عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2010, 05:14 PM
المشاركة 10
مقبولة عبد الحليم
شاعرة فـلسطينيـة
  • غير موجود
افتراضي
[GASIDA="type=1 bkcolor=#339900 color=#FFFFFF font="bold x-large Arial, Helvetica, sans-serif""]في ليلةٍ هتفَ الوجودُ مناجياً = جُلَّ الخلائقِ ساطعَ الأنوارِ

مستبشراً والبدرُ في ثبجِ السما = يقظٌ يؤانسُ مجلسَ السمّارِ

رحلَ الشتاءُ ململماً جلبابَه = متعثراً متوشحاً بدثارِ

وأتى الربيعُ يموجُ وثَّابَ الخُطى = يرنو إلى باكورةِ النَّوارِ

ضحكَ الفضاءُ وأسفرتْ أقمارُه = وزها الوجودُ بأنجمٍ ودراري

تلكَ المروجُ تجددتْ أثوابُها = قد طُرِزَت بنفائسِ الأثمارِ

نثرتْ تباشيرُ الربيعِ جديدَها = والسعدُ رفرفَ في حمى الأمصارِ

والوردُ يبسمُ بين هاتيكَ الربا = يَجلو القَذى عن مقلةِ النُّظارِ

وتفتحَ الزهرُ النمومُ معطِّراْ = أعلى النجودِ وأعمقَ الأغوارِ

رشفتْ يعاسيبُ الرُّبا من ثغرِه =شهدا فأثملَها بغيرِ عُقار

فعلتْ وعانقتِ السماءَ بلهفةٍ = ودنتْ تجوبُ كهائمٍ خطَّارِ

والنخلُ باسقةٌ تسبِّحُ ربَّها = وعذوقُها من لؤلؤٍ ونضارِ

وملائحُ الصفصافِ تنشرُ شعرَها = ماستْ لتكملَ بهجةَ الإبصارِ

والدوحةُ الغناءُ تَبسطُ ظلَّها = بُرْداً لنبعٍ من لظى وأوارِ

سال اللُّجينُ العذبُ يسترقُ الخُطى = حذرا ليلثمَ وجنةَ الأزهارِ

متعرجاً بين الروابي سارحاً = مترنحاً من نشوةِ التذكارِ

وعلى ضفافِ النَّهرِ وشيٌ فاتنٌ = من عسجدٍ من جوهرٍ زهارِ

همسَ النسيمُ مُصافِحاً غُدرانَه = وعلا فعانقَ قمةَ الأشجارِ

والطير مبتهجٌ بصوتِ خريرِه = فشدا بعذبِ اللحنِ والأشعارِ

بين الخمائلِ شادنٌ متبخترٌ = جذلانَ يقصِدُ منْبَعَ الأنهارِ

مرحٌ يداعبُ كلَّ طيفٍ شاردٍ = غضٍّ غريرٍ كاملِ الأطوارِ

كم نادمَ الزهراءَ في عليائِها = وشكا إليها غيرةَ الأقمارِ

وعلى الغصون صدىً لغِرْدٍ صادحٍ = يهوَى الغناءَ بهجعة الأسحارِ

إكليلُ درٍّ نمقتهُ أزاهرٌ = يصبو إليكَ بنظرةِ الإكبارِ

عمَّ السلامُ ورفرفتْ أطيارُه = في الغابِ في وسطِ الفلا وبحارِ

فأخذتُ أنعمُ بالخُطا فوقَ الرُّبا = ثم إستدرتُ لسهلِها المحبارِ

نشوانةً والبشرُ خلٌّ صادقٌ = أختالُ بين الفلِّ والجلنارِ

بدت الطبيعةُ جنةً في حسنِها = لما تجلى الحسنُ في آذارِ

يامن يَحارُ العقلُ في أكوانِه = هلاَّ تزيلُ بواطنَ الأسرارِ

يا من يهيمُ القلبُ في سبحاتِه = هلاَّ تضيءُ القلبَ بالأفكارِ

يا من تفيضُ الروحُ من نفحاتِه = هلا تجودُ بفضلِكَ المدرارِ

يامن تكونُ النفسُ بعضَ هباتِه = هلا تعينُ النفسَ في الإبحارِ

يامن كسوتَ بنورِ وجهِكَ جنَّتي = وعتقتها من غفلةٍ وإسارِ

انعشْ برحمتِكَ الكريمةِ مهجتي = انعمْ عليَّ بعطفِكَ الزَّخَّارِ[/GASIDA]

حُبي يا الغالية