها الشاعر بذكرها و منه ما هو أحلام و أماني يترجمها و يعيشها في الخيال هروبا من واقعه الأليم في ثنايا الوزن و القافية.
و مرد هذا التفوق العربي لأمرين هامين:
-الأول فطري (جـِبلي) :
العرب قبل الإسلام أمة أمية فما عرفت الكتابة _بشكل ملحوظ_ و لا الرسم و لا النحت و لا الغناء كسائر الأمم المحيطة بها كالفرس الذين كانت مملكتهم تصل لدير الزور بسوريا و العراق و الروم الذين يحتلون الشام و شمال الجزيرة العربية.
لكن هذا العربي الموهوب جعل من طبيعته المرهفة تبدع فنا يشمل كل الفنون و هو الشعر بالصورة العربية التي لا مثيل لها قديما و حديثا.
فالقصيدة العربية مموسقة فطرة فلا يعد الكلام شعرا حتى يأتي على ألحان غنائية لها سلالم موسيقية معلومة حسا قبل تدوينها من قبل الخليل بن أحمد و لها شكل هندسي مميز في شطري البيت و قافيته، فحين تقف على ديوان أي شاعر عربي قديما أو حديثا فكأننا أمام جوقة موسيقية في تعدد الألحان من طويل و خفيف و سريع و بسيط ... و كذلك تنوع المواضيع من غزل و فخر و هجاء و رثاء و وصف و تشعر بنفس الشاعر و تتحسسها في ألفاظه و تراكيبه و أساليبه و حتى اختياره لقوافيه فتعرف الجاد من الهازل و المرح من المتزمت .
و بجانب الصبغة الموسيقية للقصيد العربي يمتاز بتفصيله و تعدد أغراضه في القصيد الواحدة فغالب القصائد المطولة و المتوسطة للشعراء العرب قديما _ قبل هذا العصر الحديث _ و من نهج نهجهم ليومنا تبدأ بمطلع غزلي ثم حسن تخلص للموضوع الأصل ثم خاتمة ، فمن أجل إيصال فكرة واحدة قد لا تستغرق منه سوى ثلاثة أبيات يأخذك في مسرح المشاعر بين غزله و فخره و هجوه و مدحه فكأنك متفرج لفيلم سينمائي أو مسرحية جادة أو زائر لمتحفِ فنونٍ ، فقصيدة العربي فيها من النحت الثقافي و التجسيد الذهني ما لا يقل عن ما يفعله المصورون و الممثلون و المطربون و النحاتون و الرسامون جودةً بل يفوق بكثير.
فالشاعر العربي فنان شامل و متكامل الجمال.

- الثاني عرفي ( اجتماعي):
لا يغيب عن بال الدارس أن أنظمة المجتمع تؤثر بمباشر التأثير و بغير مباشر التأثير في شعر الشعراء، و العرب حتى قبل الإسلام يمنعون النساء من الأختلاط بالرجال غيرة على الأنساب و حمية من كل ما يخدش الأحساب.
فعاش الرجال في مجتمع ذكوري و النساء في مجتمع أنثوي ، و تبقى الغريزة فطرة تثير في النفس نوازع تحقيقها ، و لا سبيل لذلك إلا الزواج قديما و حديثا في المجتمع العربي ثم العربي المسلم ،و قد لا تنطبق المعايير من قبل الأسرة على طرفي الغرام فيتزوج العاشقان بغير ما يعشقان.

متى تعد القصيدة غزلية:
ليس كل بيت يتحدث عن الحب بيت غزل ، و ليس بالضرورة أن تجد كلمة الحب أو الشوق او من ألفاظ الغرام المباشر في قصيدة الغزل.
فليس الغزل إلا إذا طرق بابين هما:
_ شكاية المحب من حبيبه و شكواه من ظلمه و هجره و صدوده أو خيانته و تغيره عليه ،و إن جاء وصف لجماله و دلاله فلا بأس لأن الشاعر يعتذر من ملام العذول و كأنه يقول لو رأيت ما سأخبرك به لأعنتني على أمري ، فانتبه لهذه النقطة الهامة.
_ فرحه بوصل من يحب و سرده حيثيات ذلك اللقاء ، و وصف لمشاعر القلق و الحذر من الرقباء و ذكر للوعة الافتراق لأن قانون المجتمع إن سمحت غفلة أهله عن العشاق بتلاقيهم فلن تسمح انتباههم بذاك .

كيفية اختيار النص كنص غزلي:
إذا وافق ما سبق من التزامه بمفهوم الغزل عندي يتم ذكر شاعره و عصره و ميلاده و وفاته ما أمكن .و لا أجد في نفسي غضاضة أن اذكر من شعري و شعر أصدقائي في هذا الديوان و الحكم للمثقف المتلقي.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا