عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2013, 11:33 PM
المشاركة 24
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بندر الصاعدي
يحدثنا الشاعر السعودي بندر الصاعدي عن ملامح من حياته قائلاً:
أنا بندر بن نفاع بن هليل بن ناجي الصاعدي الحربي من مواليد المدينة النبوية اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى لعام ألف وأربعمائة, درست المرحلة الابتدائية في مدرس أنس بن النضر رضي الله عنه ثم المتوسطة في مدرسة سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه ثم الثانوية في مدرسة طيبة ثم درست في كلية إعداد المعلمين بالمدينة المنورة وتخرجت منها عام ألف وأربعمائة وستة وعشرون للهجرة حاصلا على شهادة البكالوريوس في تخصص الرياضيات.
- عيينت معلما عام 1428هـ في إحدى مدارس قرى محافظة الرس ونقلت من بعد إلى قرية تابعة للمدينة المنورة ولازلت أعمل فيها حتى كتابة هذه السيرة.
- بدأت قرض الشعر عندما كنت في المرحلة الجامعية ولم يسبق لي أن كتبت شعرا فصيحا من قبل, وقد تعرفت على بعض شعراء الجامعة أواخر أيامي فيها.
- مثلت الكلية آن ذاك في إحدى ملتقيات كليات المعلمين على مستوى المملكة وحصلت على المركز الثاني في مجال الشعر عن قصيدتي"أعود نعم للشعر" والتي ألقيتها في الحفل الختامي للملتقى.
- شاركت في حفل تكريم الدكتور فائز بن عبدالله الفائز وكيل كلية المعلمين بالمدينة آن ذاك بقصيدتي"عيون الغواني دون أهدابها الأسر".
- تنقلت بين المواقع الأدبية في الشابكة العنكبوتية ومن بينها رابطة الواحة الثقافية والتي شرفت بالانتماء إليها عضوا مشاركا منذ انطلاقتها ولا زلت .
- ليس لدي أى حضور أدبي أو نشاط يذكر في المانشط الأدبية غير أني أطمح حاليا إلى إنجاز عملين أدبي وتعليمي شعري.
- ليس لدي أي ديوان شعري ولا زالت فكرة نشر ديوان شعري ورقي بعيدة عن اهتماماتي.
- أتمتع كغيري من الشعراء على الشابكة بعلاقات طيبة مع مختلف الشعراء مشهورين كانوا أو مغمورين أمثالي.

قلت: تعرفتُ على هذا القلم الجميل و الشاعر المبدع في منتديات الواحة الثقافية التي يملكها الشاعر سمير العمري ، و مما أختاره من شعره:
1.قصيدة (في معرض الكتاب):

فِي مَعْرِضِ الكِتَابْ
للنَّاشِرينَ سَاحَةٌ كَثِيرَةُ القِبَابْ
أَجْنِحَةٌ مُفْعَمَةٌ ..
يُعْرَضُ فِيهَا كُلُّ مَا لَذَّ وَطَابَ جَنْبَ مَا بَذَّ وَعَابْ
فِي المَعْرِضِ الأَفْكَارُ وَالأَسْرَارْ
المَالُ والعُمَّالُ وَالأَطْفَالُ والنِّسَاءُ والشِّيبَانُ والشَّبَابْ
الليلُ والنَّهَارْ
الصَّحْوُ وَالغُبَارُ
والكِنَاسُ وَالآجَامُ والأوكارْ
وَفِيهِ تَسْرَحُ الغُزْلانُ وَالقَطَا مَعَ الأُسُودِ الذِّئِابْ
لَكِنَّمَا مِمَا يَرَاهُ يَحْذَرُ الجِدَارْ
**
فِيهِ حُقُولٌ جَاوَرَتْ ثِمَارَهَا أَقْذَارْ
فَاعْصِرْ كَمَا تَشَاءُ في الأَكْوَابِ..
وَارْتَشِفْ كَمَا تُرِيدُهُ الشَّرَابْ
فِيهِ المُكَيِّفَاتُ والمُلَطِّفَاتُ وَالبَخَّورُ ..
