عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
1337
 
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7


محمد أبو الفضل سحبان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,969

+التقييم
1.16

تاريخ التسجيل
Dec 2014

الاقامة

رقم العضوية
13461
03-18-2021, 03:36 AM
المشاركة 1
03-18-2021, 03:36 AM
المشاركة 1
افتراضي خرافة الماء الأحمر ...!!!!!!
دس عبود السباك بعض الأوراق النقدية في جيب ممدوح ظنا منه أنها ستجبر خاطره بعد تهشيم رأس الحاسوب ورمي ذاكرته مع باقي الأشلاء في الزبالة....!!!
حزن حزنا شديدا وتحسر كثيرا على بيعه للحاسوب... أهمل مظهره حتى شعثت لحيته وتدلت أظافره ... إعتزل العالم في حجرته الصغيرة لأيام كان لا يخرج فيها إلا لجلب أكل أو قضاء حاجة ..!!!!
أثار الحدث فضول جمع من المجانين ..!!!.. وكانوا يلحون في معرفة ما تحويه تلك الذاكرة .!!..قال بعض من يدعون الفهامة إنها تحوي رسما لكنز كان سيجعله يودع الفقر والأحزان للأبد !!..بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها تحوي خرائط لتحف غابرة لا تقدر بثمن ...!!
بدأ سكان الحارة يبحثون في المزابل ومطارح النفايات عن الذاكرة الثمينة ....وصدقوا في ذلك الحكايات والأساطير، التي ألفها الكذابون منهم، وجعلوها طعما للطماعين، الذين بلعوه وجازت عليهم الحيلة....ومن الخرافات المقدسة أن الوحدة المركزية للحاسوب المفقود تحتوي في جوفها غرامين من الماء الأحمر الذي يستقوي ملوك الجن بالارتواء منه و يفتحون لمن يسقيهم منه خزائن الياقوت والمرجان ويلبسونه خاتم الحكمة والقبول..!!!!.بينما ادعى بعضهم أنه ماء قابل للانفجار ، يستعمل في الصناعات الحربية و يباع الغرام منه في الأسواق المظلمة بملايين الدولارات !!! ..
تسربت الكذبة للأحياء المجاورة، ومنها للمدن الصغيرة والكبيرة، حتى عمت البلاد كلها، وأصبح الناس يسافرون من مدينة لأخرى بحثا عن ذاكرات الحواسيب القديمة التي تحمل نفس الأوصاف... ونشأت تجارة سرية، درت أرباحا طائلة على مجموعة من النصابين، الذين استطاعوا بالتعاون مع أمهر المحتالين من جعل العالم كله يصدق الحكاية حتى أصبح الناس يحلفون يمينا أنها حقيقية، وأنهم فازوا حقا بمجالسة بعض المحظوظين، الذين أدلوا بشهاداتهم وحكوا قصة اغتنائهم من تجارة الماء الأحمر، والذي يوجد أيضا حسب ادعاءاتهم في الراديوهات القديمة جدا وفي الميازين البدائية للحرارة... كما أبدع بعض المعاتيه بدعة جديدة تقول بوجود نسبة من هذا الماء في دم الإنسان دون أن يكشفوا عن تفاصيلها..ربما لتكون احتياطا للزمن من هذه المادة الحيوية والمهددة بالنفاذ في أي لحظة وحين .!!!..
لم يكن ممدوح ليصدق هذه الخزعبلات و لم يكن ليؤمن بمثل هذا الهراء، ، إلا أنه استسلم بغرض التسلية والمتعة هربا من وعثاء المشاكل التي قد لا يعالجها المال بالضرورة وإن كان مطلوبا... !!
إنخرط في الحراك رفقة بعض أصدقائه البهاليل الذين ركبوا على متن هذا الحلم المجنون....ويذكر أنه صادف في رحلته بعض المجاذيب الذين كانوا يعيشون في برج عاجي يبحثون فيه عن إكسير الحياة الذي يوجد حسب تعاليم شيوخهم ، في قوارير من الياقوت الأخضر، مدفونة في أضرحة الأولياء الصالحين وقبور النبلاء الأرستقراطيين.ويزعمون أنه ماء خارق لا يشقى شاربه ولا يهرم كما أنه يعيد للعجزة شبابهم ويطيل عمرهم.!!..وهو أنذر وأغلى أنواع المياه على الإطلاق .!!!!... توقف ممدوح عن التفكير المضني والسفر الطويل و طرح السؤال التالي على نفسه..لماذا لم يشرب الأولياء والنبلاء من هذا الماء وأوصوا بدفنه معهم بعد موتهم. ...؟؟؟؟