عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2013, 04:14 AM
المشاركة 28
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالصمد الحكمي
الشاعر السعودي أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن أحمد الحكمي
، من مواليد محافظة صامطة التابعة إداريا منطقة جازان في المملكة العربية السعودية سنة 1378 هـ - 1959 م ،له ابنان هما: محمد و عبدالمجيد و بنات ، حاصل على درجة الليسانس في اللغة العربية .
عمل في السلك التعليمي مدة خمس وعشرين سنة معلما في المرحلة المتوسطة فمشرفا تربويا فموفدا خارج المملكة فمعلما في المرحلة الثانوية فوكيلا حيث أنهى بمحظ إرادته مشواره العملي بقرار التقاعد المبكر في 15/1/ 1427هـ ، وهو من بيت علمٍ و ديانة مشهور ، فشيخ الإسلام حافظ بن أحمد الحكمي صاحب (معارج القبول شرح سلم الوصول) هو الشقيق الأصغر لوالد عبدالصمد،و هو خفيف الظل حاضر الفكاهة.

لم يصدر له حتى الآن ديوان شعري ، وأكثرُ إنتاجه الشعري متوفرٌ في ثنايا المنتديات الأدبية وبعضه تم نشرُه في الصحف السعودية .

شارك في العديد من الفعاليات والأمسيات الشعرية ضمن برامج النادي الأدبي بجازان.
عرفت الأستاذ عبدالصمد الحكمي لأول مرة في منتديات (التوباد) الذي يملكه الشاعر محمد الشدوي ، و من أعمال الحكمي:
1.قصيدة(
احتراقٌ على بوابة الرعد):

عِدِيْنِي خلافَ البرْد إذ أمْحَلَ الوعدُ
فَذاتَ خريفٍ قد يُخاتِلُنا الرّعدُ
ويبْغَتُنا برقٌ يزُفّ حناجري إليكِ
صدىً يمتدُّ حينًا ويرتَدُّ
ولا تعْجبيْ إن عشتُ نِضوَ حرائقٍ ولم أتشوّهْ
لم يَطَلْ هامتي جَهْدُ
إذا أنا لم أَنثُرْ دفاترَ خيبتيْ
وخلْفَ كُوى أضلاعها لم يَشِ الوَقْدُ
أرى السِّرَّ في الرمضاءِ تُرْقِص حافيًا
و تَصْدِيَةِ الأضراسِ يُطْرِبُها البردُ
بريقُكِ كم غالطْتُ فيهِ فَراستي
وأجنحتي تترى تروحُ ولا تغدو
وعطرُكِ كم تاقتْ لفحواهُ صَبْوتي
فعانقني شوكٌ ، وواعدني وَرْدُ
وللريحِ كم أسلمتُ حُلْمَ مراكبي
فلا مُدُنٌ وافَتْ ، ولا ساحلٌ يبدو
وفي الشاطئ المأزومِ حارت زواجريْ
فلا الجزرُ محمودٌ لَدَيْه ولا المَدُّ
أرى الصقرَ في العلياءِ يُمْسي على الطَّوى
وثَمَّ بُغاثُ الطيرِ مِن ترَفٍ تشدو.

2. قصيدة ( كاتمة الأشواق):
أثارتْ بهمستها الناعمةْ
شؤونَ هوىً خِلتُها نائمةْ:
أخافُ إذا غِبْتَ يا سيدي عليكَ
من الغُرْبة القاتمةْ
ويَسْكُنني الأمنُ
حين أراكَ تُسقّي عنادلَك الفاغمةْ
وكان على بوحها نَبْرةٌ
تُذيعُ أحاسيسَها الواجمةْ
فأومأتُ بُثي إليّ هواكِ
أيا مَن لأشواقها كاتمةْ
وهُبِّي اجرحي صَمْتَ هذا الدُّجى
بِرِعْدة أحلامِك الغائمةْ
وهيا لكي نتساقى المنى
إذا شَعشعَ الصبحُ قلنا: لِمَهْ؟
فما بين ضلعي وضلعي جُذىً
تَشِيْ أنها ثورةٌ قادمة
أرى قمرَ العشقِ
أنْشَأ يُحصيْ بأوراقه المُهَجَ الهائمةْ
رجوتُكَ يا بدرُ ضَعْ مهجتَيْنا يمينًا
على أَوّلِ القائمةْ.
3.قصيدة(بين ذمم الحياة):
وصَبيّةٍ لم تبلغ العِقدا
حَفرَ الشقاءُ بمهدها لحْدا
البؤسُ تفضحُه ضفائرُها
والجوع يُذوي الوجهَ والقدّا
فُسَح الصِّبا ضاقت بصبْوتها
والأفْقُ يبدو شاحبًا صَلْدا
وعلى المحاجر فيضُ أسئلةٍ
مكلومةٍ تتمحّل الفَقْدا
أتْرابُها يلهون في دَعَةٍ
والعيشُ يُقْبِلُ نحوَهم رَغْدا
طافت على الطرقات أعينُها
لم تُلفِ بين لِداتِها نِدّا!
فَأَوَتْ لحِضنٍ ما لمحتُ به
دفئًا يُحَنّ له
ولا برَْدا
الأمُّ خلْف ذهولها جُمَلٌ
قطعَتْ على كتمانها العهدا
نَظَرتْْ إليّ وفي المدى سَفَرٌ ، كَلَلٌ
على سنواتها امتدّا
الموتُ يسكنُ كلّ زاويةٍ
في هيكلٍ ذَبَحتْ به الوعْدا
طيف الفنا شبَحٌ يطاردِها
كرِهَتْه إذ يقتاتُها سُهْدا
أرْختْ إليّ عناءَ راجفةٍ
لم تَلْقَ دُونَ هَوانِها بُدّا
فنقدتُها والقلبُ مُنكفئٌ

غُصَصًا
أعُدّ نِثارها عدّا
ومضيتُ
دربي لا يلمُّ سوى ذممِ الحياة وموتِنا الأجدى.

3.قصيدة( إغضاء الكبرياء):
وطنٌ للريح خَطْوي و دمائيْ
وإلى آفاقِكِ القُصوى انتمائيْ
وعلى جَفنِيْ تَنامَى هاجسٌ
ينتهي فَقري إليهِ و ثَرائيْ
أَرسُمُ المزنَ على ثغري ضُحىً
وإلى شهوته أُهدي مسائيْ
ظاعنًا غامتْ دروبي
والمدى غبشٌ والأفْقُ مسلوبُ التَّرائيْ
إيه يا قِبلةَ أياميْ ويا رعدَ أحلاميْ
ويا سُكْنى دمائيْ
أنتِ يا أعذب دفقٍ في فميْ
أنتِ يا أصعب حرفٍ في هجائيْ
يا مسافاتي التي أُرهِقُها سَفَرًا
جاعَ على فِيْه ندائيْ
يا ضجيج العطر في بُرعُمِهِ
يا انثيالَ النُّور في فجْر رجائي
هاكِ من نُوط فؤادي مِزهرًا
فاعزِفي في حفلنا لحنَ وفائي
أسمِعيهم كلما عزَّ الرضا:
أنا إن أُغضي سَلُوا عن كبريائي
فوق أنفي تَتَمطّى الشمسُ وَسْنى
وعلى الغيمِ جرى فضلُ ردائي.

4.قصيدة(لمن ندشن قتلانا):
نارُ المعادين أم بردُ المحبينا
هذا الذي نصطليه في فلسطينا ؟
يأسُ الجوابات عيبٌ لا يزال بنا
حتى نيممَ شطرَ الله راجينا
فتّشتُ في شَفة البارود عن لغةٍ
غيرِ التي من زعاف الموت تسقينا
فما وجدتُ سوى فوضى
تُشيّعني حيَّ العروق ، وأكفانٍ تُعزّينا
في القلب وجهان :
ميراثٌ نقلّبه ذاتَ الحياة فتستحْيي مراثينا
وحاضرٌ نكثتْهُ الريحُ
يَقْلبُنا ذاتَ الشتات ، ويبقينا قرابينا
ما بين بغدادَ والأقصى
مطيتُنا صوتٌ وناصيةٌ ترجو الشياطينا
عطشى نكثّف رجْعَ الحُلم أسئلةً
جوعى اليقين تغذيها أمانينا
يا رُبّ ثاكلة خطّت سواجمُها
دربًا إلينا ولم تبلغ نواصينا
باتت على وجعٍ تجْترّ خيبتَها
تقيأتْ أمّةً شعبًا سلاطينا
ما كان غزةُ إلا في مجالسها
وفي شوارعها جئنا ملايينا
( بالروح بالدم ) ملءَ الأرض نشعلُها
وملءُ أرواحنا دنيًا تُطفّينا
أبالشعارات لا صوتٌ يبارزنا
وفي النزالاتِ لا همسٌ يوازينا؟
حتّام تخدش وجهَ العمر كذبتُنا
و للمساحيق شأنٌ في نوادينا ؟
يطفو الشقاق على أنفاسنا ، ولنا
في كل ذائعةٍ مغزىً يجلّينا
دُمىً تُحركنا الأمواجُ تعبئةً
وفي مرافئنا نُخْلي المضامينا
لمن ندشّن قتلانا ؟
وفي دمنا تَخثّر الريحُ يرموكًا وحطينا
لمن نروّج جرحانا ؟
وقبلتُنا أمرٌ نرقّعه زورا وتلقينا
لمن نسوّق أسرانا ؟
وما برحت كلُّ الدكاكين أطماعَ المرابينا
( متى ) ؟ وبعثرتُ في أرجائها تعبًا
يمتد في جسد التاريخ سِتّين.

5.قصيدة(عُمْر):
شُموخُ زَهْوِكَ لم يَطْرِف له هدَفُ
وصوتُ ذِكرِكَ لم يُخنَقْ به شرَفُ
رَوّيتَ من تَرَف الآلاء شهوتَها
تلك السنينَ
فما يُزري بها الشَّظَفُ
وسِرْتَ في موكبٍ رفّ الضياء له وِرْدًا
وما زار مسرى عزِّكَ السَّدَفُ
إني رضيتُ به عُمْرًا أَقَرُّ به خِدْنًا
إذا في المسير الصحبةُ اختلفوا
أخجلتُ فيه نواقيسَ الظنونِ
فما ظنٌّ أحاط بما أنوي وأقترِفُ
زَوَيتُ كلَّ طُموحٍ دونَ غايتِه ماءُ الجباهِ مُراقٌ
هكذا ألفوا
يا ويحهمْ
وَرِمتْ في القاع أرجُلُهم
أما السحابُ فما طالوا ولا شَغُفوا
إذا المروءاتُ جفّتْ في موائدهمْ
ألفيتُني أحتسي منها و أغترفُ
السفْحُ ملعبُ من أغضَوا متى طعموا
إذا الأباةُ على هام الإباء غَفُوا
يا عُمْرُ ما مضّني إلا الفؤادُ
متى حوراءُ عنّتْ هضيمٌ كَشْحُها تَرِفُ
يا عُمْرُ سجِّل على جفنيكَ أمنيةً
ختامُك الحُسْنُ لا زيغٌ ولا خرَفُ.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا