عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2012, 03:53 PM
المشاركة 9
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:black;border:3px double red;"]
-جـ- تصنيف ابن اكاه:
صنف ذ. محمد الحافظ بن أكاه في بحثه المعنون "بجولة في أدب شنقيط"([20]) الشعر الموريتاني الفصيح إلى مدارس أربع، هي:
· المدرسة الأولى: ويمثلها ابن رازكه، وتعنى بالتلوين الأدبي والصياغة الأسلوبية. أوهي (مدرسة البلاغة والبديع) كما يسميها ولد أباه.
· المدرس الثانية: وقد تأثر شعراؤها بالقصيدة الجاهلية. ويمثلها امحمد بن الطلبه، وأحمد بن عبد الله المعروف "بالأحول الحسني" (ت 1250***65259، ومحمدُ النّانه بن المعلى.
· المدرس الثالثة: وهي مدرسة ذات نفَس عباسي وأندلسي. وتمتاز بالرقة والعذوبة في الخيال، والصدق في العاطفة. ويمثلها محمدُ بن محمدي (ت 1272***65259، وحرمة بن عبد الجليل.
· المدرسة الأخيرة: وهي مدرسة محلية أصيلة نابعة من البيئة الموريتانية. ويمثلها الشاعر الكبير امحمد بن أحمد يوره.
هذه –إذاً – بعض المحاولات التصنيفية التي اجتهد أصحابها في تصنيف الشعر الموريتاني الفصيح إلى مدارس أو اتجاهات. وهي محاولات لا تخلو من جرأة ومغامرة. وهم يعترفون جميعا بصعوبة ذلك التصنيف لاعتبارات معينة، ويقرون بأن محاولاتهم في التصنيف ليست سوى اجتهادات شخصية.
وقد كان د. جمال أحمد بن الحسن أكثر موضوعية حينما تحدث – بإضافة – في أطروحته الجامعية (الشعر الشنقيطي في القرن 13***65259 عن صعوبة تصنيف الشعر الموريتاني الذي تتعدد مشاربه وتتباين منابعه إلى اتجاهات أو مدارس مستقلة. يقول: " إن شعراءنا – كما درسنا أشعارهم – لم يكونوا ينتمون إلى مدارس أدبية مستقلة ثابتة، بل كانوا متنازعين بين منحيين:
· منحى شعري يخلص الشعر من وظيفته المرجعية (الدينية) ويمحّضه لوظيفته الشعرية عبر الارتباط بالقصيدة الجاهلية. (ابن الطلبه اليعقوبي مثلا)
· منحى يخضع الشعر لمقتضيات الإبلاغ الديني والعلمي دون أن يهمل خصائصه الأسلوبية. (ابن الشيخ سيدي مثلا)
لقد تعرضت التصنيفات المذكورة إلى النقد من قبل بعض الدارسين الذين رأوا أن الشعر الموريتاني لا يمكن أن يصنف إلى اتجاهات أو مدارس أدبية مستقلة بعضها عن بعض. وخاصة التصنيفين الأولين. وهكذا فقد انتقد المرحوم محمدي بن القاضي (ت 1983م) تصنيف ولد أباه، وذهب إلى أن تصنيف الشعر الموريتاني إلى مدارس زمنية أو أدبية خاطئ. وزعم – بالمقابل – أن هذا الشعر إنما هو مدرسة واحدة أو عصر واحد مختلط، ولا يمكن أن يوزع إلى عصور لكل منها ملامح خاصة، ذلك بأن الشاعر الواحد يخلط في إبداعه بين مختلف تلك الملامح. وهذا الرأي – كما ترى – لا يبعد كثيرا عن رأي جمال أحمد بن الحسن المتقدم.
وفي ختام هذا الفصل، يمكن القول إن أقرب الآراء المعروضة إلى الصواب وأكثرها علمية رأي د.جمال ولد الحسن. وفي هذا الصدد، يقول أحمد ولد حبيب الله عقب عرضه لعدد من التصنيفات الداخلية للشعر الموريتاني: "وإذا كان لنا أن نميل مع أحد هذه التصانيف والآراء الآنفة، فإن الأقرب إلى الذوق النقدي هو ما ذهب إليه الدكتور جمال ودعمه ابن محمد سالم."([21])
[/tabletext]