عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2013, 06:27 PM
المشاركة 86
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التوبة النصوح
وإليك أختي المسلمة هذه الكلمات من فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ترسم لك طريق التوبة إلى الله: قال فضيلته رحمه الله :
التوبة: هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعته.
التوبة: محبوبة إلى الله عز وجل }إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ [البقرة: 222].
التوبة: واجبة على كل مؤمن }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا{ [التحريم: 8].
التوبة: من أسباب الفلاح }وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [النور: 31] والفلاح أن يحصل للإنسان مطلوبه وينجو من مرهوبه.
التوبة النصوح: يغفر الله بها الذنوب مهما عظمت ومهما كثرت }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ [الزمر: 53]
لا تقنط يا أخي المذنب من رحمة ربك؛ فباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها.
قال النبي r: «إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها»([1]) .
وكم من تائبٍ عن ذنوب كثيرة عظيمة تاب الله عليه قال تعالى: }وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا{ [الفرقان: 68-70].
التوبة النصوح: هي التي اجتمع فيها خمسة شروط:
الأول- الإخلاص لله تعالى بأن يقصد بها وجه الله تعالى وثوابه و النجاة من عذابه.
الثاني- الندم على فعل المعصية بحيث يحزن على فعلها ويتمنى أنه لم يفعلها.
الثالث- الإقلاع عن المعصية فورًا، فإن كانت في حقِّ الله تعالى تركها إن كانت فعلاً محرمًا وبادر بفعلها إن كانت ترك واجب، وإن كانت في حقِّ مخلوق بادر بالتخلص منها، إما بردِّها إليه أو طلب السماح له وتحليله منها.
الرابع- العزم على ألا يعود إلى تلك المعصية في المستقبل.
الخامس- ألاَّ تكون التوبة قبل فوات قبولها إما بحضور الأجل، أو بطلوع الشمس من مغربها، قال الله تعالى: }وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ...{ الآية [النساء: 18]
وقال النبي r: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه»([2]) .
اللهم وفقنا للتوبة النصوح، وتقبَّل منا إنك أنت السميع العليم.
ابن عثيمين.
وختامًا نسأل الله تعالى أن يمنَّ علينا وعليكِ بالهداية والتوفيق، وأن يجعل ما كتب في هذه الرسالة حجَّة لنا لا علينا، وصلَّى الله وسلم على محمد وعلى آله وسلَّم.

([1])رواه مسلم.

([2])رواه مسلم.



~ ويبقى الأمل ...