لَمْ تَحَارِبِ الذُّبَابْ
غَيْرَ ذُبَابٍ جَالَ فِي الأَسْيَابْ
فِيهِ السَّوادُ غَائِظٌ بِيْضًا وَلا عُجَابْ
كَذَا يَغْتَاظُ عِنْدَمَا يَفْقِدُ لَوْنَهُ الغُرَابْ
**
فِي مَعْرِضِ الكِتَابْ
أَرْوِقَةٌ لِلْمُقْتَنِينَ ضُيِّقَتْ لَتَنْعَمَ الأَجْسَادُ فِي تَلاحُمِ الوِدَادْ
دَخَلْتُ فِي سَاحَتِهِ مِنْ أَفْخَمِ الأَبْوَابْ
قُمْتُ بِجَوْلَةٍ عَلَى المَعْرُوضِ فِي الرُّفُوفْ
أقَلِّبُ الكِتَابَ وَالعُلُومَ وَالآدَابْ
أَطَيلُ عِنْدَ بَعْضِهَا الوُقُوفْ
بَيْنَا أَنَا ..
دَهَتْ يَدِي آخِذَةٌ بِهَا إِلَى مَصَارِعِ العُشَّاقْ
كَحِيلَةٌ تُصِيبُ بِالجَوَى وَلا فُوَاقْ
أَسْلَمْتُهَا نِفْسِي إِلَى حَيْثُ تُرِيدْ
فَإِذْ بِنَا فِي جُنَّةٍ جَنِيَّةِ الأَطْيَابْ
فِي يَدِهَا قَائِمَةٌ تَضُمُّ أَسْمَاءَ كُتُبْ
هَذَا مُفَكِّرٌ مُزَخْرِفٌ يُطَوِّرُ العَرَبْ
وَتِي رُؤَى وَفَلْسَفَاتُ فَيْلَسُوفٍ مُنقِذٍ أَحْوَالَنَا مِنْ العَطَبْ
وَذَا دِيْوَانُ مُحْدِثٍ مُجَدِّدٍ..
وَذَي رِوَايةٌ سَمَتْ عَلَى رِوَايَاتِ الأَدَبْ
وَذَا ..., وذَا ...
قُلْتُ: كَفَى ..
مَا شَأْنُهَا وَشَأْنِي
وَإِنَّما كُونِي مَعِي .
قَالَتْ: بِشَرْطٍ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا بِمَا حَوَتْ .
قَلْتُ : وَهَلْ لِي حِيلْةٌ ..
بَعْدَ الذِي فِي مَعْرِضِ الكِتَابِ يَا بِنْتَ العِنَبْ !
قَالَتْ: أَرَاكَ عَارِفًا بِأَمْرِهِ ؟
قُلْتُ: الجَمِيعُ عَارِفُونْ .
لَكِنَّمَا "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبْ"
وَمَنْ يَكُونُ فِي فَسَادِنَا السَّببْ
وَمنْ يَدُسُّ السُّمَّ فِي شَهْدِ الكُتُبْ
وَمنْ يُرِيدُ الفِسْقَ والإِلْحَادَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ..
بَلْ وَفِي جَزِيرَةِ العَرَبْ.
