الموضوع: الرَّحِيل
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
5413
 
ماجد الملاذي
شاعر ومستشار قانوني

ماجد الملاذي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
70

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Mar 2007

الاقامة

رقم العضوية
2964
10-08-2011, 08:11 PM
المشاركة 1
10-08-2011, 08:11 PM
المشاركة 1
افتراضي الرَّحِيل


الرَّحيل




أمّا وقدْ أزِفَ الرحيلُ مُوَدِّعاً
يُجري الأنينَ ، و حالكُ الليلِ ادلهَمْ

قـَدْ فـَجّرتْ أكمامُهُ الحَمراءُ من
آلائِهِ في العُمْرِ : أسبابَ العدَمْ

ونسائمُ الفجرِ الخضيبةِ بالنـَّدى
منشيّةً ! قدْ باتَ يعصرُها الألـَمْ

ومعالمُ الغَسَقِ المظلـّـلِ بالحريـ
ـقِ يُغلّ أشذاءَ الأصائلِ بالحُمَمْ

هلْ لي مناصٌ أنْ يُعادَ ليَ الشَّبا
بُ ، فأستعيدَ به الحياةَ وأُسْتـَرَمْ

هرمٌ هي الدنيا ، وقدْ حانَ النزو
لُ . وحانَ لي الترحالُ عن ذاك الهرمْ

فلقد عبرتُ الذروةَ الحمـقاءَ معـ
ـتَمِراً بها ألأشجانَ ، واجتزتُ القِممْ

لن أنبشَ العَهدَ القديمَ ، فإنـّني
إنْ ترجعِ الأيامُ ، يحصُدْني الألمْ

لاحمّ فيه يغيثني أملاً ولا
منْ غردَقٍ يروي ، ولا أسْمالِ رَمْ

إنَّ الهروبَ إلى الوراءِ - بمثلِ ما
يُجـري الحنينَُ - كما الهروبُ إلى العدَمْ

لمياءُ ..يا قدري المزيّنُ في الشقا
ءِ و في المغانمِ والسعادةِ والنِعَمْ

قد كنتِ لي نِعْمَ الرفيقةِ ، أستنيـ
رُ بوضْحِها حُلكَ المجاهِلِ والظُلَمْ

فكما رحيقُ الزَّهرِ ، شهـدُك ، ياحبيـ
بةُ ، في الضَّميرِ وفي الشِّغافِ ، قد انخَتَمْ

وبمثلِ ما عبقَ التذكّرُ في الضميـ
رِ من الشذى ، أَجرى التمائمَ ، واحتدمْ

ما أبدعَ اللحْنَ الـَّذي يزدانُه الـ
ـحبُّ الذي أرْخيتِ في بحرِ النغمْ

زينُ النِّساءِ تعَفـُّفاً ، كمْ أسبَغَتْ
قلبي الحنانَ ، وضَمَّدتْ حزني ، وكمْ

لا أذكرُ الأيـَّامَ إلا حُلوةً
في رفقـَةِ القلبِ الحَنونِ المعتصَمْ

فقلوبُنا محْضُ الودادِ ، وعهدُنا
وَسَمَ العفافُ لحونـَه ، وبهِ اتـَّسمْ

* * *
لاتسأليني كيفَ كنتُ ..وأينَ صرْ
تُ (مِنَ الحَياةِ) ، وفيم يخذِلـُني الهَرَمْ

في نصفِ قرنٍ ما رغبـتُ ، حبيبتي ،
إلـّا بما كتَبَ الإلهُ وما رَسَمْ

مصفوفة ٌ أقدارُنا .. صفَّ الإلـ
هِ ، و يومُنا رهنُ الصحائفِ والقلم

* * *



ماجد الملاذي