عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2017, 03:17 AM
المشاركة 157
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحب هل هو وهم ام حقيقة ؟ وهل هناك فعلا شيء اسمه الحب؟ وما هو ذلك الشيء؟ اي ما طبيعة الحب ان كان حقيقة ؟ هل هو تفاعل كيميائي ؟ ام التقاء روحي؟ او انجذاب جنسي ليس الا ؟
السلام عليكم
شكر الله لكم أستاذ أيوب صابر على الأسئلة الجوهرية والقيمة..
بالنسبة لي ومن خلال دراسة قمت بها، توصلت إلى الآتي:
الحب حقيقة لكن لها قوانين وشروط لم نتربى عليها ولم يعرفها إلا القلة فعلا من الذين لا نعرفهم أصلا.. وسأسردها بعون الله..
هو ذلك الشيء الذي يجمع بين العاطفة المقننة بمعادلة سأشرحها بعون الله، وجسد في الحلال واللاشرط، فالرجل الذي يحب زوجته حقا ( وليس متعلقا بها ) لا يبالي كثيرا بشيخوختها التي طبعا تكون مع شيخوخته، ولا بشكلها المتغير بالحمل، هذا ليس لأنه فقد ذكوريته، ولكنه اكتشف أمورا قلبت أولوياته وغيرت رؤيته وأصبح جسد زوجته ليس في القائمة الأولى بل هو وسيلة من عدة وسائل للحفاظ على الحب بينهما والدلائل الواقعية شاهدة على هذا فأجمل الجميلات تجدها تزوجت وتم الطلاق مرات ومرات، لأنها فعلا لا تملك سوى جسد..
هو تفاعل كيميائي أولا تتحكم فيه هرمونات معينة وهذا ما يسمى بمقدمات الحب، أما مسألة التقاء روحي فأصلا الجامع والرابط والمغذي له هو خالق الروح نفسه، أما الانجذاب الجنسي فليس حبا، فهو يتم تحت تأثير هرمونات الشهوة الجنسية والتي يمكن أن يحدث سواء عبثيا تجاه أي شخص، أو مقننا نظيفا تجاه شريك الحياة بكلمة الله ..
لذا فالحب لا يتشكل سريعا ولكنه يأخذ ( حسب العلم ) من ستىة أشهر إلى سنتين بعد الزواج.. وسأكتفي الآن بهذا المفال الذي كتبته منذ فترة أوضح فيه جزء من الأمر ولي عودة بقوة الله، وعذرا على الغياب الطويل ..وجزاكم الله خيرا..


................................
الطريق إلى الحب...
الحب، درجاته، علاماته، شروطه، أنواعه، هرمونات التحكم فيه..
هو كسائر جنود الله في كونه يخضع لطريق واحد وقد خلق الله في كل الحياة طريقين: الخير والشر.. الله أو باقي الآلهة من هوى وشيطان.. ولنضرب مثالا: متسلق الجبال لديه طريقتين للوصول إلى القمة: إما حبل يربطه بالقمة، فيتسلق مطمئنا، حتى إن زلت يده أو قدمه لا يقع، لأنه يبقى حرا في الهواء مرتبطا بأعلى القمة بالحبل، أو التسلق الحر، والذي يستعمل خلاله أدواتٍ يثبتها أولا بأول وهو يتسلق، وهنا الخطر لأن المغامرة يمكن أن تكون قاتلة..
نفس المنطق يسري على الحب، إما أن يرتبط بالله فيكون آمنا، هانئا، منعما للمحب والمحبوب.. أو انتظار، قلق، اضطراب، خوف، شك، وساوس.. بل وربما الهاوية أو حفرة من حفر الذل والهوان والخزي..
من قوانين الحب: أنه خال من الألم، مفعم بالمتعة وسعادة القلب وروعة الحياة في عين المحب والمحبوب...فإن ظهر الألم اختفى الحب وعشش التعلق والعذاب، فالحب قبره انتظار المقابل أو التقدير، وقاتله الأول التملك، والقاعدة الذهبية أن المحب ملك لله وهو خالقه وكذلك الأمر بالنسبة للمحبوب.. فحرية الطرفين لابد أن تحترم.. وعند الخطأ، فالإنسان مكرم والفعل يناقش، أما التعلق فعند الخطأ تكون الدموع والآهات والألم وخانني وأهانني ولم يحترمني وهكذا " ني" هي التي تربط فعل المحبوب بالمحب فتشعل نار قلبه ويطير الحب رويدا ليحتل مكانه التعلق..
