عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2011, 12:48 PM
المشاركة 64
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وتقول: "العـبقريـة ليـست روحـًاتسكـن الأجسـاد ، وليـست قـوى إلاهـيـة أو جنونــًا من وادي عبـقـر ..إنمـا هـي إعمـال للعـقـل البـشـري وتفكـير مُتواصـل نحـو مشكـلةمُغـلـقـة لا يـوجد لها إلاّ حـل واحـد وطـريقة للتفكـيرواحـدةحيـنها يصـل هذا العـقـل المُفـكّـر إلـى هـذا الحـل الوحـيـد فيـتمالإشـراق ويوصـف بأنّ هذه الفكـرة عـبقريـة جدًا ..

- إن ما دفع الناس للاعتقاد بأن العبقرية لها صفه من تلك الصفات الماورائية ( روحا تسكن الأجساد، أو قوى إلاهيه، أو جنون وجن من وادي عبقر ) لا بد انه ناتج عن القناعة او الاعتقاد الممزوج بالدهشة، أن هذه المخرجات العبقرية هي مخرجات خارقة وفوق طبيعية، ومهولة إلى ابعد الحدود، ولا يمكن للعقل الواعي استيعاب أن يكون الدماغ هذه الكتلة اللحمية الصغيرة جدا قادر بذاته على توليد الأفكار الإبداعية والعبقرية تلك، ولذلك نسبها الناس إلى قوى ما ورائية، جن وروح أو شيء مبهم أسموه موهبة.

لكن الحال تبدل اليوم وأصبح الدماغ في جوانب كثيرة منه صفحة مفتوحة وكشوفه للعلماء والمتخصصين في مجال تشريح الدماغ ودراسة مقدراته، وقد مكنت تكنولوجيا البوزيترون positron والتي ظهرت مؤخرا من توسع الفهم لمقدرات الدماغ، وأظهرت في الواقع وبشكل قطعي بأن كل المظاهر والمخرجات الإبداعية التي ولدت عبر الأزمان الغابرة وحتى يومنا هذا.. ما هي إلا مخرجات ناتجة عن عمل الدماغ بنسبة نشاط لا تزيد عن 10% من قدرته في أحسن الأحول. ولذلك فأن تساؤلك حول ما يمكن أن يولد العقل من أفكار ومخرجات إبداعيه لو عمل بقوة اكبر ..هو تساؤل مشروع جدا ولا بد أن كل من تعرف على مقدرات الدماغ المهولة عن قرب يطرح نفس السؤال.

من هنا صار العلماء يعتقدون أن الإمكانية لاكتساب العبقرية واردة إذا ما حقق العلم مثلا اختراقا في مجال عمل الدماغ، ونجح في زيادة نشاط الدماغ سواء كان ذلك بزيادة نسبة الخلايا العاملة فيه على حساب الخاملة، أو زيادة كفاءة الخلايا المعروف أنها تعمل حاليا، او تنشيط الطاقة الكهربية التي يبدو ان الخلايا العصبية تعمل بمبدأها.

وحتى يتحقق ذلك الاختراق العملي نجد ان جهد المتخصصين ينصب على تطوير آليات لزيادة نشاط العقل وجعله يعمل بطرق فوق عادية وخارقه وذلك يقع ضمن دائرة ما تطرحه في مداخلتك أعلاه (إعمـال للعـقـل البـشـري، وتفكـير مُتواصـل نحـو مشكـلةمُغـلـقـة لا يـوجد لها إلاّ حـل واحـد).

وحيث أن الدماغ كون واسع وغامض نجد أن الناس يختلفون في أفضل الطرق لزيادة نشاط العقل، وهذا الاختلاف أدى إلى بروز مناهج مختلفة على مستوى العالم وعبر التاريخ. فالذين ينتمون إلى الثقافة البوذية مثلا يعتقدن بأن رياضة التأمل ( اليوغا ) هي السبيل، ولو أن ذلك يأخذ منحى ديني عندهم، وأصبح عندهم وسيلة لتحقيق الاتحاد والانسجام مع بوذا الذي يمثل العقل الكوني، ونجد أن من يمارس رياضة التأمل ( اليوغا) يصل إلى امتلاك قدرات عجائبية، اعجازيه، مذهله مثل السير على الجمر والزجاج والاستشفاء من الامراض وما إلى ذلك.

ورغم التشابه بين الثقافة الهندية والصينية والتي بدو أنها جاءت من مصدر واحد نجد أن هناك اختلاف في مناهج تفعيل العقل عندهم. ونجد أن الثقافة الصينية اقل ميلا إلى الروحانيات وهي بدلا من ذلك تتعامل مع الجسد والعقل على أساس أنهما جهازي طاقة ولذلك يحقق الصينيون نتائج مذهله في مجالات العلاج بالطاقة مثلا..

ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد فقد ظلت البشرية تعمل عبر الزمن على استكشاف طرق واليات ( طقوس ) لتفعيل العقل وتسخيره، ولو أنها في أحيان كثيرة كانت تهدف وتسعى إلى تحقيق الانسجام مع العقل الكوني وتحقيق التوازن وتمارس طقوس عبادية بحته ليس إلا. وما توصل إليه البعض من آليات وطقوس لتنشيط العقل من خلال هذه الممارسات كان بمحض الصدفة أو عن غير قصد، وما يزال كثير منهم يعتقد أنهم يمارسون طقوس عبادة فقط ، هي الأفضل في اعتقادهم والأصح كونها تؤتي نتائج مذهله لديهم يستشعرونها ويلمسون نتائجها.

ولذلك نجد أن كثير من الناس توصلوا إلى طرق مختلفة لتحقيق الإشراق، والسمو ولحظة الوجد، وما إلى ذلك من تسميات.. ومثال ذلك الطرق الصوفية المختلفة والتي تؤدي في كثير منها إلى تفعيل العقل بقوته المهولة الخارقة من خلال ممارسة طقوس معينة ( كل على طريقته ) طبعا، إلى حد أن الكثير من أصحاب هذه الطرق يعتقد بأن هذه الطاقة الناتجة والقوة المهولة لا يمكن أن تكون من عالم المادة أو بمعنى آخر من نتاج قدرات العقل البشري بذاته.

وحيث أن مظاهر وتجليات هذه الطاقة جاءت خارقة لكل ما سبقها، فلم يعزوها أصحابها للجن أو الروح بل واعتقدوا انه لا بد أن تكون طاقة إلهيه مصدرها الله، ولذلك آمنوا بمبدأ الحلول وقالوا أن نقطة الماء حينما تسقط في المحيط تصبح هي والمحيط كيان واحد.

يتبع،،