عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2014, 01:30 AM
المشاركة 3
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:80%;background-color:black;"]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[marq="4;right;1;scroll"]
قراءة في عيون الوطن
[/marq]


أين الوطن..!!! هل ضيعتم الزمان والمكان وتراث الأجداد وعَرق الآباء...!!!
أين أشجار الزيتون وكروم العنب لا أجد إلا بنيانا شاهقا...
أين مطعم أبو محمود... لا أشتم رائحة الحمص ولا الفول...!!!
ما هذه الأصوات والموسيقى الصاخبة , من هؤلاء الصبية العابرين في الطريق..
أهم أشباها للبشر أم أنهم أولاد زحل والمريخ.. ومن هؤلاء النسوة ,, رائحة العطر تفوح
والأصباغ , تُلون الوجوه , أم أنني أجوب شوارع باريس ...يا الهي رحمتك خبريني في أي
قرن أنتم الآن ...!!!
شعرتُ بالرجفة تسري بأوصالي تدب كدبيب النمل ,وتمنيت لو أن الأرض تبتلعني ....وبصوت مرتعش
- لا أعلم يا جدي ربما في القرن (تلعثم لساني , لعلي لحظتها أصبت بالبكم , وكم تمنيت ذلك .... )
- ماذا ...!!! ارفعي رأسك ودعيني أنظر في عينيك ,
... هزني بقوة دكت صمتنا الموغل ليخرج الجن من القمقم حتى أنني أجهشت بالبكاء وبدأت
مرحلة من الهذيان ما بين الواقع والماضي يا ترى أبعد كل هذا أتصدقني ...!!!
إن أخبرتك أننا ما زلنا نحمل السيف, ونمتطي صهوة الجواد العربي...كزمن الخلافة الراشدة.
وأن الأوطان قد حُررت من مشرقها حتى مغربها ,ورفعنا الأعلام خافقة , وعمّ الأمن والأمان
من لم يعد هناك يا جدي لا مشردين ولا جياع ...المخيمات صارت كالقصور, حتى أننا لن نعد
نزور القبور إلا في الأعياد,,, وكل الصلوات نؤديها في وقتها...ونتجول بحرية... دون حواجز ولا عنصرية ...
دون إخضاعنا للتفتيش ساعات وساعات أمام ...المعابر والحواجز والكلاب البوليسية التي تخشى
أن تدنس طعامنا وملابسنا أو حتى تخجل من أن تنهش جسد هذا وذاك...
حتى أننا لم نعد نحمل هوية ...ولا بطاقة عبور ,توحدت الأوطان يا جدي .......والدماء العربية ,
لم نعد نعاني من الجوع ..ولا التشرد ...ولا الوقوف في طوابير قد أثقلت كاهل أمهاتنا , وهن يحملن
أكياس الطحين والسكر والأرز وما تقدمه وكالة الغوث من هبات للاجئين ,,,لا تصدق أن كروم الزيتون
قد اغتصبت وتحولت السهول والجبال إلى ثكنات عسكرية ...وبيوت يسكنها بوم الخراب...
,لا تقلق الشعب في أمان,,فحمائم السلام قد نامت قريرة العين ... فغصن الزيتون لم
نعد نراه إلا بالصور وعلى المصنوعات الغذائية ...وأن مصير الطغاة الهلاك يشربون ماء
الشعير , وطعامهم المترف كسرة خبز وملح, وما نخلفه من بقايا طعامنا الثري , ووجبات
قد ترهلت لها البطون... فتدلت الكروش واتخمت العقول ,حتى الذئاب قد شبعت وأصيبت بالتخمة,
فأسند الراعي رأسه تحت ظل شجرة وما عاد يَعد خرافه كل يوم .. فغط في نوم عميق .
- أما وصية جدتي,
لم يعد للمفتاح أهمية كل الأبواب مفتوحة,تَنتظر الراحلين ليعدوا من فبيوتنا في اللد والرمله
ما زالت عربية لم تدنسها أقدام وحشية ...رمموها وأغلقوا المخيمات .
- لقد نفذ صبري يا بنية صرخَ بصوت أعادني من هذياني
ماذا ..وأي تطور يا ابنتي ..!!!
- رويدك يا جدي قد تغيرت الدنيا, وواكبنا التطور الهائل.. كسرطان يستشري في
الجسد فتغيرت النفوس وأصبحنا في زمن الماديات,زمن تستباح فيه الحقوق , ُ
ينصر فيه الظالم ,وتهان الكرامات ,,,وما زال العالم يغط في سبات عميق .أصبحنا
نتقن فن التقليد ,الأعمى أضعنا الماضي بعين الحاضر واستُعْبدت الأوطان
هل رحل أبو محمود ذاك الرجل الطيب الصالح ؟؟؟
- نعم ... لقد رحل موتا وقهرا , شدوا عليه الحصار واستبدلوا المطعم الشعبي
إلى -كوفي شوب- , وأغاني البطولة والثورة الى أغاني الجيل الصاعد ...
قاومهم , ورفض بشدة , رمقهم بعينيه الجاحظتين وقال ليتني لم اعش إلى هذه اللحظة
لقد قتلتموني .. فأصيب بالشلل ...ورقد على فراش المرض سنوات حتى ارتقى إلى الرفيق الأعلى ...