2. قصيدة (عديني فقط):
عديني بوصلٍ
عديني فقطْ
حروفي انمحتْ منْ عليها النقطْ
عديني ليضحَكَ للحبِّ سنّي
وأرسمَ للوعدِِ ألوانَ فنّي
أغنّي .. أغنّي
وأعزفُ بالشوقِ أوتارَ لحني
عديني بوصلِ أعيشُ بهِ
أموتُ لهُ
وأحيا بشوقٍ إلى المنتهى

***
عديني ليُصبح وعدُكِ شمعةْ
تخيطُ بأهدابها هاجسي
وتدفئُ بردَ الليالي إذا
ارتعشتُ حنيناً إلى المدفأةْ
عديني فقطْ
ليبتسمَ الصبحُ في ناظري
ويغفو الألمْ
عديني عديني ولوْ كذْبةً
تبددُ تيهَ المسيرِ وتختلّقُ الوقتَ حلماً لكي أتبعَهْ
فمهما نأيتِ أكون معَهْ
أمشّطُ لليلِ أذيالهُ
وأنفضُ جفنَ المنامِ ليصفى من الأغبرةْ
فأرمقُ أبسطةَ الساهرينْ
أسامرُ بعضي وأركنُ وحدي ولستُ كذالكْ
فأنتِ معي
***

عديني فقطْ
ليمخرَ في خاطري قاربٌ
ومنْ مقلتيكِ لهُ الأشرعةْ
أكابدُ في رحلتي السهدَ ريحاً تلي المعمعةْ
ويمشقُ برقُ النعاسِ جفوني
وتدوي الرعودْ
كأنّي بها لا تريدُ الوعودْ
فأنحو أشبّثُ كلَّ يقيني
بأوتارِ يومٍ
وأوتادِ وعدٍ
لكي يصدقَ العمرُ في عيشهِ
ويخدعَ شجوَ التشاكي المبينْ
فمهما تمنّى فؤادُ الحنونْ
بغفوةِ طفلٍ هدتْهُ السنونْ
إلى حضنِ أمٍّ تداري ابنها
كأنّهُ غافٍ على جفنها
يكونْ القدرْ
كما شاء ربُّ العبادِ لهُ
***
عديني وطوفي بأقدامِ حبّي مساعي الربيعْ
لأهمسَ بالعشقِ بين الورودْ
وحومي بأجنحةِ العينِ فوقَ مدارِ الصقيعْ
لألتقطَ العذبَ بين البردْ
وسيري لسعيكِ صوبَ السعادةْ
لتنعمَ روحُكِ أينَ استكانَ فؤادكِ كيفَ استحلَّ المكانْ
ليهدأ جفنُكِ من جهدِ ما تحتويهِ الصورْ
فيأتيهِ لهثاً بحلمِ الطفولةِ ضوءُ القمرْ
فنامي وأعطي شفاهَكِ للنحلِ دون وجلْ
ليرقص يعبقُ دونَ خجلْ
فيجنحُ لي بالأماني يذيبُ لذيذَ العسلْ

عديني فقطْ
عديني فقطْ
لأرسمَ فوقَ حروفي النقطْ .


3.قصيدة ( أَعُودُ نَعَمْ للشِّعِرِ)
بَدَتْ لَكَ كَلْمَى تَشْتَكِي كَفَّ مَنْ أَدْمَى=حَشَاهَا فَلمْ تَسْطِعْ لْجُرحٍ بِهَا لَأْمَا
بَدَتْ لَكَ لَمَّا أُبْتَ قَصْدَ امْتِطَائِها=وَقُبلُ حَسِبْتَ العَيْشَ مِنْ دُوْنِها سِلْمَا
خَضَعْتَ لَهَا قَسْرًا وَإِنْ شَقَّ نَهْجُهَا=فَأَقَسَى مِنْ التَّسْهِيدِ لِلْعَيْنِ أَنْ تُعْمَى
وَبَذْلُ نَفِيسٍ يَدْفَعُ الشرَّ نِعْمَةٌ=لِأمَنِ الفَتَى مَا شَقَّ لَا رَاحةُ النُعْمَى
