عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2016, 06:24 PM
المشاركة 63
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هو الزواج إذن يا عمّي و بمن بشقراء ، يعلم أن لا أحد سيقول له لا ، لكن من باب الاحترام جاء يقنعهم باختياره ، سواء تعلق الأمر بأبي أو بوالديه ، في قرارة نفسهم لا يوافقون ، لكن ما العمل ، هذا عبد السلام ، وهذه حياته ، فليقدها كيف يشاء ، هل كانوا مقتنعين بضرورة ذهابه إلى الخارج ، في تلك اللحظة أيضا جاء وأقنعهم باختياره وغادر ، هو الأمر كذلك اليوم ، ستقنعهم وستغادر ، لم تعد العلاقات العائلية بتلك المتانة ، و لم تعد ثقافة العائلة تهمّ أحدا ، كل يجدف في زاوية ، كل يخطّط لوحده ، حتى التواصل يكون مستعصيا بين أفرادها ، تغير رهيب يقع في صميم بنية المجتمع ، يساعد على عزل الفرد عن محيطه القريب ، عن أصوله عن ثقافته ، لا أظن الأشياء جاءت صدفة ، و لم تكن حتّى حركية عادية للتاريخ ، و لا حتى طفرة في العلاقات الاجتماعية ، أظنها مؤامرة كبرى لاستعباد بني الإنسان ، هو الإنسان كلمّا تم عزله سهل غسل دماغه ، وهذا ما تفعله الدعاية كلّ يوم . كلّما تم عزله أحس بالوحشة أكثر ، و كلمّا أحسّ بالوحشة سهل امتلاك فؤاده ، سهل اللعب على عواطفه ، سهل دغدغة مشاعره ، سهل استقطابه ، للانتماء إلى العالم الجديد .
أنا أيضا أنتمي للعالم الجديد ، أرى زواج عمّي من الشقراء فخرا ، و تفتحا و إيمانا بقيم المدنية ، أصبحت مواطنا عالميا ، تستميلني صورة مايكل جاكسون ، و أحب مادونا و صبرينا ، أنا أيضا أحبّ أن أتواصل بالهاتف مع النّاس ، وأذهب إلى المخدع الهاتفي الجديد الذي تم إنشاؤه في تالوين . نضرب الأرقام جزافا أحيانا لعلنا نلتقي مع فتاة ما و الآلة تبتلع الدراهم .
حصلت على الشهادة ، صاحبي نفسه هو من سلّمها لي ، و أيضا قدم لي العديد من النّصائح و التوجيهات و غيرها ...، يا للعجب هم النّاس ينقلبون مئة وثمانين درجة ، لماذا لم تكن هكذا منذ البداية و وفرت عليّ وعلى نفسك كل ذلك الشّد . حصّلت على نقط جيّدة في الدورة الثّانية ، لكن في قرارة نفسي أظنني لا أستحق تلك الشهادة ، نفس الشعور الذي صاحبني في الابتدائي ، وجدته في الإعدادي و ها هو يتكرر معي الآن في شهادة الثانوي . لكن مع ذلك وجب إظهار الاحتفال ، إظهار الانتشاء للأقربين و للأصدقاء ، تتلقى التبريكات ، و التهاني ، تتفاعل مع المجتمع تتشرّب الزّيف بإتقان ، تلعب دورك ، أصبحنا نلعب أدوارا ، نحن لا نعيش ، نحن نمثل ، نبجل الزيف ، نقدّسه ، في رحابه نخشى على دواتنا من حقيقتها ، نحاول أن نظهر على نمط آخر ، نزيد من المساحيق ..... لا أستطيع تحمل هذا يا أصحابي .



نهاية الفصل الثّاني

رمضانكم مبارك و تقبل الله منكم الصيام والقيام .

و عيد سعيد للجميع


انتظروا الفصل الثالث بعد العيد بحول الله .