عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2017, 11:48 AM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا استاذ ياسر

بخصوص مفهوم الكبت عند فرويد وكيف انه يصنع الابداع او الجنون: يرى فرويد ان الصراع في حياة الانسان هو صراع بين الفرد والمجتمع ( لاحظ ان دارون يرى بأنه صراع من اجل البقاء والماركسية تراه صراع طباقات) بينما يعتقد فرويد ان الفرد يسعى دائما لتحقيق رغباته واشباع احتياجاته وعلى رأسها الغريزة الجنسية فيصتدم في مسعاه مع المجتمع وهنا يقوم الفرد على ( كبت ) تلك الرغبة التي يرفضها المجتمع, ويرى فرويد ان هذه الرغبات المكبوته توثر كثيرا على الحالة الذهنة عند الفرد الى حد انها قد تتفجر لاحقا على شكل ابداع او جنون ومن هنا يعتقد فرويد ان اصل الابداع والجنون واحد وهو الرغبات المكبوته في العقل الباطن.

ايضا علم النفس الحديث ومن خلال الدراسة والمراقبة والتحليل النفسي توصل الى ان الاحداث المأساوية traumatic experienes لها اثر عظيم على الدماغ وان معظم من يصل الى حالة الابداع يكون قد مر بمثل هذه التجارب في طفولته وهي المرحلة التي تمثل الصندوق الاسود عند الفرد. وهذا يعني ان هناك اختلاف بين فرويد وبين تلاميذه والذين اعطوا التجارب المأساية دورا اهم في التاثير على الدماغ.

وفي كلا الحالتين لا بد ان ذلك يؤثر على الدماغ والحالة الذهنية وبالتالي على الية اتخاذ القرار.

.


تقول في مداخلتك "الأحدات الصعبة ذات العلاقة بالوجود عموما أي الوجودية أو ما اصطلحت عليه المشكل الوجودي، هي أشياء لا تعالج في الغالب إلا بالقوة، مثلا غزالة رأت نمرا هناك مشكل وجودي، غريزتها تؤهلها لاختيار السلوك إما مقاومة أو هروب وكلاهما يعتمدان على القوة لكن الأنسب جدّا هو الموقف الثاني....."
- مبدأ القوة هذا الذي تتحدث عنه هو زيادة حادة في افراز الادرنالين تجعل الانسان وكأنه شمشوم الجبار يمتلك قوة خارقه وهذا بدوره يؤشر الى ان الحالة الذهنية يمكن ايضا ان تتأثر بالظروف المحيطة وبالتالي يقع التاثير على القرارات العقلية. بمعنى ان القرار العقلي يمكن ان يتأثر بالظروف البيئية التي يمكن ان تولد تغير بيولوجي هرموني لحظي في الدماغ يكون له اثره على عمل الدماغ والقرارات التي يتخذها.

اما بخصوص البرمجة: هناك نوعان من البرمجة الاول ويقصد به مسح الدماغ brain washing وهذه الحالة عادة تقوم بها الحكومات او الانظمة والاحزاب وكل من ينتمي لجماعة مغلقة.

جم جونز مثلا ورغم انه فردا كان يقود جماعة cult تمكن من مسح ادمغة اتباعه الى حد ان دفعهم الى انتحار جماعي بشرب السم وكانت وسيلته الكرزما الطاغية.

والحكومات تقوم بمثل مسح الدماغ هذا عن طريق وسائل الاتصال. صحيح انهم قد يلجأؤون الى استثمار الغرائز وتسخيرها في تحقيق اهدافهم لكن في المحصلة يكون الانسان الذي يخضع لمثل هذا المسح الدماغي اسير لعمليات البرمجة الدماغية تلك ويكون قراره العقلي مختطف. وكلما كانت هذه البرامج معقدة من حيث استخدامها للوسائل كلما كان تأثيرها اعظم على دماغ الجمهور المستهدف.

قد تكون عملية مسح الدماغ هذه عملية طويلة الامد بحيث تلجأ وسائل الاعلام الى بث سمومها، اذا جاز التعبير، بصورة مبطنة لا تظهر للانسان العادي وانما فقط لمن يقرأ بين السطور.

ومثلا تلجأ وسائل الاعلام احيانا الى صناعة الرأي العام حول قضية معينة من خلال ما تقوله وتنشره. فلو افترضنا بأن جريدة تنشر مقال حول تلك القضية مكون من 100 كلمة نجد ان الجردة تتعمد الثناء على القضية بكلمات قد تصل الى الخمسين وتجعل 30 كلمة محايدة و20 كلمة تكون في تحريض. المحصلة ومع مرور الزمن صناعة رأي عام مؤيد لتلك القضية. فيكون قرار التأيد للقضية مختطف من قبل من صنع الراي العام.

ولذلك نجد في ايامنا هذه ان الصراع بين وسائل الاعلام والرئيس الامريكي على اشده وبينما تسعى وسائل الاعلام الموجهة والتي تدار من قبل لوبيات محددة ومعروفة الى التاثير على شعبية الرئيس يلجأ هو الى ادوات تبقي شعبيته عالية لدى الجمهور حتى لا يسمح للاجهزة التي تتربص به طرده من الرئاسة في حالة انخفاض شعبيته الى مستويات دنا غير مسبوقة.

ومن ادواته لمقاومة حملتها عليه من خلال التشكيك المستمر في مصداقيتها حتى تهتز ثقة الناس بها وبما تقوله. وثانيا اللجوء الى الاتصال المباشر من خلال وسائط الاتصالات الجماهيري وحتى اللقاءات الجماهيرية على طريقة اللقاءات التي تتم اثناء الانتخابات وسوف تظل القوى الخفية التي تحكم امريكا فعلا ( مجلس الكونجرس وحكومة المبطخ وهم زعماء الشركات الراسمالية واللوبيات ذات المصالح المحلية والعالمية ) عاجزة عن اتخاذ قرار بطرده من الرئاسة impeachment حتى تتمكن من تخفيض شعبيته. ويبدو انها ضمن المعادلة القائمة ما تزال عاجزة لذلك قد تلجأ وسائل الاعلام الى نشر فضائح اخلاقية اضافية حتى ترجح كفتها او تلجأ الى تسريبات اكثر تأثير في الجمهور وتمس الثوابت حتى تحقق مكاسب جديدة ظلت عاجزة عن تحققها من خلال فهم الرئيس لتأثير وسائل الاعلام وتبنيه خطة جهنيمة افقدت وسائل الاعلام قوتها التقليدية.

وهناك ايضا عمليات مسح الدماغ العاجلة والتي تتم على شاكلة حملات مكثفة وهذا ما يقوم به المرشحون للانتخابات في الانظمة التي تتدعي الديمقراطية حيث نجد ان الناس تنتخب صاحب الحملة الاعظم تأثيرا على عقول الجمهور وليس بالضرورة الاكفأ. فالذي ينتخب الرئيس في الانظمة التي تدعي الديمقراطية حقيقة هم خبرا وسائل الاعلام وليس الجمهور.

المهم ان الاغلبية العظمى من الناس هذه الايام يخضعون لحالات مسح دماغ بطريقة او باخرى والقرارات العقلية مخطوفة الى حد كبير ولكن الناس لا يعلمون.


اما البرمجة الاخرى فهي البرمجة اللغوية العصبية .. وهذه تتم ايضا بصورة غير واعية حيث ان سولك كل فرد يمثل انماط سلوكية وهي عمليا برامج ذهنية. فحينما يتعلق انسان بشخص كرزمي وقائد فذ مثلا نجده مع الزمن قد اكتسب الكثير من انماط سلوكه. وغالبا ما تتم هذه البرمجة من خلال اتخاذ القدوات.
يتبع،،،