أْلَا إنَّ أَلْفًا مِنْ خُصُومِكَ هَيِّنٌ=عَلِيكَ وَلَا تَلْقَاهُ مِنْ نَفْسِكَ الخَصْمَا
فَسْيفُكَ مَثْلُوماً غَدَا حَيْنَ عِفْتَهُ=مِرَاساً فَأَمَّا التِّرْسُ لَمْ يُوْقِكَ السَّهْمَا
وَكُلُّ قَدِيمٍ أَتْلَفَ الدَّهرُ مُبْدَلٌ=بِأَفْضَلَ إِلا النَّفْسَ مَا لَمْ تَرُمْ عَزْمَا
تَحَرَّى فَمَا غَارَتْ عَلَى المَرْءِ قُوَّةٌ=أَعَدَّ لَهَا أَقَوى وَقَدْ حَصَّنَ المَرْمَى
فَإيهٍ أَيَا نَفْسِي تَمَطَّيْ عَزِيزَةً=وَإِيهٍ أَيَا قَلْبِي أَحِدْ ذَلِكَ الهَمَّا
وَإِيْهٍ أيَا عَيْنِي السَّمَا تِلْكَ فَانْظُرِي=وَإِيْهٍ أَيَا أَنْفِي الرُّبَا عَطّرَ الشَّمَّا
أَعُودُ نَعَمْ, للشِّعْرِ أُزْجي قَصَائِدِي=وَأُخْلِفُ وَعْداً قَدْ قَطُعْتُ فَمَا تَمَّا
لِأجْلِ كَرِيمٍ بلْ لِكُّلِّ أَخٍ سَمَا=فَذَا قَمَرٌ يَزْهُو وَذَا يَمْتَطِي نَجْمَا
فَدَاْكُمْ بَلا زَيْفٍ فَؤَادٌ وَمُهْجَةٌ=عَلى الدِّينِ والأَخْلَاقِ خَلْفَ التَّقَى ائْتَمَّا
فَدَتْكُمْ قَوَافٍ تَسْتَعِيرُ مِنْ الدِّمَا=حُرُوفًا وَمَنْ نَبْضِ الفُؤَادِ لَكُمْ نَغْمَا
لِأَجْلِكَ يَا مَنْ بِالجَمَالِ تَجَمَّلَتْ=أَفَانِينُ دَوْحِي مِنْهُ إِذْ أَحْسَنَ الرَّسْمَا
لِأَجْلِكَ أَسَقْي الشِّعْرَ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ=وَإِنْ غَصَّ حَلْقِي بِالرَّوَافِدِ أَوْ أَظْمَا
وَلكِنَّ لِي حَقًّا عَلَيْكَ أَلَأ اقْضِهِ=وَلَا تَبْتَئِسْ مِمَّنْ أَرَادَ بِنَا ذَمَّا
فَعُدْ أَنْتَ أَنْتَ الشَّهْدُ والمِسْكُ والسَّنَا=وَأنْتَ جَمَالٌ لَا يَرَاهُ الفَتَى الأَعْمَى
وَأَنْتَ بَصِيرٌ بِالأُمُورِ تَسُوسُهَا=وَكُلُّ عَظِيمٍ لَا يَقُودُ سِوَى العُظْمَى
فَحَولَكَ صَحْبٌ قَدْ عَهِدْتَ فَعَالَهُمْ=كِفَاءٌ فَهَلْ تَرْضَى لِمَحْفَلِهِمْ هَدْمَا!
مَسِيرَتُنَا تَبْقَى وَيَبْقَى رِجَالُهَا=وَيَحْفَظُهَا الرَّحْمَنُ مِنْ بَغْيِ مَنْ هَمَّا
فَعُدْ رَاضِيًا لَا تُلْقِ بِالًا لِكُلِّ مَنْ=أَرَادَ عَلَى جَورٍ لِشَوْكَتِنَا وَصْمَا
وَعُدْ سَالِمًا مِنْ كُلِّ غَبْنٍ وَغُصَّةٍ=وَلَا تَكْتَرِثْ مَا لَمْ تُصِبْ في ِالوَرَى إِثْمَا
فَكُلُّ كَرِيمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الوَرَى=وَإِنْ كَدَّرُوا مَاءَ السَّحَائِبِ وَاليَمَّا