- ماذا أخبرك عن خيبتنا التي طالت,,,عن كروم العنب التي أبيدت ...عن يبادر
القمح المسلوبة وأراضينا المغتصبة عن دمعة جدتي وحسرة أبي وحزن أمي واستشهاد
عمي عن الضمائر النائمة عن العالم وما نشهده من غزو وحضاري وفكري..
اه يا جدي ...
ماذا أخبرك عن حريات الأوطان التي دنست بيد الطغاة ,وعن آلاف الشهداء في وطننا
العربي الظلم والاستبداد ...عن حزن الطفولة الذي يكبر أعمارنا بآلف عام

- كفى يا جدي , عد من حيث أتيت, أخجل من نفسي أن أخبرك أننا قد أضعنا الصباح بليل
السهر, والذكرى بطيش العمر , حتى استبدلنا القديم بكل حديث ...

نم قرير العين يا جدي , ستعود يوما الخلافة الراشدة ويكون النصر حليفنا ...فما زلنا
نعلق أمالنا بان نكون كالسيف القاطع وان يكون الجيل القادم ك ( صلاح الدين ) و
يجتمع شمل الأمة العربية...ونسافر خارج الوطن كأسراب الحمام ربما سيكون هناك
تاريخ أبيض.. تكتبه أيدي الشرفاء ..غير ملطخ بأيادٍ سوداء

- سأعود يا ابنتي إلى حيث كنت ..أشعر بالاختناق إنني أتنفس بصعوبة ...

- يحزنني فزع جدي وحلمه الذي قض مضجعي, فجعل من ليلي نهار بلا أحلام
, وعيون مفتوحة على واقع أضعنا به الحضارة وعراقة الأجداد, ليتني أستطيع
تأويل الأحلام أو أجد الإجابة الشافية لتساؤلاته التي تشهق منها الجبال لعله ينام قرير العين
يا ترى كم من الوقت يلزمنا بعد...
وكم من الدماء تكفي ...
وكم من العقول نحتاج...
ويبقى حلم جدي وجدتي أمي وأخي ...
عمي وعمتي ...
صور لواقع معاش هنا في فلسطين او في كل انحاء
الوطن العربي ...


فاطمة .... وأخر نبض

[marq="4;right;1;scroll"]
الأميرة الساهـ/حـ/ـرة
[/marq]


ويبقى لحروفك طعم الوطن
ولبوحك ترفرف رايات البياض
الصدق ديدنك
والأصالة معدنك
دمت بخير

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/TABLETEXT]