الحب يبدأ بقرار الحب، بنية الحب.
وأول درجاته بعد تحقيق درجة جيدة من حب الله للبناء عليها، ثم حب النفس للاكتفاء الذاتي: هي التقبل والوعي بأن الآخر بشر خطاء ناقص، ونفض الأحكام عنه داخلك والاحتفاظ برأيك عنه أنه إنسان مكرم وكفى ثم يبدأ الود وحسن التعامل، ويرتقي بالمراعاة والتماس العذر، ويتغذى على حب الله والتسابق على إرضائه، وقمة حلاوته حين يكون قلبك ملك ربك يحركه الحب ولا يذله شيء.....
من قوانين الحب أيضا ألا تسلم قلبك للمحبوب، فإنه سيجعله إلها يلبي أوامره وينسى خالق المحب والمحبوب، ولا تنس أن القلب متقلب غدار إن صار صبيا في ورشة الهوى، يتقن تعذيبك، ولكن سلم محبوبك لله وفوض أمرك فيه إلى خالقه، عامله بحب لكن الله أولا ثم نفسك ثم هو، إن اختل هذا الترتيب في تعاملك، أتى يوم لم يقدر فيه عطاءاتك اللامحدودة وخذلك، لتجد نفسك منهارا على رصيف التضحية تندب أيامك وتولول وتجتر الماضي وما فعلت بنفسك... تعَقَّل تنجو أو كن مجنونا واندم...أنت الحَكم...
والحب لا شروط فيه، لا شكل ولا جوهر، تحبه لأنه هو وكفى، فمثلا ابني منحرف فاجر،هذا يعني ألا أحبه؟ أو أمي قاسية متسلطة أو أخي يضربني هل أكرههم لأنهم يفعلون ذلك أم أحبهم حبا لله وامتثالا لأمره لي بحبهم؟
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) سورة طه
وذلك معناه أن من يؤمن بالله حقا ثم يعمل الصالحات وقلبه جنة معلقة بالله.. فإن الله يحميه من الظلم ومن هضم حقه فالرزاق هو الله ومن يمسك السماء بيديه من البشر، فليرمها على عباد الله.. والحمد لله أن الله هو ربنا وكفى بها نعمة..
أما التعلق فإن الهرمونات هي التي تتحكم فيه لأن فيه الشوق واللهفة والألم والحسرة والانتظار والشعور بالانكسار والعشق والهيام والصبابة والغرام.. وعلى سبيل المثال: معنى الغرام حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. ويعني أيضاً "العذاب الدائم الملازم" ; وقد ورد في القرآن : ﴿إن عذابها كان غراما). والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم ..
أما الحب فالهرمونات التي تتحكم فيه هي هرمونات السعادة، الراحة، الاسترخاء، كالميلاتونين والدوبامين والسيروتونين .. لماذا؟ لأن تلك الأفعال الصادرة من المحب، صدرت لله فكان الجواب الطبيعي السعادة، مهما كانت ردة فعل المحبوب فالمحب يطبق قانون التركيز ويجعل مشاعره مركزة مع الله متعلقة به لا بالبشر.. وبهذا يصير القلب لله والدماغ لا يترجم إلا أفكارا سعيدة، والخيال لا يجلب إلا صورا رائعة وفق ما قُدِّم له وبالضرورة تستجيب المشاعر بالراحة والهناء..
أقوى علاماته: استقلال الشعور عن أفعال المحبوب..
أقوى شروطه: اللاشرط
أعلى درجاته: الإحسان أي عبادة الله في كل شيء كأننا نراه..
أنواعه: حب الله، حب الرسول صلى الله عليه وسلم، حب الناس..طبعا المقربون أولى وهكذا..
لا مكان للأشياء في الحب،ذلك هو التعلق.. فالأشياء نستمتع بها ونتقرب بها إلى الله، نشكر الله عليها وبها، لكن لا مشاعر تجاهها سوى التأمل فيها والتفكر والتنعم..


رزقني الله وإياكم حبه وحب من أحبه وأنعم علينا جميعا برضاه وكرمه ورحمته إنه سميع مجيب..