الموضوع: عبقرية السقوط
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2012, 10:25 PM
المشاركة 4
عبد الله المنصور
عبــــدٌ مِـــــــنْ عِــبـــــادِ الـلـــــه "عَـبَــــــــــــــــــــــــــــث"

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حين تسقط الأشياء إلى الأسفل، لن تتوقف حتى تصطدم بالقاع..‏
الذكاء هنا، أن تتكور على نفسك ككرة صوفية، فتخفف قوة وزخم السقوط،وأن تدرك عبثية المقاومة ولا جدوى التمسك بأي شيء حولك.. إذ يصيب كل ما تلمسه لعنة السقوط فيهوي معك، ويكون في سقوطه نهايتك!‏
عبقرية السقوط التي تكتسبها مع الخبرة، تعلمك أن تترك نفسك تهوي باستسلام حتى ترتطم، ثم تترك نفسك حتى تشفى، وبعدها تحاول النهوض وحدك دون أن تتعب نفسك بافتراض أنك إذا مددت يدك ستجد من يمسك بها..لن تمسك إلا الهواء المعبق برائحة الخيبة، فالندم!
في رحلة الصعود، أنت لا تحتاج لأكثر من ذراعين تمسكان بالأشياء -التي حذرتك من التشبث بها في سقوطك- وقدمين تدفعان بك إلى الأعلى.
عندما تصل إلى الأعلى وتخرج، إلتفت خلفك ولا تخف! يجب أن تطيل النظر إلى الهاوية. أعلم سيكون هذا صعب جدا عليك، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لتتجنب السقوط فيها مرة أخرى.
ذاكرة الإنسان عجيبة وانتقائية، وسوف تحاول أن تنسيك تلك السقطة حفاظا على سلامة وعيك..وحده اللاوعي يتعلم درسه، ودرسك، ودرس الوجع..غذيه بالنظر إلى الخلف كثيرا كي تحفظ الإشارات والعلامات التي لا تراها العين المجردة، وتقود إلى الهاوية.

كم نحتاج للكثير من التدريبات الرياضية والنفسية لنتعلم فن السقوط ..متعة السقوط هي تحدي السقوط نفسه بإبتكار سقطة جديدة لانستطيع التنبوء بها
نص غاية في الجمال من وجهة نظري المتواضعة

الفاضلة لانا أحمد

شكرا لكِ لمنحنا هذه المساحة التي حركت ركود عقولنا

التوقيع إقرار أو إلتزام بشيء ما فلذلك لن أوقع أقله في الوقت الراهن



..