عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 10:42 PM
المشاركة 2
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/172)

تنبيه
التشبيه ميدان يتسابق فيه فرسان البلاغة وأمراء القريض ، وقد تفننوا في ضروبه وتنافسوا في فنونه. فبعضهم أورد تشبيهين في بيت واحد وأورد غيره ثلاثة فأربعة ، فمن التشبيهين في بيت واحد قول امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى كرها العناب والحشفُ البالي
وقول بشار :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبُه
والثلاثة كقول المرقش :
النشرُ مسك والوجوهُ دنا ... نيرٌ وأطراف الأكفَّ عنمْ
والأربعة كقول أبي الطيب :
بدت قمراً ومالت خوط بان ... وفاحت عنبراً ورنت غزالاً
المجازُ
المجار : هو اللفظ المستعمل في غير ما وصغ له علاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. فإن كانت علاقته المشابهة سمي استعارة وإلا فمجازاً مرسلاً أو مركباً أو عقلياَ.
الاستعارة : هي تشبيه حذف أحدُ طرفيه ووجهة وأداتهُ كقولك : (فلان يتكلم بالدُّرر) فالكلام مستعار له ، ولفظ الدرر مستعار منهُ ، والعلاقة بينهما الحسْن ، والقرينة يتكلم.
والاستعارة قسمان : مصرحة ومكنيةٌ.
فالمصرحَةُ : ما صرح فيها بلفظ المشبه به نحو :
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبردِ
(1/173)

فقد استعار اللؤلؤ للدموع والنرجس للعيون والورد للخدود والعناب للأنامل والبرد للأسنان على سبيل الاستعارة المصرحة.
والمكنيةُ : ما حذف فيها المشبهُ به ورمز إليه بشيء من لوازمه كقوله :
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ
استعار الوحش المفترس للمنية ثم حذفهُ وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو إنشابُ الأظافر على سبيل الاستعارة المكنية.
شواهد
فزحرحت شفقاً غشى سنا قمر ... وساقطت لؤلؤاً من خاتم عطر
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافات ووحددانا
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... ولما رأيت الغصن يعشق مثمراً
فتى كلما فاضت عيون قبيلةٍ ... دما ضحكت عنه الأحاديث والذكر
أتته الخلاقة منقادة ... إليه تجرر أذيالها
ولم أر قبلي من مشى البحر نحوهُ ... ولا رجلاً قامت تعانقهُ الأُسدٌ
لا تعجبي يا سلمُ من رجل ... ضحكَ المشيب برأسه فبكى
وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمانُ
قامت تظللني من الشمس ... نفس أيعزُّ علي من نفسي
قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس
أنت في خضراء ضاحكة ... من بكاء العارض الهتنِ
عضنا الدهر بنابهُ ... ليت ما حل بنابهْ
المجاز المرسل : هو مجاز علاقته غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي كالسببية والمسببية والجزئية والكلية والحالية والمحلية واعتبار ما كان واعتبار ما سيكون ، وإليك أمثلتها :
(1/174)

المسببية : نحو : (أمطرت السماء نباتًا) أي مطراً يتسبب عنه النبات ، ومثله : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي من سلاح يحدث القوة
والمنعَةَ.
السببية : نحو : (عظمت يد فلان عندي) أي نعمته التي سببها اليدُ.
الجزئية : نحو : {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} أي عتق عبد من إطلاق الجزء وإرادة الكل ، ومثله : (بث القائد عُيونهُ) يريد جواسيسه.
الكلية : نحو : {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} يريد أناملهم وهي رؤوس الأصابع أي جزء منها ، فقد ذكر الكل وأراد الجزء.
الحالية : نحو : (نزلت بالقوم فأكرموني) أي بدارهم فقد ذكر الحال وأراد المحلّ. ونطيره قول أحمد شوقي :
نزلت فيها بفتيان جحاجحَةٍ ... آباؤهم في شباب الدهر غسان
باعتبار ما كان : نحو : {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} أي البالغين الذين كانوا صغاراً أيتاماً. ومثله : (شربت بنا عدنياً) أي قهوة كانت بنا.
باعتبار ما سيكون : نحو : (غرست اليوم أشجاراً) يريد غراساَ ستكون أشجاراً. ومثله : {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} أي عنباً سيكون خمراً.
المجاز المركب : هو ما أرسل لغرض يفهم من سياق الكلام في بيت أو مثل أو حكمة. والأغراض هي : التحسر والتهكم والازدراء والنصح وغير ذلك نحو :
أخذت من شبابي الأيام ... وتولى الصبا عليه السلامُ
من يهن يسهل الهوانُ عليه ... ما لجرح بميتِ إيلامُ
مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويعمي أعين الخفاشِ
إن الأفاعي وإن لانت ملامسهُا ... عند التقلب في أنيابها العطبُ





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني