عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
19808
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
07-10-2011, 05:41 AM
المشاركة 1
07-10-2011, 05:41 AM
المشاركة 1
افتراضي التجديد في الشعر العربي
عبدالله علي باسودان

التجديد في الشعر العربي - جوانبه - مباحثه - حيثياته

التجديد في الشعرالعربي الحديث حقيقة ثابتة لواقعنا وزماننا المعاش ، وبعكس الشعر التقليدي القديم، فكما أن الشعر الحديث تعبير عن اندماج الشاعر داخلياً مع مجتمعه الحضاري الملئ بالتعقيدات والمتناقضات نجد الشعر القديم ليس إلا صوراً تقريرية خطابية لتلك البدائية والبساطة والوثوقية المحيطة بعوالم الشاعر، كما أن القصيدة القديمة بمثابة موسيقى لغوية - كما نراها – خالية من كل الأعصاب النفسية يترنح بها القارئ منذ القراءة الأولى، نجد القصيدة الحديثة تتصادم فيها التجارب النفسية معبرة عن الرؤيا التي تتغلغل في أعماق نفس الشاعر فيما يحاول أن يحقق ذاته ويرتاح إليها ، إنها تعبيرعن الذات والتيارات والمعاناة التي تتوتر بالشاعرمن جميع جوانبه والتي تدفعه بيقين أو تمزق عاطفي حيث أن الشاعر ما هو إلا ابن عصره ، إنه ابن اللحظة الحضارية التي يعيشها .
وإذا ما عدنا إلى جوانب ومباحث وحيثيات الشعرالعربي الحديث ولا نقصد شعر الحداثة لانجد الاختلاف في الشكل و المحتوى فقط كما يخال للبعض وإنما هو أيضاً في الرؤيا النفسية الوجودية ولا نقصد وجودية هيدجر وكامو وسارتر بل نقصد اللحظة المعاشة عند الشاعر.
وعليه فالشعر التقليدي القديم كان شعراً رائعاً بالنسبة لمكانه وزمانه وعلينا أن نقرأه كمادة تاريخية حيث أنه لا يعبر عن المرحلة الحضارية الثورية التي نعيشها . لقد أدى دوره ذلك الشعر القديم فكان شعراً عظيماً رائعاً بالنسبة لزمانه ومجتمعه فهو تاريخنا علينا أن نعتز به و أن لا يُجتر أو يُقلد وإلا فماذا يتبقى للشاعر المقلد من إبداع في تقليده للشعر القديم ؟
ومن جوانب وحيثيات الشعرالعربي الحديث أنه غالباً ما يعتمد على الرمز والرؤيا الشعرية والأسطورة والتراث الشعبي والأخذ بالاطياف الميتافيزقية والخيال الممتد الواسع، لذلك نضرب مثلا بما قاله أحمد شوقي عن الزمن في إحدى قصائده، يقول شوقي :
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
أعطى شوقي بعدا واحداً للزمن وهو ما تقوله دقات قلب الإنسان ، حيث نرى الشاعرالمجدد خليل حاوي في قصيد ته " الكهف" يعطي الزمن جميع أبعاده الثلاثة حتى أن قارئ البيت التالي يسرح في خيال ممتد واسع لامحدود. يقول خليل حاوي :
وعرفتُ كيف تمطًُ أرجلها الدقائق
كيفت تجمد، تستحيل إلى عصور
هنا ، هذا البيت يعطينا فسحة أكبر في أن يسرح خيالنا وتأملاتنا عن بداية الزمن أن يتحول تدريجياً من دقائق يعيشها الإنسان في الزمن إلى أبعا د سحيقة موحشة. وبمقارنة بشعر المقلدين للشعرالعربي القديم نجد الأمثلة كثيرة لاتحصى. وفي هذه العجالة لا مجال للولوج في مجال شرح الأمثلة الأخرى.