عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 11:21 PM
المشاركة 17
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
جبان الكلب
( حاتم الطائي )


ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
حِذارَ غَدٍ، أحجى بأنْ لا يَضِيرُها
إذا النّجم أضْحى، مغربَ الشمس، مائلاً
ولم يكُ، بالآفاقِ، بَوْنٌ يُنيرُها
إذا ما السّماءُ، لم تكنْ غيرَ حَلْبَةٍ
كجِدّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها
فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها
إذا أُعلِمَتْ، بعدَ السِّرارِ، أُمورُها
إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِ أخائِفٍ
وألْوَتْ، بأطنابِ البُيوتِ، صدورُها
وإنّا نُهينُ المالَ، في غيرِ ظِنّةٍ
وما يَشتكينا، في السّنينَ، ضرِيرُها
إذا ما يخيلُ النّاسِ هَرّتْ كِلابُهُ
وشقّ، على الضّيفِ الضّعيفِ، عَقورُها
فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ
أجودُ، إذا ما النّفسُ شَحّ ضَميرُها
وإنّ كِلابي قد أُهِرّتْ وعُوّدَتْ
قليلٌ، على مَنْ يَعتريني، هَريرُها
وما تَشتكي قِدري، إذا الناسُ أمحَلتْ
أُؤثّفُها طَوْراً، وطَوْراً أُميرُها
وأُبْرِزُ قِدْري بالفَضاءِ، قليلُها
يُرَى غَيرَ مَضْنُونٍ بهِ، وكَثِيرُها
وإبْليَ رَهْنٌ أنْ يكونَ كَريمُها
عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
وليسَ على ناري حِجابٌ يَكُنّها
لمُسْتَوْبِصٍ ليلاً، ولكِنْ أُنيرُها
فلا، وأبيكَ، ما يَظَلّ ابنُ جارَتي
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
وما تَشتَكيني جارَتي، غَيرَ أنّها
إذا غابَ عَنها بَعلُها، لا أزورُها
سَيَبْلُغُها خَيري، ويَرْجِعُ بعلُها
إلَيها، ولمْ يُقْصَرْ عَليّ سُتُورُها
وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها
ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها
وغَمْرَةِ مَوْتٍ لَيسَ فيها هُوادَةٌ
يكونُ صُدورَ المَشرَفيّ جُسوُرها
صَبرْنا لـها في نَهْكِها ومُصابِها
بأسْيافِنا، حتى يَبُوخَ سَعيرُها
وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم
بنو الجِنّ، لم تُطبَخْ، بقِدْرٍ، جَزورُها
شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا
بنو الحربِ نَصْلاها، إذا اشتدّ نورُها
على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ
أمينٍ شَظاها، مُطْمَئِنٍّ نُسُورُها
وأقسَمْتُ، لا أُعْطي مَليكاً ظُلامةً
وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها
أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَةٌ ثُعْلِيّةٌ
كَريمٌ غِناها، مُسْتَعِفٌّ فَقيرُها
وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ
عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها