عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2546
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
11-11-2016, 09:36 PM
المشاركة 1
11-11-2016, 09:36 PM
المشاركة 1
افتراضي كروت ترمب الرابحة
وفاز ترمب في الانتخابات وجاء فوزه عكس كل التوقعات والمخططات التي حاولت بشتى الوسائل والطرق الدفع باتجاه فوز كلينتون. وحتما لم يات هذا الفوز من الفراغ والذي يعرف الثقافة الامريكية والعقل الامريكي عن قرب يعرف حتما ان ترمب فاز لانه كان يمتلك عددا من البطاقات الرابحة لا محالة.

اول هذه البطاقات او الكروت هو كونه رجلا غنيا جداً ومصالحه التجارية منتشرة عبر الولايات المتحدة وحتى فيما وراء البحار. وهو بذلك لم يكن بحاجة لاصحاب رؤوس المال واللوبيات صناع الملوك التي تتحكم عادة فيمن يصل الي البيت الابيض، وقد استثمر في الدعاية الانتخابية كما يشاع حوالي مئة مليون دولار من ماله الخاص ولم يعتمد على جمع الاموال كما فعل من جاء قبله من الرؤساء منذ تاسيس امريكا.

ثاني هذه البطاقات هو انه يمتلك خبرة واسعة في التعامل مع وسائل الاعلام والحديث امام الكاميرا والخطاب المؤثر امام الجماهير، وقد اكتسب هذه الملكة والقدرة خلال عمله في تلفزيون الواقع ومن خلال البرامج التي يكون لوسائل الاعلام عادة دور مهم فيها مثل مسابقة ملكات جمال العالم التي ظل يعمل على تنظيمها.

ثالث هذه البطاقات من الواضح انه وربما من خلال بعض اعماله وخاصة الفنادق والبارات والمراقص والمعروف انها في امريكا ميدان واسع للمافيات كان على صله مع لوبيات واتحادات ومافيات محلية وعالمية ، وهذه ساهمت مساهمة فاعلة ومباشرة في نجاحه، وذلك من خلال تقويض فرص منافسته هيلري والتي لعبت المافيا الروسية على ما يبدو دورا حاسما في تقويض فرصها من خلال قرصنة بريدها الالكتروني ونشر محتوياته بشكل فضائحي في الفترة الحرجة ، مما قوض من مصداقيتها وقضى على فرصها في الفوز بشكل كبير .

البطاقة الرابعة هو انه احسن استثمار اثر الفن السابع على العقلية الأمريكية، والتي تمكنت خلال السنوات المئة الماضية ، من برمجة العقل الجماعي الامريكي ليصبح شغوفا بالفرد البطل العنيف الناجح، وذلك من خلال ترويجها لأبطال على شاكلة جون وين ورامبو، وقد أتقن ترمب لعب دور البطل المخلص الذي يستطيع لوحده هزيمة اعتى الأشرار على شاكلة ما كان يفعله جون وين ورامبو في الأفلام ، وبذلك تمكن من اسر قلوب وعقول الأمريكان بشخصيته الهوليودية وبصفته الرجل الخارق الذي يملك الحلول السحرية ويمكنه ان يحقق الأحلام ويهزم إعداؤه ويحقق الانتصارات المستحيلة.

البطاقة الخامسة هي وقوف واحد من اهم ابطال افلام هوليود الاسطورين الي جانبه وهو كلنت إيست ود والذي مثل أيضاً سلسلة هائلة من الأفلام الهوليودية والتي لعب فيها دور رجل القانون الشرس الذي يسعى دون رحمة لتحقيق العدالة مثل فلمه dirty harry اي هاري القذر بمعى العنيف والعنيد والذي يعمل خارج الأطر المرسومة ، وهو الفلم الذي يحفظ حتى الامريكي البسيط عبارات منه عن ظهر قلب مثل عبارة make my day والتي يقولها البطل هاري حينما يعمل على تصفية مجموعة من الأشرار. ويمثل كلنت إيست ود في وزنه وزن امة بأكملها كونه اكتسب من خلال تلك الافلام شعبية رجل القانون الاسطوري الشرس، ولا بد انه كان لوقوفه الي جانب ترمب دورا حاسما و وزن أمة بكاملها.

البطاقة السادسة، اللعب على المشاعر العنصرية من خلال تسويقه لفكرة اعادة امريكا الي مجدها مرة اخرى، وكأنه يقول استعادة امريكا من قبضة السود، فالعنصر الاسود ما يزال عبدا في نظر اغلبية السكان البيض حتى ولو اظهروا عكس ما ابطنوا، وقد اندفع البيض الي التصويت لصالح ترمب وشارك ما نسبته ظ§ظ*ظھ منهم في التصويت بينما شارك ظ،ظ¢ظھ من السود فقط، وعمل ذلك لحسم الامور لصالح ترمب في النتيجة النهائية. كما ظهرت كلينتون وكانها ممثلة للسود دون البيض وامتدادا الي إدارة أوباما وهذا خطأ فادح وقعت فيه كونه يتعارض مع طبيعة نسبة عالية من المنتخبين الامريكين الذين يميلون في العادة الي التغير.

