عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2014, 10:39 AM
المشاركة 101
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إدريس بن محمد جَمَّاع
هو الشاعر السوداني إدريس بن المانجل بن محمد الأمين جمَّاع بن الأمين بن الشيخ ناصر ، و جمَاع تضبط بجيم مفتوحة و ميم مشددة مفتوحة و هو من قبيلة العبدلاب ،ولد بقرية حلفاوية الملوك في عام 1922 للميلاد ، توفيت والدته و هو صغير ،و في عام 1930 ميلادي التحق بمدرسة حلفاوية الملوك الابتدائية ،ثم بمتوسطة أم درمان في عام 1934 ، ثم نال إجازة كلية المعلمين ببخت الرضا في عام 1936 ميلادي،
التحق بمعهد المعلمين بالزيتون بمصر 1947م, و نقل إلى السنه الثانيه،التحق بكلية دار العلوم,
في نفس العام بعد أن اجتاز مسابقتها ثم نال ليسانس اللغه العربيه وآدابها منها في 1952م.
التحق بمعهد المعلمين بشندي بعد عودته إلى السودان.
عيّّن مدرسا بمدرسة (تنقسي) الجزيرة ثم الخرطوم الأولية وبعدها حلفاية الملوك.
نقل إلى مدرسة السنتين ببخت الرضا.
أعماله:
له ديوان مطبوع بعنوان "لحظات باقية".
مما قيل عنه:
قال عنه الدكتور عبده بدوي في كتابه (الشعر الحديث في السودان): "أهم مايميز هذا الشاعر هو احساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله ولا شك أن هذه نغمة جديدة في الشعر السوداني".
و يقال أن العقاد لما سمع قصيدته التي مطلعها:
أعلى الجما تغار مني !=ماذا عليك إذا نظرنا؟
قيل له لشاعر سوداني بمستشفى المجانين ، قال: هذا مكانه! فلا يقول هذا الشعر إلا مجنون.
عانى الشاعر من مشاكل نفسية .
و يقال أن سبب هذا أنه كان يحب جارة له جميلة و تحبه و اتفقا على الزواج و حين ذهب لأخذ شهادة جامعية ، تزوجت فتاته من غيره ، فعاش صدمة تركته يعيش حالة من الهيام و كان يسير في الطرقات إلى غير غاية و في هذه الحالة البائسة كتب روائع شعره. ، تُوفي رحمه الله في عام 1980 للميلاد.

من شعره:

1. ( إنَّ حظي ) هذه المقطوعة التي هي على كل لسان:

إنَّ حظي كدقيق = فوق شوكٍ نثروه
... ثم قـــالــوا لـحـفـاة يـوم ريـحٍ اجمعـوه
صـعـب الأمـر عـليهم = ثمَّ قالوا اتركوه .
إن من أشقاه ربي!= كيف أنتم تسعـدوه؟ *


2. أنت السماء:
يقال أن سبب هذه القصيدة أن إدريس جّمَّاع شاهد عريس و عروسنه بأحد المطارات فأعجبه جمال العروسة فأطال النظر
فأخذ زوجوها يحجبها عنه فقال:
أعلى الجمال تغار منا ؟
ماذا عليك إذا نـظرنا ؟
هى نظرةً تنسى الوقارَ
وتسعدُ الروحَ المعنىّ
دنـياى أنت وفـرحتى
ومنى الفؤادِ إذا تَمَنىّ
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا
واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا
عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف
مع الدجى مغنى فمغنى
هـزته مـنك مـحاسن
غنى بها لـمّـَا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ
خواطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
أنـسـت فيكَ قداسةً
ولــمستُ إشراقاً وفناً
ونظـُرتُ فـى عينيكِ
آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
كلّمْ عهـوداً فى الصـبا
أسألْ عهـوداً كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا

3. و يقول عن نفسه من قصيدة ( شاعر ):



ماله أيقظ الشجون فقاست
وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله في مواكب الليل يمشي
ويناجي أشباحه و الظلالا

* * * * * *
هين تستخفه بسمة الطفل
قوى يصارع الأجيالا
حاسر الرأس عند كل جمال مستشف
من كل شيء جمالا
ماجن حطم القيود وصفى
قضى العمر نشوة وابتهالا

* * * * * *
خلقت طينة الأسى وغشتها
نار وجد فأصبحت صلصالا
ثم صاح القضاء كوني فكانت
طينة البؤس شاعرا مثالا
يتغنى مع الرياح إذا غنت
فيشجي خميله و التلالا

* * * * * *
ضاع من كل ربوة معبرا يسكب
في سمعة الشجون الطوالا
هو طفل شاد الرمال قصورا
هي آماله ودك الرمالا
هو كالعود ينفح العطر للناس
ويفنى تحرقا واشتعالا

________________
*كتب الأستاذ أحمد الجدع في موقع ( رابطة الشام) حول هذه المقطوعة و نسبها لشاعر مصري ، و لكنه لم يجدها في ديوانه و الحقيقة أن هذه الأبيات ليست إلا لإدريس جمَّاع مع عدم وجودها في ديوانه الذي أطلعت عليه و الصادر من دار الفكر طبعة عام 1989م للميلاد، و لكن لشهرة النسبة إليه، كما حاول الجدع إصلاح عجز البيت الأخير بقوله:
( أبدا لن تسعدوه) فخلَّّّص البيت من الغلط النحوي و لكنه كسر الوزن، و الذي أراه أن يروى البيت كما هو مع التماس العذر للشاعر في الخطأ النحوي فالرجل إختلط في جزء كبير من حياته.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا