عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2016, 01:57 PM
المشاركة 65
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد .
تحية طيبة وعطرة من شابّ جديد في قالب آخر ، انتقل من تلميذ إلى عاطل ينتظر فرصة عمل ، إلى شقيقه و صديقه نورالدين الذي سيتحول مستقبلا إلى موظف ـ معلم ـ .
أمّا بعد : فإنني أبلغ لك أعز و أجمل ما لديّ من سلام و تحية و بكل تقدير و احترام ، و أتمنى أن نبقى هكذا دوما إخوة في المستقبل ، ولا يتغافل أحد منّا عن الآخر سواء بالرسائل أو الزيارات ، و أطلب من العلي القدير أن يجمع شملنا و يوفقنا في عملنا دراسيّا كان أو غيره ، بالنسبة لي و الله يعلم ما يوجد في قلبي وعقلي أن شوقي لك يزداد في قلبي أضعافا أضعافا .
أخي ، شكرا لك على رسالتك و على نصائحك النبيلة السّارة التي تعبر عن مدى متانة صداقتنا الفريدة ، حتى أنّني لحد الآن لم أر مثلها رغم معاشرتي لمجوعة من الأصدقاء ، لكن يا أخي فات الأوان لكل ما كتبته في رسالتك وهذه المرّة نهائيا ، لأنّني انقطعت عن الدّراسة بل أصبحت عاطلا وهذا نتيجة المرض و الملل ، كنت في المنزل يوم السبت 17 ـ 04 ـ 1993 لشراء بعض الأدوية التي كنت في حاجة إليها ، لكن يوم الأحد ليلا كبّلني المرض و أصبحت مهدّدا بالموت المحقّق ، الليل كلّه أتوجع وأتألم والقيء لا يكاد ينقطع ، في الصباح وجدتني أختي في حالة مزرية فهالها ما رأت أسرعت إلى أمّي و أبي ، أمّي تنتحب و عويلها يملأ البيت ، أبي توجّه عند ابن عمّي الذي شغل سيارته فورا و مضيا بي إلى تسغليت قرب تاهلا ، امراة هناك تكوي بومزوي و بوصفار بالنار ، ، كوتني " الدّكتورة " أقعدني هذا المرض ثلاثة أيام و بدأت أتعافى شيئا فشيئا ، لكنّ العائلة لاتريد أن أكون بعيدا عن عنايتها وهكذا اتفقنا على مغادرة الدّراسة .......
نورالدين ، أنا الآن أنتظر الشّفاء التّام و بعد ذلك سأتوجه عند أجبّو في البيضاء ، الذي كلّفته أن يجد لي عملا ملائما ، أتمنّى أن لا يقلقك وضعي ، فالأوضاع تتغير مع الزمن ، و الله وحده يعلم أين الخير ، أمّا الإنسان فلن يفعل أكثر من قبول القدر .
أخي ، عليك بالصّبر على هذه الأخبار و اعتبرها شيئا طبيعيا ، كنت أريد أن أسألك إن كان "وحقي" أرسل لك رسالة ، وهذا عنونانه : ..... أتمنى أن تقوم بمراسلته فهو صديق نبيل يسأل عنك دائما ، وهذا عنوان أجبو أيضا .....

و السّلام .

هي الرسائل ما يجعلنا نعيش ، حين تحس الغربة والملل و يضيق صدرك ، تجد ظرفا هناك في انتظارك ، يملأ جوفك أملا ، يجعلك تحسّ أنك لست معزولا ، أنك تعني شيئا في هذه الدنيا الفسيحة التي تصرّ على أن تجعلك تتناهى عند اللاشيء ، عند زيارتي لعمر التقيت هناك العديدين ، سهرنا الليل كلّه حتّى الصباح . من هناك توجهت إلى بنسيمان ، دخلت البيت الجديد الذي اكتريناه قبل عطلة العيد ، منزل لا يعرف الهواء إليه سبيلا و رائحة قنوات الصرف تزيده اختناقا ، لن نقضي فيه غير أيام الامتحانات ، لم يستطع البيت الأول أن يحافظ علينا مجتمعين ، موشو و رفاقه تخلّوا عنّا و التحقوا بعصبتهم المذهبية ، اتفق الباقون على الانتقال إلى هذا البيت الزّنزانة ، حيث يسكن شباب آخرون من ماسّة ، كاد ابن تابيا يختنق في الليلة الأولى لكونه يعاني من الحساسية ، و بعدها ما بات في ذلك المرقد ، أنا أيضا لمرّتين استفيق بعد جهد جهيد ، و قد أثقل علي بوغطّاط ، أحسّ لكأنّ صخرة وضعت عليّ تخنقني و لا أستطيع الحركة ، أصرخ بلا صوت نائما لا أحد يسمعني ، ليست قلّة الأكسجين وحدها ما بعثرني ، بل لأكثر من ستّين ساعة لم أذق طعم النّوم ممّا أصابني بالإجهاد، في الصباح قمنا إلى الامتحانات .
في الملت أمضيت صيفا مريحا ، بدأت علاقة عاطفية جديدة بعد أن تزوجت تلك التي تبهج دنياي ، سلوى انتقلت منذ زمان مع أسرتها إلى المدينة و لم أعد أسمع عنها خبرا ، في تالوين أيضا هناك أخرى تنتظرني ، كنت أتخبط في علاقات كثيرة ، سرعان ما ينبطح قلبي ، عطش ما يجعلني أنجرف ، خواء ما في أعماقي يجعل الأنثى تصيبني بسهامها بسهولة ، هنّ عديدات فعلا لذلك سأطوي ملفّاتهن من اللّحظة ، هو ذلك الجانب من السيرة مقلق للكثيرين ، و إن كان له تأثيره البالغ ، شيء واحد أعرفه أنّني ما جلست مع بنت يوما و في نيتي أن أتلاعب بعواطفها ، رغم حرصي الشّديد ، أوجعت الكثيرات منهنّ ، و هذا يخزني وخزا مقلقا .

