عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2012, 09:37 PM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
لا زلت في غرفة الذاكرة المكتظة بالحوادث الصادمة بعد سن الحادي والعشرين ..
ولكن قبل أن أكمل ..
سأعود للوراء كثيراً وأستذكر بعضاً من أحداث الطفولة المؤلمة والتي تركت بنفسي أثراً ما زال أثره ساكناً في الروح حتى اللحظة..
وأنا طفلة صغيرة كنت الأقرب إلى أمي من بين أخواتي .. فكنت أساعدها كثيراً في أعمال المنزل وفي المطبخ حتى أنني كنت أساعدها في الخياطة فأجلس على ماكينة الخياطة وأصنع ما تطلب مني بالضبط ولم يكن عمري آنذاك سوى ثلاثة عشر عاماً ..
فبعد عودتي من المدرسة أنهي ما تطلبه مني أمي على أكمل وجه .. ثم أخرج للعب أو التنزه ..
في تلك الأثناء أجتمع بالكثيرات من بنات الحي في لعب شعبية ( بيت بيوت أو الحجلة وغيرها )
ولعبة بيت بيوت .. لعبة شعبية بسيطة وبالرغم من بساطتها ..إلا أنها مفيدة جداً فتصنع من الصغيرة سيدة تحاكي الآخرين وتناقش وتشرح وتسأل وتجيب ووو غير ذلك ... حيث تتخذ كل واحدة منا ركناً وتصنع منه بيتاً صغيراً .. ثم نزرو بعضنا البعض ونقلد النساء ونتحدث ( تماماً كالنساء ) .. واحدة تشكو زوجها والأخرى تضج من أولادها وهكذا ....
في تلك اللعبة تعرفت إلى إحدى بنات الحي وعمرها آنذاك عشر سنوات .. لم أكن حينها أفهم كثيراً بإيماءات الوجوه ولا بتعبيراتها ولكن .. كنت ألاحظ كدمات حمراء على خدودها الصغيرة .. وأسأل بيني وبين نفسي ما سرّ هذا الاحمرار ؟؟ كما لاحظت أن هذه الصغيرة لا تطيل المكوث معنا .. فما أن تحضر حتى تختفي دون إذن .. وعندما أسأل عنها .. يقال أنها عادت إلى البيت خوفاً من زوج أمها العنيف جداً .. ومنذ تلك اللحظة صرت أترقب حضورها لأقترب منها أكثر .. وأسمع منها.. وبالفعل .. حضرت الصغيرة لا لتلعب .. بل لتبكي وتبكي .. لا أنكر أنها كانت أكبر من سنها جسماً وتفكيراً .. فقد رفضت البوح عما جرى لها .. هنا .. صار عندي فضول أكثر لأعرف عنها كل شيء .. وشيئاً فشيئاً توطدت العلاقة فيما بيننا فأصبحنا صديقتين ..وبدأت تروي في كل لقاء فصلاً من حكايتها بالتفصيل ويكاد يكون ما جاء في الفصل الأول من روايتي تفصيل قصتها مع زوج أبيها الغادر ....

ولمن لم يقرأ القصة .. سأوردها هنا -بقلمي - ..



تحية ... ناريمان