البطاقة السابعة ، تمكن ترمب من إظهار نفسه مدافعا عن الدستور الامريكي، وحاميا له، او على الاقل لبعض مواده، مثل التعديل الدستوري الثاني الذي يضمن حرية حمل السلاح ، بينما تبنت منافسته كلينتون موقفا مؤيدا لوضع قيود على السلاح، مما دفعه لاتهامها بمحاولة تقويض الدستور الذي يعتبر وثيقة مقدسة عند الامريكي، والعبث فيها يعني العبث في الأسس التي اقام الأجداد على أساسها بلاد الحرية والديمقراطية المزعومة طبعا. حتى انه حرض اتباع لوبي السلاح المنتفعين من هذا التعديل ، على منعها من الوصول الي البيت الابيض وهو ما فسر في حينه على انه توجيه باستخدام القوة اذا لزم الامر لتلك الغاية ، وبذلك كسب ترمب الي جانبه اتابع هذا اللوبي المؤثر والواسع النفوذ والقوة، بالاضافة الي العديد من الذين يعتبرون الدستور وثيقة مقدسة لا يمكن السماح بالمساس بمبادئها ويتعصبون في الدفاع عنه لحد الموت.

البطاقة الثامنة ، على الرغم من ان المجتمع الامريكي يتكون في معظمه من المهاجرين الذين استباح الأوائل منهم دم سكان امريكا الأصلين وقاموا على إبادتهم تقريبا لكن لديهم حساسية مفرطة من المهاجرين الجدد ، ولا أظن انها كانت صدفه بان ترمب رفع هذه البطاقة في اول حديث له عند إعلانه الترشح للانتخابات حيث اعلن في حينها اجراءات لطرد المهاجرين غير الشرعين، ومنع وصول المكسيكين والمسلمين الي هناك ، ولا نعرف من الذي منح اي مهاجر الي امريكا شرعية اصلا فكيف يعتبر اي واصل الي هناك غير شرعي؟ كما اعلن اقامة جدار على حدود المكسيك وتمادى في حديثه بان اعلن حينها بان ذلك الجدار سيبنى على حساب المكسيك، وهو ما اكسبه شعبية طاغية في نظر الجمهور الامريكي المبرمج على كره اي لاجئ او مهاجر جديد رغم انه هو نفسه مهاجر او حفيد مهاجر. وأما حربه ضد المسلمين وإعلان منعهم من دخول الولايات المتحدة فقد داعبت هذه الحرب مشاعر المتطرفين وهم كثر ، وحشدتهم بصورة غير مسبوقة لمساندته وكأنه في حرب صليبية جديدة ضد الخطر الاسلامي الذي يهدد نمط الحياة عندهم.

البطاقة التاسعة ، تمكن ترمب خلال المناظرات من توجيه مجموعة من اللكمات القاتله الي منافسته حيث لقبها بالقذرة والمجرمة وما الي ذلك ، بينما عجزت هي عن رد الصاع صاعين اليه، ولعبت دور الليدي المحترمة في تعاملها معه، وتبنت فكرة كانت ميشال أوباما قد طرحتها انه كلما كان تصرفه هابطا سيرتفع تصرفنا when they go low we go up higher ولا شك ان هذا كان خطئا استراتيجيا فادحا وقاتلا بالنسبة لها واظهرها عاجزة ، بينما اظهره هو رجلا قادرا ومسيطرا ، والصحيح انه استخدم هذا الاسلوب والذي يرقى الي مستوى اغتيال الشخصية مع جميع منافسيه حتى قزمهم في عيون الناس وارتقى هو وبالتالي فاز بقبولهم منتصرا غلى منافسيه بالضربات القاضية.

البطاقة العاشرة ، وكانت هذه جوكر في الواقع ولعبت دورا حاسما في مرحلة حرجة...وهي دور رئيس مجلس الأمن الدخلي الذي ظهر جمهوريا ومتحيزا لترمب ومتحالفا معه، وعندما اقترب موعد التصويت وكانت استبيانات الرأي تظهر تفوق كلينتون بنسب عاليه جداً ألقى ترمب هذا الكرت الجوكر على الطاولة ، حيث قام رئيس الأمن الداخلي على حين غره بإعادة فتح التحقيق في موضوع البريد الالكتروني لكلينتون والذي كان هو شخصيا قد اقفله قبل ذلك بأيام، فانحدرت شعبية كلنتون بشدة برمشة غين وذلك خلال المرحلة الحرجة ولم يعد أمامها فرصة للفوز أبدا بعد هذه الضربة القاضية .

لقد أتقن ترمب استخدام بطاقاته الرابحه منذ البداية ، وفي المرحلة الحرجة ولضمان الفوز المؤكد وحتى لا يترك مجالا لاي احتمالات ألقى بالجوكر فحسم الامر وجاءت النتيجة مفاجئة صادمة الا لمن كان على دراية بهذه البطاقات الرابحة .

*