عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 10:44 PM
المشاركة 3
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/175)

المجاز العقلي : هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له كقولك : (شيبتني الوقائع) ، فإسناد الإجابة إلى الوقائع مجاز عقلي. ومنه الإسناد إلى الزمان والمكان والمصدر.
فإلى الزمان نحو :
كلما أنبتَ الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سِنانا
وإلى المكان نحو : {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ} والحقيقة أن الجريان للماء لا للأنهار.
وإلى المصدر نحو :
سيذكرُني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدْرُ
شواهد
أشاب الصغير أفنى الكبير ... كرُّ الغداة ومر العشيّ
إني لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماه ألا أين المحامونا
ستبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوَّد
هرمتني قبل إبان الهرمْ ... وهي إن قلتُ كلي قالت نعَمْ
الكنايِة
هي من أبلغ أنواع الكلام وأرفعه شأناً وأذقهُ فكرة ، لا يدرك مراميها إلا كل فطن فهم لما تحويه من دقة الإشارة وبعد الاستعارة.
وعرفها ابن رشيق بقوله : الكناية ومعناها الإشارة والإيماءة هي من غرائب الشعر وملحهِ. وهي بلاغة عجيبة تدل على بعد المرمى وفرط المقدرة ، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة واختصار وتلويح يعرف مجملاً ومعناه بعيد من ظاهر لفطهِ.
(1/176)

وعرفها البلاغيون بقولهم : الكناية لفظ يطلق ويرأد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي. تقول : هو واسع الصدر ، أي حليم. ويجوز وأن يكون واسع الصدر حقا. وتقول : هي نؤوم الضحى ، أي مترفَة. ويجوز أن تكون نؤوم الضحى فعلاً.
أقسام الكناية
تنقسم باعتبار المكني عنه إلى ثلاثة أقسام : صفة ونسبة وغير صفة ونسبة.
فالصفة كقول الخنساء : (طويل النجاد رفيع العماد) أي مديدُ القامة ، سيد كريم.
والنسبة كقولهم : (تأزرَ بالمجد ثم ارتدى) كناية عن نسبة المجد إليه.
وغير الصفة والنسبة كقول أحدهم : (أأيقاظٌ أميةُ أم نيامُ ؟) كناية عن الحضَّ على التنبه للخطر.
وتنقسم الكناية باعتبار الوسائط إلى أربعة أقسام : تلويح وورمز وإشارة وتعريض.
فالتلويح ما كثرت فيه الوسائط نحو : (كثير الرماد) كناية عن الكرم.
والرمزُ ما قلت فيه الوسائط نحو : (غليظ الكبد) كناية عن القسوة.
والإشارة ما خفيت فيه الوسائط نحو : (المجد في برديه) كناية عن تأصله فيه.
والتعريض ما يفهمُ من السياق كقولك للمؤذي : (خير الناس أنفعهم للناس).
شواهد
امرؤ القيس :
وتُضحي فتيتُ المسك حول فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطقُ عن تفضل
(1/177)

ابن أبي ربيعة :
بعيدة مهوى القرطِ إما لنوفَل ... أبوها وإما عبد شمس وهاشم
أحدهم :
لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقَل
نصر بن سيار :
أرى خللَ الرماد وَميض نار ... وأخشى أن يكون لها ضرامُ
فإن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهَاُم
الأعشى :
يكادُ يقعدُها لولا تشدُّدُها ... عند القيام إلى"جاراتها الكسلُ
أبو الطيب :
إذا الجود لم يرزقْ خلاصاً من الأذى ... فلا الحمد مكسوباً ولا المالُ باقيا
تبيين كنايات الشواهد
في البيت الأول : كناية عن أنها مترفة منعمة.
في البيت الثاني : كناية عن ألا طويلة العنق كريمة المحتِدِ.
في البيت الثالث : كناية عن أنهم سادة أشراف والمجدُ متأصل فيهم.
في البيتين الرابع والخامس : كناية عن أن التنبيه إلى بوادر فتنةٍ عارمةٍ.
في البيت السادس : كناية عن أن الموصوفة عبلَةٌ سمينة.
في البيت السابع : كناية عن أن المنةَ تبطلٌ الصنيعَةَ.
* * *





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني