عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
4840
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
07-09-2014, 11:42 AM
المشاركة 1
07-09-2014, 11:42 AM
المشاركة 1
افتراضي غوايـات الشيطـان – الصدقة و الزكاة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
أخي المسلم : اعلم أن المال شيء عزيز على النفس و محبب إلى القلب ذلك لأنه من أعظم زينة الدنيا و به تقضى معظم الحاجات و الرغائب و الشهوات، و حيث أن اكتسابه ليس بالأمر السهل فكان إخراج الصدقات منه خالصاً لوجه الله تعالى أمراً عظيماً و فيه من المشقة الكثير , و كيف لا و أنت تعطيه من دون أن تأخذ شيئاً دنيوياً ملموساً مقابل ذلك, و لكن الله الذي أمرك بالصـدقة هو أكرم منك ، يضاعفها لك من دون أن تشعر ، أضعافاً مضاعفة ، حتى إذا ما تركت مالك و متاعك في الدنيا و ذهبت صفر اليدين إلى الآخرة وجدت ما يسرك و زيادة فضلاً عما يمكن أن يعطيك في الدنيا .
- إن الشـيطان قد علم أهمية الصـدقة و الزكـاة فكان لابد له من أن يمنعك القيام بهما بما يستطيع من حيل و مكائد فبدأ بحيلة الفقر و الحاجة إن أنت أخرجت الصـدقة و الزكـاة , أي أنك ستصبح فقيراً و محتاجاً إن أنت تصدقت , و رد هذه الحيلة هو أن تعلم أن الله عزوجل الذي أعطاك هذا المال قد جعل فيه حصة لغيرك تأتيهم عن طريقك عند بلوغ نصاب معين ، و سماها الزكـاة ، و أنت مؤتمن عليها ، و لك أجر إخراجها إن أديتها , و أما إن تغافلت عنها فعليك وزرها , و من هنا وجب عليك ألا تتناساها ذلك لأنها ليست لك , و أما الصـدقة فعليك أن تعلم أن المال الذي أعطاك الله عزوجل إياه أعطاه لك لتنفقه في وجوهه التي أمرك بها و منها الصـدقة ، و كل ذلك بحكمة ، و أن الله عزوجل عندما يريد أن يفقرك فسيفقرك و لو حرصت ، و إن أراد إغناءك فسيغنيك و لو بذلت، فأخرج من مالك بحكمة كي لا تقعد مَلُومًا مَحْسُورًا ، و انظر ما عليك من التزامات و واجبات و كل هذا متذكراً أن الله عزوجل ليس بالبخيل .
يأتيك الشـيطان فيقول لك :
- لو أنك لم تتصدق بالمبالغ الفلانية لما كنت في حاجة المال أو لكنت الآن أغنى و عندك الأمر الفلاني .
- لا تتصدق فأنت محتاج لهذا المال .
- هؤلاء الذين تعطيهم و تصرف عليهم هم سبب فقرك و لولاهم لكنت الآن غنياً .
- هذا الذي كنت تتصدق عليه قد أصبح أغنى منك و سيرى نفسه عليك .
- إياك أن تتصدق على هذا فإنه لايستحق مالك الذي تريد أن تتصدق به .
- انظر إليه , إنه شاب , لا يشكو من شيء فَلِمَ تعطيه صدقتك .
- انظر إليها , إنها محتالة , كل أسبوع تأتي أمام الجامع تطلب صدقة .
- هذا هو جارك الذي تعطيه صدقة قد اشترى جهاز تلفاز !
- انظر هذا متسول يعتبركم أغبياء , تُصَدِقون فقره و حاجته فتعطوه .