العام الثاني مصيري ليس كسابقه ، هذا العام مخصّص لمنهجية الموادّ و وجب هضمها ، و أيضا نخرج فيه إلى مدارس المدينة وننجز دروسا عملية ، كان درسي الأول قصيدة في اللغة الفرنسية ، أعددت وثائقي ، وصل الموعد ، قمت إلى السبورة ، زملائي يتخذون مقاعد في الخلف ، يؤطّرني أستاذ اللغة الفرنسية والمعلّم المطبّق ، قرأت القصيدة و شرحت مفرداتها و تم التّجاوب معي في أسئلة الفهم وتم ترديد القصيدة و تذوقها بشكل جميل ، لا أزال أحفظها إلى اليوم ، هي قصيدة تحتفي بالأم في عيد الأمّهات ، حين أنهيت درسي ، توجهت عند الأستاذ المؤطر والمعلّم المطبّق ، أشبعاني نقدا وانتقادا حتّى ظننت أنه لا يوجد مجرم على وجه الأرض أكثر منّي ، أين المشكلة ، إنها المذكرة ، ورقة التحضير ، كانت تحتوي أخطاء فادحة في الإملاء ، طيب ، شفويا أنت ناجح ، لكن كتابيا أنت فاشل بامتياز ، آلمني أنّني أعطيت الورقة لحجّوب ليصحّحها و كذا لزميلنا الثاني في الغرفة ، و كلاهما يحسنان اللغة الفرنسية ، غريب أن لا ينتبها لكلّ تلك الأخطاء ، أيضا ارتكبت خطأين على السّبّورة ، أحسست بانقباض كبير ، أحسست يومها أنّني لا أصلح لشيء ، لكن ما العمل ، النّاس في بلدتي ينتظرون منّي أن آتيهم معلّما و قد دبّ الحماس في الكثيرين يعلّمون أبناءهم بجدّ ، أسرتي ، عائلتي ، أصدقائي ، خصومي ، فتياتي ، ماهذا يا نورالدين ؟ أنت مجرّد فاشل لا أكثر ، حتى أنّني ذات يوم فكّرت في وضع حدّ لحياتي ، أحيانا ترى الدّنيا كلّها واقفة في وجهك ، لا شغل لها إلاّ أن توجعك ، لكن مع الدّروس الأخرى استرجعت بعضا عافيتي ، حتى وصل الأمر بالأستاذ نفسه أن نوّه بي و شجّعني ، هي الأيام هكذا ، لا تستقر على حال أليس هذا ما قاله عمر في رسالته .
في هذا العام اكتريت أنا وحجّوب غرفة قريبة من مدرسة المعلّمين ، خلف المقهى المطلّ على الشارع العامّ توجد ، حقيقة هي ملتصقة بالمقهى ، فصاحب المقهى في غرفة من تلك الغرف المصطفّة في هذا الفناء الواسع يسكن ، مدخل الفناء يوجد جهة زنقة أخرى . انفصلنا عن كوكبة تالوين ، والتحق بنا ذلك التاسع الذي فضل السباحة لوحده في السنة الأولى ، فتى فارع الطول ، فيلسوف من نوع خاص ، حتّى لكأنه يؤمن بأنه يعاني خللا نفسيا ، لكنه رغم ذلك حافظ لأبياته ، يعرف ماذا يريد و لا يترك شيئا للصدفة ، أنا و حجّوب تملأنا السذاجة والتهوّر و نحب الفوضوية ، صاحبنا منظم جدّا ، لذلك فنحن لا نشترك إلا النوم هنا وإعداد الأطعمة ، أنا و حجوب متسامحان ومتساهلان إلى أقصى الحدود . أذكر يوما تخاصم فيه حجوب و زميلنا لم أر حجوب غاضبا مثل ذلك اليوم ، أصلا أنا من ضمنت رفيقي لحجّوب ، هو عمل إنساني و في ذات الوقت معين لنا على مصاريف الكراء ، يومها وقفت في وجه و غضبت غضبا مريعا ، أنا أعرف حجوب تمام المعرفة أنه لن يظلم الرّجل ، نحن لا نظلم أحدا ولا نستصغر أحدا ، نحن صنف يتحدى من يراه أهلا لذلك و لا نتحدى المسالمين أو الضعفاء . رفيقنا فهم نفسه وانسحب ذات يوم دون أن يقطع علاقته معي رغم أنّني أعربت له عن أسفي العميق على تصرفاته ، و صارحته أنّني أقف إلى جانب حجوب ظالما كان أو مظلوما .
هي الأيام هكذا ، جاءنا طالب آخر ، فيلسوف آخر ، يقرأ بنهم لسلامة موسى ، في هذا العام قرأت كتيبين ، قبل السقوط لفرج فودة ، والإديولوجيا الباردة لكوسطاس بابيانو ، حجوب لديه مكتبة في بيته ، قرأ العديد من الروايات والعديد من الكتب ، كنت أقول لزميلنا الذي تخاصم مع حجّوب ، يوما ستقرأ لي كتابا حقيقيا ، كنت أكتب بعض المقالات في دفتر خاص ، و كنّا نقرأ جريدة لوبنيون ، و خاصة ملحق الشباب فيها . نرتاد مقهى الجوهرة ، هناك نتفرج على مباريات الدوريّات الأوربية و إقصيات كأس العالم ، هناك شربنا الكثير من كؤوس القهوة المرّة . نتابع الموسيقى الغربية في برنامج فضاء الروك الذي تبثه القناة الثّانية مع حمّاني . في هذه السّنة ، أحضر حجّوب قيثارة من تالوين ، يحبّ العزف ، تعلمت منه الكثير و أصبحت أصابعي تنتقل عبر التربيعات و تداعب الأوتار ، حجوب يحبّ الموسيقى الشرقية ، معه تعرفت على أمّ كلثوم و وردة و ميّادة و ماجدة الرومي ، وعبد الحليم ، أنغام الزمن الجميل .

في هذا الموسم كتبت العديد من الرسائل إلى عمر دون ردّ ، فقسوت عليه في الرسالة الأخيرة ، كان يجب أن تقدر ظرف صديقك يا نورالدين ، ما كان عليك التسرّع ، فمن شيمك العفو ، ألا تتذكر يوم تخاصمت معه في تالوين ، كنتما غريمين حقيقيين ، هل نسيت عندما جاء يوما يستفزك منشدا الأشعار ، يريدك أن تسمع و تنصت ، يريد أن يقول لك من تكون في هذه الدّنيا ، يريد أن يوصل لك رسالة ، أن الهناء وصفاء الذهن أحسن من اللّوز والجوز ، يريد أن يقول لك راحة البال والخلوة أحسن من حلاوة قد تعكرها الأحداث ، يريد أن يقول ليس مثلنا يتخاصمان ، يريد أن يقول ، و لو أنّك بعيد ، فأنت قريب ، يريد أن يقول ،لا أستطيع أن أتجاهل وجودك ، فإمّا أن نعود كما كنّا أو نعلنها حربا حقيقية ، أمّا التجاهل فلن يكون ، في ذلك اليوم نفسه عانقته وقلت له ، أتظن وحدك من يملأ الشوق جوفه ، هي الصداقة ، شيء غريب ، تقول بطلة رواية أندري روبير "لا أعتقد الحبّ يصل إلى درجة الحقيقة لكن تبقى الصّداقة أقرب إلى الحقيقة ."
ردّ علي عمر بهذه الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد .

صديقي العزيز

تحية من قلب فاض بالشوق إليك و آلمه المرض كما الفراق عنك ، في هذا اليوم المشرق من شهر رمضان المبارك آخذ قلمي لأعبر لك عن الفرحة التي تغمرني و أنا أكتب لك هذه السطور القليلة والمقلقة ، والتي تعبر عن حالة صديقك و كيف أهملت مراسلتك .
الحقيقة هي كما يلي يا صديقي، كان فراقنا في عيد الأضحى و كنت المسافر أولا وبعدك بعشرة أيّام ، سافرت بدوري إلى البيضاء رفقة أجبّو ، وبقيت هناك أربعة أشهر عملت خلالها خمسة عشر يوما فقط ، المشكلة لا تتعلق بقلة فرص الّشغل ، بل هو المرض ما قهرني ، رجعت إلى أورير بمناسبة زواج ....... ..... أنت تعرفها ، حضرت العرس وانتهى الأمر بذهابها إلى بيت زوجها . باختصار بقيت هنالك شهرا ونصف الشهر تقريبا قمت خلالها بزيارة مشعوذ آخر بأولاد برحيل ، حرقني حرقا كما العادة و أعطاني أعشابا متنوعة ، لكن حالي ازدادت خطورة ، فبطني منتفخ و لا أستطيع المشي و لا الجلوس و لا النوم ، ذهبت رفقة والدي إلى أكادير و من ثم أرسلني طبيب إلى مستشفى ابن رشد في البيضاء ، في البداية ظنّوا أن بطني يرشح ماء ، وبعد فحوصات أخرى اكتشفوا أن معيي الغليظ هو المصاب ، أجريت عمليّة جراحية و بتروا من معيي جزءا ، و جعلوا ثقبا على مستوى بطني ، و أصبحت منذ ذلك اليوم أحمل معي كيسا فيه أقضي حاجتي ، صديقك في حالة مؤسفة جدّا يا نورالدين ، لا أزال أتابع العلاج هناك ، خمسة أيام أقضيها في البيضاء من كلّ شهر و أعود إلى بلدي أولوز.

سلم على كافة الأصدقاء و كل أبناء تالوين .

صديقك المريض .

كانت الدّموع تنزل من عينيّ و أنا أكمل الرسالة ، كم أنت صعبة أيتها الحياة .
حان وقت الوداع يوم تسلّمت ديبلومي إيذانا بتطليق بنسيلمان ، كانت الامتحانات النظرية في المتناول و كذلك كانت العمليّة ، أحبّني مجموعة من التلاميذ في مدرسة ابتدائية معهم أجريت الامتحانات العملية بحضور لجنة المراقبة التربوية ، كتبوا لي مجموعة من البطاقات تشي بعلاقة عاطفية حميمة بين التلاميذ ومعلّمهم ، عيونهم كما عيناي كادت تسترسل في الدموع لولا أنّني ارتأيت أن أبدّل جوّهم بنشيد الوداع حفاظا على إشراقة وجوههم البريئة و حروفها الجميلة .
وصلت بيتي وهنّأني أبي و أمّي وجميع إخوتي ، و ارتسمت ملامح البهجة في قلوبهم ، كم هو جميل أن تزرع الحبور في وجوه من تحبّ. بعد استراحة قصيرة ذهبت عند صديقي في أولوز ، كانت لحظة صادمة حقّا حين وجدت عمر هيكلا عظميّا و قد أكل المرض وسامته ، و غارت عيناه في وجهه ، ماذا فعلت ياعمر لتكون هذه هي النّهاية ؟ لم المصائب تختار خصوبة الأرواح النبيلة مرتعا لجبروتها ؟ أي شيء فعلت لتستحقّ هذا المصير ، رغم ذلك عمر يواسي مصابي ، بضحكته الباشة ، بابتسامته النبيلة ، بروحه الطّاهرة ، وجدته يمتلئ أملا في الحياة ، وجدته مؤمنا بقدره ، وجدته مسلما حقيقيّا . يحكي عمر عن معاناته حين تشتد عليه الحال ، أرى الشموخ يتدفق من عينيه الذابلتين ، أرى عزّة نفس صامدة ، أرى الموت يحتلّ بدنه ببطء شديد ، أرى و أرى ، و ماذا سأرى إلا صديقي ينهار دون أن أستطيع فعل شيء يعيده إلى فتوّته ، عمر عجز الطبّ عن مداواتك ، عجز الكلّ عن رفع الألم عنك ، ماذا بقي ياعمر؟ يقول بإيمان : " الأمل في الله كبير " ما أروعك يا صديقي ، يا لحظي العظيم أن أحظى بصديق يواسيني في مصابه . حافظت على رباطة جأشي وتحاشيت أن أحسسّه بصدمتي ، و رفعت من معنواته المرتفعة أساسا ، حتّى غاب عن أنظاري فبكيت و بكيت طالبا من الله أن يريحه من عذاباته ، بعد أيام قليلة رجعت إلى بيته مرّة أخرى ، ضحكنا ضحك طفلين ، لحسن حظي كلّما جئته يكون في مزاج جيد ، فيستقبلني بروح مرحة يقوم برجليه الواهيتين يشاركني الطريق إلى باب بيته ، يعانقني مودّعا ، لست أدري أهو الوداع الأخير ، ربما تمنيت أن يكون الأخير ، و فعلا كان الأخير ، بعد أيام قليلة جاءني خبر وفاته .