الموضوع: حامد جو
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3416
 
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية

احمد ابراهيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
79

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2013

الاقامة
Sydney

رقم العضوية
12029
09-14-2013, 12:51 PM
المشاركة 1
09-14-2013, 12:51 PM
المشاركة 1
افتراضي حامد جو
لا اعرف لماذا سمى حامد بحامد جو ، يبدو لى ان هذا اللقب قد اقترن بحامد عندما كنا طالبا بالمدرسة الثانوية ، كانت كلمة " جو " شائعة بين طلاب المدرسة ، و قد اعتاد الطلاب إطلاقها ، على كل شخص يميل إلى المبالغة ، سواء كان ذلك ، فى المظهر ، أو فيما يقص و يحكى ، من قصص و حكاوى. كما كانت كلمة " جو " تطلق أيضاً على كل من يميل إلى الاستعراض ، و لفت النظر ، و قد أطلقت على بعض لاعبى كرة القدم ، و غيرهم من الطلاب المبرزين فى الأنشطة ، ممن ارتبط أداؤهم بالميل للاستعراض .

غير ان حامد جو كان الشخص الوحيد ، الذى التصق اللقب باسمه ، و ظل ملازما له بصورة ثابتة ، حدث ذلك بالرغم من ان حامد جو ، لم يكن مبرزا ، فى اى من الأنشطة المعروفة ، الا انه ظل معروفا لكل طلاب المدرسة .

كان حامد ميالا بالفعل ، لغريب الملبس ، و غريب المسلك ، و غريب الحديث ، و يبدو ان ذلك هو ما جعله ملفتا للأنظار . كان كلانا ينتمى إلى أسرتين متوسطتي الحال ، الا ان حامد واجه اليتم فى سن مبكر ، توفى والده ، و هو لا يزال يافعا ، اذكر يوم وفاة أبيه ، و كأنها حدثت بالأمس ، كنت مع بعض الصبية فى فناء منزلهم ، و كانت النسوة الثاكلات يتصايحن فى باحة المنزل .

كان بعضهن ينحن و هن يطرقن بالعصى ، على قرع طاف فوق طسوت بها ماء ، و كانت تلك هى المرة الأولى التى أرى فيها مثل ذلك المنظر النائح ، الثاكل ، كانت أجنحة الفجيعة ترفرف فوق سماء القرية ، بشكل مخيف ، لقد انطبع ذلك المشهد فى نفسي لفترة طويلة . كنا على طرفى نقيض من حيث الإحساس بالانتماء إلى أسرتين عاديتين ، من اسر مزارعي المشروع الزراعى ، انتمائى إلى أسرة اب مزارع ، أورثنى حالة من الانزواء ، و الانطواء ، فى المدارس الداخلية التى بدأت ارتيادها منذ سن مبكرة ، و من ذلك مثلا تجنب الاحتكاك بأبناء الموظفين ، و أولاد التجار الأغنياء ، الذين ضمتنى بهم الداخليات .

كنت أحس بأننى غير مؤهل طبقيا لصداقتهم ، و صحبتهم ، اما حامد ، فلم يخامر وعيه أبدا ، اى إحساس بالدونية تجاههم ، كان يخالطهم باعتيادية ، و فى الحقيقة كان يتصيد صداقاتهم ، ظل يقتحم عالمهم ، غير هياب و لا وجل ، كنت اصادق ممن هم على شاكلتى من حيث الطبقة الاجتماعية ، اما حامد ، فكنت أراه يلبس البنطلونات و الجاكيتات فى الشتاء ، كما كان يدخن ، و يرتاد صالات السينما ، و المطاعم ، و محلات الحلوانية ، مع أولاد التجار و الموظفين ، بوتيرة ثابتة ، فى حين كان أمثالنا ، من أبناء المزارعين ، يظلون قرابة الشهر بالداخلية ، و ذلك ، بسبب ضيق ذات اليد . الشاهد ان صداقاته الواسعة ، و جاذبيته ، كفلتا له قدرة أوسع على الحركة .

من يرى أسلوب عيشه يحسب ان أباه تاجرا أو موظفا كبيرا ، ذلك يوم ان كانت للموظفين دولة ... يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 09-14-2013 الساعة 01:38 PM