رد هذه الحيل أن تعلم أن ديننا عندما سمح بإعطاء السائل و منعنا أن ننهره هو أنه زجر السائل غير المحتاج و توعده بما لا يسره , و أنت عندما تعطي إنساناً لا تعرفه و تظن ظناً و ليس يقيناً بأنه غير محتاج فاعطه بما تسمح به نفسك و تذكر أجر الله لك و أن صَدَقَتَك قد تمنعه من السرقة أو ارتكاب جُرمٍ أعظم بلاءً على المجتمع و أنك غير مطالب بالبحث و التحري عنه و عن أملاكه , أما إن كنت متيقناً من أنه غير محتاج مالياً فاعلم أن حاجات الناس تختلف عن بعضها البعض فمثلاً أنت تحتاج لرغيف خبز بينما هو قد يحتاج لجهاز خليوي كي يتابع عمله أو قد يحتاج مبلغاً طائلاً من المال لتكملة دراسة ابنه , و إن كان من النوع الذي يمتهن التسول فاعلم أنه عندما سمح لنفسه هو و أمثاله أن يطلبوا من الناس صدقة فهذا لفقر و انحطاط أنفسهم و أنك عندما تمنعهم صدقتك فقد تشجعهم على السير في طريق أشنع , و اعلم أيضاً أن زيادة عدد المتسولين في مجتمعنا خير من زيادة عدد اللصوص و المجرمين .
حقيقة 1 : الغنى و الفقر نسبيان فأنت أغنى من الأفقر منك و أفقر من الأغنى منك .
حقيقة 2 : إن ظروف العمل و الحياة فيها من الصعوبة الكثير .
حقيقة 3 : إن قدرات الناس في تعاملهم مع ظروف العمل و الحياة متفاوتة فإن كنت قادراً على التعامل بسهولة مع ظرف ما فغيرك قد لا يستطيع و لذلك كن رحيماً بالآخرين .
حقيقة 4 : إن الإنفاق على من تعول من ولد أو والد و غير ذلك هو صدقة لك .
و من مكائد الشـيطان أيضاً :
- يعظم لك قيمة الزكـاة التي عليك أن تخرج و يذكرك بما عليك من التزامات مالية ( مثلاً : مصروف منزل و أولاد , سفر , رحلات استجمام , ...) كي تضعف نفسك فلا تخرجها أو أن تخرج جزءاً منها فقط .
- يشجعك على الإسراف و التبذير حتى إذا ما وقعت في ضائقة مادية بدأت باتهام من تصدقت أو أنفقت عليه بأنه هو السبب .
أمثلة , يقول لك : اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب , اشتر سيارة و لا تخف من مصروفها .. الله سيدبرها , عش حياتك , إن ثمن علبة الدخان زهيد و لا يؤثر عليك .
يحاول الشـيطان أن يبطل صدقتك :
- فيعظم لك نفسك ليصيبك الكبر و العجب و كي تحتقر من تتصدق أو تنفق عليه فيقول لك : أنت محسن كبير و شأنك عظيم و مرتبتك عالية عند الله عزوجل لأنك تعمل و تتصدق و تنفق , أين منك هؤلاء الذين يتسولون , هؤلاء هم عالة على المجتمع , يستحقون العقاب على كسلهم , هذا الذي تنفق عليه يعيش من فضلك و ينمو من خيرك و عطائك .
- يثير فيك شهوة الظهور و الشهرة و مديح الناس و الرياء و يحثك على ذلك بأن تتكلم عن صدقتك و نفقتك أمام الناس بأسلوب التقي الزاهد أو المربي الفاضل أو أن تذكرها على أنها زلة لسان و لا تقصد بها التشهير .
- يحثك الشـيطان أن تنتقم و تؤذي و تَمُنّ على الذي تتصدق أو تنفق عليه و ذلك بذكر فضائلك عليه أو تشهيره أو إذلاله كقولك : هذا شخص أنفق عليه و على إخوته , أنا الذي أصنعك , إلى متى سأصرف عليك , لماذا تتسولون و لا تبحثون عن عمل ؟
- يحثك على طلب مقابل لصدقتك أو زكاتك .
مثال ذلك : أن تطلب منه أعمالاً من دون أن تعطيه أجرة عليها بحجة أنها أعمالاً بسيطة مثل خدمات منزلية أو شخصية , مثال ذلك : هات الغرض الفلاني , أوصل هذا الغرض للشخص الفلاني .
- إِنَّ الشَّـيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) البقرة
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 9 تموز 2014


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه