عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2017, 06:37 AM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ترامب ومعلومات المخابرات الروسية «المحرجة»
راي القدس العربي

بدأت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية بتداول قصة غير عادية حول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تقول إن الاستخبارات الروسية نصبت كميناً له خلال زيارة قديمة إلى موسكو «مستغلّة ولعه الشهوانيّ بالنساء» (حسب تقرير لمجلة «نيوزويك») حيث جمعته بمومسات في مكان مليء بالكاميرات السرية والمايكروفونات بحيث تمّ تصوير كل ما حصل في ذلك اللقاء.
تتحدث القصة عن تقرير مسرّب حول تدخل الكرملين في الانتخابات الأمريكية يتضمن أن الاستخبارات الروسية أشرفت على العملية التي يُزعم أن ترامب كان منخرطاً خلالها في نشاطات جنسية «منحرفة» وأن الأخير اختار غرفة في فندق شهير كان الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وزوجته قد ناما فيها كشكل من أشكال إبداء الاحتقار لهما.
وفي تقرير لقناة «سي إن إن» الأمريكية أن أوباما وترامب تلقيا تقريرا مختصراً الأسبوع الماضي يتضمن ادعاء المخابرات الروسية بأن لديها معلومات شخصية ومالية حول ترامب، وأن عدداً من المسؤولين الأمريكيين لديهم اطلاع على التقرير، وأن الإف بي آي بدأت التحقيق في الموضوع، كما نشر موقع BuzzFeed الالكتروني التقرير كاملا الذي جمعه مسؤول أمني بريطاني سابق.
ترامب رد بسرعة على التقرير بتغريدة على تويتر كما أنه
عقد مؤتمرا صحافيا أمس هو الأول منذ 6 أشهر هاجم فيه «سي إن إن» وموقع «بازفيد» واستشهد خلاله بروسيا نفسها التي أكدت أن ليست لديها «معلومات محرجة» حول ترامب.
تستتبع القصة الأخيرة جدالات كثيرة حول مسلكيّات ترامب مع النساء وعن تباهيه بتقبيل واحتضان ومحاولة فرض نفسه عليهن غير أنها تضيف على تلك القصص، التي تمكن فريق ترامب الانتخابي من التغلّب عليها، عنصراً سياسيا يمكن أن يفسّر العلاقة الحميمة بين ترامب وقادة الكرملين، وبالتالي فإن الأمر يصبح خطراً على أمن البلاد أكثر مما هو أمر شخصيّ يمكن للأمريكيين تقبّله في رئيسهم.
إضافة للجانب السياسي فهناك جانب ماليّ للحكاية، فحسب التقرير الأمني فإن «عمليات الكرملين للتأثير في ترامب» تضمنت عرض صفقة عقارية مغرية في روسيا، وخصوصاً فيما يخص البنية التحتية لبطولة العالم لكرة القدم في روسيا عام 2018، ولكنّ ترامب «لسبب غير معروف، لم يقبل تلك الصفقة».
نشر قناة «سي إن إن» وموقع «باز فيد» لتقرير بهذه الخطورة يعني أن القائمين على الوسيلتين الإعلاميتين احتسبوا احتمالاته الخطيرة وتحدّياته القانونية، وإذا صحّ أن وكالة التحقيق الاتحادية «إف بي آي» باشرت التحقيق في صحة التقرير فإن أي تأكيد حقيقيّ لتفاصيله ستكون له مفاعيل كبيرة على ترامب وإدارته المقبلة لأمريكا، قد يكون ضمنها رفع الحصانة عنه مما قد يؤثر على حظوظه في الاستمرار بالرئاسة، كما حصل مع الرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وريتشارد نيكسون.
الاحتمال الآخر قد يكون أن الخبر ملفق بأكمله من قبل الاستخبارات الروسية وهذا يعني أنها استطاعت، مرة أخرى، التلاعب بأجهزة الأمن والمؤسسات الأمريكية العتيدة وعرّضتها لاهتزازات غير مسبوقة.
الردّ الجانبيّ لترامب أمس كان إعلانه فصل مصالحه المالية كرئيس تنفيذي لمؤسسة ترامب بتسليمها لابنيه، وكان مثيراً للدهشة ذكره أنه تلقّى، مؤخراً، عرضاً شبيهاً بالعرض العقاري الروسي من رئيس شركة داماك الإماراتي حسين علي السجواني بملياري دولار وأنه رفضه كي لا تتضارب مصالحه المالية والسياسية.
بغض النظر عن الاحتمالات المفتوحة فالواضح أن جزءاً كبيرا من «المؤسسة» الأمريكية، في أجهزة الأمن، والإعلام وهوليوود والأحزاب، على طرفي نقيض مع «الرئيس المنتخب» وأن الحملات ضدّه لن تتوقف أبداً.

ترامب ومعلومات المخابرات الروسية «المحرجة»
رأي القدس العربي