عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
6023
 
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي


فاطمة جلال will become famous soon enoughفاطمة جلال will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
8,285

+التقييم
1.57

تاريخ التسجيل
Nov 2009

الاقامة

رقم العضوية
8124
02-08-2014, 06:58 PM
المشاركة 1
02-08-2014, 06:58 PM
المشاركة 1
Lightbulb نَـــم قـريـر العـين يـــا ....
[tabletext="width:70%;background-color:gray;border:9px groove firebrick;"]

[tabletext="width:70%;"]


قـــراءة ...في عيــــون الوطــن

سأكمل من حيث انتهيت في سابق عهد للكتابة التي أضعت مفاتحيها ذات صباح بعيد
من هنــــــــــا حيث انهالت علي أسئلة جدي التي جعلتي أتكور كقطة تموء من البرد
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8855

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- 2-
أين الوطن..!!! هل ضيعتم الزمان والمكان وتراث الأجداد وعَرق الآباء...!!!
أين أشجار الزيتون وكروم العنب لا أجد إلا بنيانا شاهقا...أين مطعم أبو محمود لا أشتم رائحة الحمص ولا الفول... ما هذه الأصوات والموسيقى
الصاخبة , من هؤلاء الصبية العابرين في الطريق.. أهم أشباها للبشر أم أنهم أولاد زحل
والمريخ.. ومن هؤلاء النسوة ,, رائحة العطر تفوح والأصباغ , تُلون الوجوه , أم أنني أجوب شوارع باريس ...يا الهي رحمتك خبريني في أي قرن أنتم الآن ...!!!
شعرتُ بالرجفة تسري بأوصالي تدب كدبيب النمل , لو أن الأرض تبتلعني
- لا أعلم يا جدي ربما في القرن (تلعثم لساني , لعلي لحظتها أصبت بالخرس, وكم تمنيت ذلك .... )
- ماذا ...!!!لا تخفي برأسك عني , هزني بقوة دكت صمتنا الموغل ليخرج الجن
من القمقم حتى أنني أجهشت بالبكاء وبدأت مرحلة من الهذيان ما بين الواقع والماضي
يا ترى أبعد كل هذا أتصدقني ...!!!
إن أخبرتك أننا ما زلنا نحمل السيف ونمتطي صهوة الجواد العربي...كزمن الخلافة الراشدة
,وأن الأوطان قد حررت من مشرقها حتى مغربها ,و رفعنا الأعلام , وعمّ الأمن والأمان فلم يعد هناك مشردين ولا جياع المخيمات صارت كالقصور, حتى أننا لن نعد نزور القبور إلا في الأعياد,,, وكل الصلوات نؤديها في وقتها...
وأننا نتجول بحرية دون حواجز ولا عنصرية دون إخضاعنا للتفتيش ساعات وساعات أمام المعابر والحواجز والكلاب البوليسية التي تدنس طعامنا وملابسنا وتنهش جسد هذا وذاك...
حتى أننا لم نعد نحمل هوية ولا بطاقة عبور , توحدت الأوطان والدماء العربية , لم نعد نعاني
من الجوع ولا التشرد ولا الوقوف في طوابير قد أثقلت كاهل أمهاتنا , وهن يحملن الأكياس
من الطحين والسكر والأرز وما تقدمه وكالة الغوث من هبات للاجئين ,,,
لا تصدق أن كروم الزيتون قد اغتصبت وتحولت السهول والجبال إلى ثكنات عسكرية وبيوت يسكنها بوم الخراب...
,لا تقلق الشعب في أمان,,فحمائم السلام قد نامت قريرة العين ... فغصن الزيتون لم نعد نراه إلا بالصور وعلى المعلبات التجارية ... وأن مصير الطغاة الهلاك يشربون ماء الشعير , وطعامهم المترف كسرة خبز وملح, وما نخلفه من بقايا طعامنا الثري , ووجبات قد ترهلت لها البطون فتدلت الكروش واتخمت العقول ,حتى الذئاب قد شبعت وأصيبت بالتخمة, فأسند الراعي رأسه تحت ظل شجرة وما زال يغط في نوم عميق ....
- أما وصية جدتي, لم يعد للمفتاح أهمية كل الأبواب مفتوحة, تَنتظر الراحلين ليعدوا من جديد لم تطؤها أقدام وحشية ...رمموها وأغلقوا المخيمات -
عندها صرخَ بصوت مزق كياني
أي تطور يا فتاة
- رويدك يا جدي قد تغيرت الدنيا, وواكبنا التطور الهائل.. كسرطان يستشري في الجسد فتغيرت النفوس وأصبحنا في زمن الماديات, زمن تستباح فيه الحقوق , ينصر فيه الظالم ,وتهان الكرامات ,,,وما زال العالم يغط في سبات عميق .أصبحنا نتقن فن التقليد ,الأعمى أضعنا الماضي بعين الحاضر واستعبدت الأوطان
هل رحل أبو محمود ذاك الرجل الطيب الصالح ؟؟؟
- نعم ... لقد رحل موتا وقهرا , شدو ا عليه الحصار واستبدلوا المطعم الشعبي
البسيط إلى كوفي شوب , وأغاني البطولة والثورة الى أغاني الجيل الصاعد ...\
قاومهم , ورفض بشدة , رمقهم بعينيه الجاحظتين وقال
ليتني لم اعش إلى هذه اللحظة لقد قتلتموني , وسرقتم الماضي بأحلام الغد الظلماء
فأصيب بالشلل ورقد على فراش المرض سنوات حتى ارتقى إلى الرفيق الأعلى...
- ماذا أخبرك عن خيبتنا التي طالت,,,عن كروم العنب التي أبيدت ...عن يبادر القمح المسلوبة وأراضينا المغتصبة عن دمعة جدتي وحسرة أبي وحزن أمي واستشهاد عمي عن الضمائر النائمة عن العالم وما نشهده من غزو وحضاري وفكري..
اه يا جدي ...
ماذا أخبرك عن حريات الأوطان التي دنست بيد الطغاة ,وعن آلاف الشهداء في وطننا
العربي الظلم والاستبداد عن حزن الطفولة الذي يكبر أعمارنا بآلف عام
- كفى يا جدي , عد من حيث أتيت, أخجل من نفسي أن أخبرك أننا قد أضعنا الصباح بليل السهر, والذكرى بطيش العمر , حتى استبدلنا القديم بكل حديث ...
نم قرير العين يا جدي , ستعود يوما الخلافة الراشدة ويكون النصر حليفنا ...فما زلنا نعلق أمالنا بان نكون كالسيف القاطع وان يكون الجيل القادم ك ( صلاح الدين ) و
يجتمع شمل الأمة العربية...ونسافر خارج الوطن كأسراب الحمام حين اختفت من
الخرائط كل الحواجز وغُير علم الجغرافيا و تضاريس المكان ..
ربما سيكون هناك تاريخ أبيض نكتبه بأيدي الشرفاء غير ملطخ بأيادي سوداء
- سأعود إلى حيث كنت أنني أتنفس بصعوبة ...فتراب الأرض أرحم
رباه ...إنه ليحزنني فزع جدي وحلمه الذي قض مضجعي, فجعل من ليلي نهار بلا أحلام, وعيون مفتوحة على واقع أضعنا به الحضارة وعراقة الأجداد, ليتني أستطيع
تأويل الأحلام أو أجد الإجابة الشافية لتساؤلاته التي تشهق منها الجبال.


يا ترى كم من الوقت يلزمنا بعد ...؟؟؟ وكم من الدماء تكفي وكم من العقول نحتاج
ويبقى حلم جدي وجدتي أمي وأخي ... عمي وعمتي ...
صور لواقع معاش هنا في فلسطين ,و في كل انحاء الوطن العربي ...
فاطمة .... وأخر نبض
09-ايار-2012

[/tabletext]


[/tabletext]


تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....