فَطُهْرُ الفَتَى قَلْبٌ تَعَلَّقَ بِالتُّقَى=وَعَقْلٌ يَسُوقُ الرُّشْدَ وَالعِلْمَ وَالحِلْمَا
وَنْفَسٌ عَلَى مُرِّ الزَمَانِ صَبُورَةٌ=وَرُوحٌ تَرَى نَورَ الفَضَاءِ لَهَا جِسْمَا
وَطَبْعٌ تَجَلَّى لَمْ تَسُؤْهُ خَلِيْقَةٌ=تَوَشَّحَ بِالقُرْآنِ وَالسَّنَّةِ العُظْمَى
أَلَا إِنَّ عَيْبَ المَرْءِ فَلْتُ لِسَانَهِ=هَوًى يُلْحِقُ النَّاسَ المَذَمَّةَ والشَّتْمَا
وَكُلُّ ذَمِيْمٍ إِنْ ذَمَمَتَ فَمِثْلَهُ=وَمَنْ يَذْمُمِ النَّاسَ اسْتُذِمَّ وَمَا ذَمَّا
فَمَا نِلْتَ مِنْ طَوْدٍ بِرَجْمِكَ سَفْحَهُ=عَلَى سَفَهٍ يُضْنِيكَ بَلْ زِدْتَهُ حَجْمَا
وَصَمْتُ الفَتَى حِلْمًا إِذَا ضِيمَ حَقُّهُ =كَمِسْكٍ عَلَى الأَخْلاطِ يَطْغَى مَتَى نَمَّا
فَمَا عَابَ نُورُ الشَّمسِ حُجْبُ غَمَامَةٍ=وَلَا البَدْرُ مَنَقُوصَ الكَمَالِ إِذَا غُمّا
يَغِيبُ أَخُو الأيَّامِ عَنْ عِيْنِ أَهْلِهِ=وَيُبْقِي لَهُمْ مِنْ حُسْنِ أَخْلَاقِهِ وَسْمَا
وَيَبْلُغُ صُوْتُ المَرْءِ بِالرِّفْقِ غَايَةً=وَيُكْرَهُ لاَ جَدْوى يُثِيرُ إِذَا أَصْمَى
وإِنْ سَمَتِ الأَفْكَارُ فِي نَهْجِ طَرْحِهَا=فَحُسْنُ سَجَايَا المَرْءِ مِنْ طَرْحِهَا أَسْمَى
فَما العَذْبُ مَشْرُوبًا وَإِنْ أَنْتَ ظَامِئٌ=بِقِرْبَةِ مَنْ أَلْفَيْتَهُ يُفْرِغُ السُّمَّا
وَلكِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِن شِيَمِ الفَتَى=يَعِيْشُ بِهِ شَهْمًا وَيرْدَى بِهِ شَهْمًا
.

4. قصيدة (أَقِلْنِي مِنْ المَدْح)
عُيُونُ الغَوَانِي دُونَ أَهْدَابِهَا الأَسْرُ=مَتَى تُبْدِ لِلْعُشَّاقِ وَمْضَ الهَوَى يَسْرُوا
فَأَيَّتُهَا لِلْسَّتْرِ قَرَّتْ بِعَاشِقٍ=وَأَيُّ أَسِيرٍ فَكَّ أَغْلَالَهُ المَهْرُ
وَأَعْجَبُ مِنْ صَبِّ العُيُونِ صَبَابَةً=عَشِيقُ عُلُومٍ شَاقَهُ لِلْعُلَا السِّفْرُ
يَقَرُّ بِنَهْلِ العِلْمِ مَا طَابَ نَبْعُهُ=يَكَحِّلُهُ سَطْرٌ مُكَحِّلُهُ الفِكْرُ
وَكُلِّيَّةٌ مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهي النُّهى=رُقِيًّا لَنَا فِيهَا وَفِينَا لهَا ذِكْرُ
أفَاضَتْ عَلِينَا سَائِغَ العِلْمِ, كُلَّمَا=أَجَزْنَا بِهَا نَهْرًا جَرَى آَخَرٌ غَمْرُ
وَخَيْرُ وَكِيلٍ مَا عَلِمْتُ بَقَدْرِهِ=وَكِيلًا وَأُسْتَاذًا إِذَا ذُكِرَ القَدْرُ
هُوَ الفَائِزُ المُوفُورُ بِالخِيرِ, والثَّنَا=لَهُ وَافِرًا مِنَّا وَمِنْ رَبِّنَا الَأَجْرُ
مَنُوطٌ بِطِلَّابِ العَلى وَشُئُونِهِمْ=قَرِيبٌ إِلَيْهِمْ مَا يُعَثِّرُهمْ أَمْرُ
تَقِيٌّ نَقِيٌّ طَاهِرُ القَلْبِ فَاضِلٌ=بَشَوشُ المُحَيَّا مَا الأَزَاهيِرُ مَا الفَجْرُ
كَأَنَّكَ مَعْنِيٌّ بِهِ وَهَو مَنْ عَنَى=إِذَا رُمْتَهُ فِي حَاجَةٍ مَا لَهُ سِتْرُ
نَصُوحٌ حَرِيصٌ مُسْتَحِثٌّ مُوَجِّهٌ=أَبٌ وَمُرَبٍ فِي سَمَاحَتِهِ البِشْرُ
أَفَاضَ عَلَى أَبْنَائِهِ مَاءَ فَضْلِهِ=بِأَرَضِ زُرُوعٍ حَيْثُمَا أَنْبَتَ البِذْرُ
أَلَا يَا بْنَ عَبْدِ اللهِ دُمْتَ مُرَبِّيًا=فَنِعْمَ الوَكِيلُ البَاذِلُ الخَيْرَ وَالذُّخْرُ
مَقَامُكَ مَيمُونٌ وَعَهْدُكَ مُشْرِقٌ=وَسَعْيُكَ مَحْمُودٌ وَمَوْطِئُكَ التِّبْرُ
دَؤُوبٌ عَلَى الإِنْجَازِ بَاذِلُ طَاقَةٍ=مُيَسِّرُ_بَعْدَ اللهِ_ مَا أَمْرُهُ عُسْرُ
وِإِنْ كَانَتِ الأَمْجَادُ تُشْقِي رِجَالَهَا=كَدَحْتَ لَهَا كَدْحًا وَشِيمَتُكَ الصَّبْرُ
بِمِثْلِكَ يُنْدَى العِلْمُ وَالبَذْلُ وَالهُدَى=وَيُشْحَذُ عَزْمُ النَّاسِ مَا وَنِيَ الدَّهْرُ
يَدَاكَ لَنَا بَيْضَاءُ تَبْنِي إِلَى العُلَا=كَأَنَّ سَنَاهَا فِي عُلا بَنْيِكَ البَدْرُ
أَقِلْنِي مِنْ المَدْحِ الذِي أَنْتَ أَهْلُهُ=فَفَضْلُكَ لَا يُوْفِيهِ نَثرٌ وَلَا شِعْرٌ
أَتَيْتُكَ بِالمَقْرُوضِ مِنْكَ إِلَيْكَ لَمْ=أَخُطَّ سِوَى بَعْضَ الذِي أَثَرَ الذِكْرُ
فَإِنَّكَ مِنْ رَكْبِ الأُلَى ائْتَلَقُوا هُدَىً=مُشِعًّا وَفِي خَيرِ الأُمُورِ لَكَ الصَدْرُ
تَخَيَّرْتُ مِنْ بَيْنِ البُحُورِ طَوِيلَهَا=فَيَا لَكَ مِنْ دُرٍّ بِهِ قَدْ طَمَا البَحْرُ
مَحَاسِنُ أَهْلِ العِلْمِ تَبْقَى عَظِيمَةً=يُنِيرُ بِهَا مَا مُدَّ بِالمَدَدِ الحِبْرُ
وَإِنَّ الفَتَى إِلَّمْ يَرَ الدَّهَرُ صُنْعَهُ=وَإِنْ شَاخَ فِي دُنْيَاهُ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ
فِللهِ دَرُّ المُحْسِنِينَ إِلِى الوَرَى=وَلِلسُّوءِ مَنْ ألْفَاهُمُ مَالَهُ دَرُّ
وَحَسْبُكُمُ مَنْ شَرَّفَ الشِّعْرَ ذِكْرُهُ=فَإِنَّ ثَنَائِي مِنْ مَنَاقِبهِ نَزْرُ

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا